الأنباط -
الإنسان بطبيعته وكل شيء فيه مُتغيّر عشوائي يختلف من شخص لآخر في كل الصفات، ويمثّل ذلك إحصائياً متغيرات عشوائية يضبطها التوزيع الطبيعي لكل الصفات الإنسانية وفق العينة الإحصائية؛ وهذا بالطبع ناتج أن الصفات الإنسانية تختلف من شخص الآخر حتى ولو زمان كورونا أو بعده:
1. عقول بني البشر ثلاثة: عقول عظيمة تتكلّم في الأفكار، ومتوسطة تتكلّم عن الأحداث، وصغيرة تتكلّم عن الناس والأشخاص وتشتغل بهم، وكثيرون مع الأسف من النوع الأخير ويلاحظ ذلك بكثرة من على وسائل التواصل الإجتماعي.
2. وقلوب بني البشر ثلاثة: قلوب عاطفية تحزن لأتفه الأسباب، وطبيعية تأخذ بالأسباب، وقاسية لا تؤمن بالأسباب.
3. وبطون بني البشر ثلاثة: بطون كبيرة تأكل الأخضر واليابس بالحلال والحرام، وبطون متوسطة تأخذ حاجتها، وبطون صغيرة تملأها نظرة العيون.
4. ونفسيات بني البشر ثلاثة: نفسيات راقية تحترم نفسها، ونفسيات متوسطة الرقي وتجامل في مصالحها، ونفسيات تطلب من الآخر معاملة سلبية بالمثل.
5. والفرق الفيزيائي بين العقل والقلب لا يتعدّى بضع عشرات من السنتيمترات، بيد أنه شتّان بالمقاربة الموضوعية بين لغتيهما، فالأولى واقعية والثانية عاطفية وتميل مع الريح، لكن المطلوب في معظم الأحيان تغليب لغة العقل.
6. ومعظم النَّاس هذه الأيام تُغلِّب لغة الجيوب والمصالح الخاصة -مع الأسف-، والمصالح العامة لا يهتم بها سوى النذر اليسير من الناس!
7. والنَّاس بالطبع لا تستخدم أكثر من عشرة بالمائة من عقولها لأنها ربما تركّز على لغة القلوب أكثر أو أنها لا تقوم بممارسة التفكير الإبداعي والناقد والتحليل العقلي وغيرها من الفعاليات العقلية كثيراً.
8. مطلوب الإنحياز للغة العقول أكثر لأن العِلم والمنطق والتحليل والأخذ بالأسباب يحكمها دونما اللجوء للفزعوية وردّات الفعل، وأجزم بأن الممارسة الحالية للغة العاطفة هو السبب الرئيس في حالة هوان الأمة!
بصراحة: الناس أجناس وعقولهم وقلوبهم وبطونهم ونفسياتهم تتباين وفق متغيرات عشوائية من الصعب ضبطها إحصائياً حتى في زمن كورونا، والمطلوب أفضلها بإستخدام لغة العقل والنفسية الراقية دونما كراهية.
صباح العقول العظيمة والنفسيات الراقية