البث المباشر
الارصاد : منخفض جوي بؤثر على المملكة... وتحذيرات مهمة المنتخب الوطني يلاقي نظيره العراقي في ربع نهائي كأس العرب "أمانة عمّان" تعلن حالة الطوارئ للتعامل مع المنخفض الجوي فرض الاستقرار في المنطقة. كيف يُفقد الانتهازيون الخطاب الرسمي مصداقيته؟ مدينة عمره في الميزان رجال على طريق الشرف والبطوله 0000 خدمة العلم القاضي مهنئًا النشامى: رفعتم رؤوسنا بإنجازٍ مستحق الجغبير: القطاع الصناعي يبارك للقيادة والشعب تأهل منتخب النشامى الى الدور الثاني لكأس العرب استضاف منتدى الفكر العربي في العاصمة الأردنية إعلان هام من مديرية البعثات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأرباب الأسر ذوي الإعاقة الملك ورئيس وزراء ألبانيا يترأسان جولة جديدة من "اجتماعات العقبة" في موقع عمّاد السيد المسيح ندوة في "شومان" تعاين الاعمال الأدبية لنجيب محفوظ افتتاح أعمال مؤتمر دور مراكز المجتمع في الوقاية من العنف الأسري بني مصطفى تبحث والسفير الفرنسي تعزيز التعاون بالمجالات الاجتماعية ديوان المحاسبة يعقد ورشة عمل متخصصة حول القيمة المضافة لاستخدام المنهجيات المختلطة في تدقيق الأداء للتعليم المهني "صناعة الأردن": المملكة تحقق تقدما ملموسا في تعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية وزير الأشغال يتفقد مواقع في الكرك تأثرت بالسيول ويوجه بتسريع أعمال المعالجة جلالة الملكة رانيا: صوتٌ لا يخفت، يدافع عن حقوق الإنسان. زين تُواصل التزامها البيئي بمشاركتها الخامسة في تنظيف البحر الأحمر بالتعاون مع ProjectSea

مدينة عمره في الميزان

مدينة عمره في الميزان
الأنباط -
مدينة عمره في الميزان 

 مع الإعلان الحكومي لمشروع مدينة اردنيه جديده يراد لها ان تكون نموذجا حضريا مستداما وعصريا .
اود ان أتطرق في هذا المقال الى انه 
لا بد من الاشاره إلى ان التوسع الحضري المدروس من خلال إنشاء مدينة امر إيجابي وعلامة فارقه في مستقبل التخطيط العمرانى الحديث في الأردن ، وكنت أميل الى  ان يكون موقع المدينة الجديده تجاه الجنوب لتكون نقطة وصل بالوسط لأسباب عدة لا مجال لذكرها بهذه العجالة.
 ومن خلال التصريحات المحدوده والحذره لغاية هذه اللحظه والتي استمعنا لها بمقابله تلفزيونيه مع رئيس مجلس ادارة الشركة المعنيه بالتطوير والذي لمست بحديثه البسيط لمشروع هام وكان  متسلحا بابتسامته اللطيفه  طوال  مدة المقابله على قناة المملكه مع الإعلامي عامر الرجوب عدم القدره على ايصال  المعلومة الوافيه  المقنعه  للمتلقي لمشروع يكاد يكون الاول من نوعه بالاهميه والحساسيه والخطورة الاقتصاديه والاجتماعيه  . 
وفي هذا المقام أشير إلى انه من اساسيات اختيار موقع المدينه هو عمل الدراسات الجيولوجية السطحيه وتحت سطحيه وتقيم المخاطر الزلزالية واستقرار التربه ودراسة البؤر الساخنه للانزلاقات والانهيارات وتحديد ودراسة معدلات الهطول المطري والسيول العابره للحدود ودراسة الثروات الطبيعية الموجوده وإمكانية استغلالها قبل البدء بإنشاء المدينه 
يرافق ذلك كله عمل الدراسات البيئية من حيث تقييم الأثر البيئي قبل إطلاق المخططات ومرعاة الحفاظ على التنوع الحيوي المحلي ودراسة تقييم جودة الهواء قبل البدء بالعمل لإنشاء قاعدة بيانات للمقارنه بعد إنشاء المدينه.

ولأن علم الارض والبئيه يعرف بانه العلم الذي يدرس الارض سطحها وباطنها بغية فهمها فهما حقيقا يفضي إلى إقامة مشاريع ، وفي حالتنا هذه تعتبر مدينة عمره الجديده مشروعا ضخما يمثل خطوة استراتيجية نحو التنميه المستدامة في الأردن ليكون نواة حضريه عصريه لتخفيض الضغط على العاصمه عمان واستحداث فرص عمل جديده واعادة توزيع مكتسبات التنمية وفق أسس عادله وشفافه .

وعليه فان نجاح المشروع يعتمد بشكل حاسم على دقة التخطيط وعمق الدراسات المسبقه ومرعاة التخطيط الشمولي بما يضمن تحديد الهوية الحضريه للمدينة وكيفية دمجها مع محيطها الإقليمي بالاضافه إلى التخطيط العلمي للبنية التحتيه لتكون مستدامه تشمل شبكات طرق متطوره  وانظمة طاقه متجدده واداره ذكيه للمياه والنفايات وذلك كله يتوقف على نتائج الدراسات الجيولوجية والبيئية والهندسية وتخطيط المدن الدقيقه التي تمثل حجر الزاويه والتي يتم تقيمها من جهات محايده لضمان سلامة واستدامة المنشآت وإجراء مسوحات شامله لخصائص التربه والتراكيب الجيولوجية المختلفه مع مرعاة دراسة زلزالية المنطقه ودراسة الثروات الطبيعيه الموجوده وإمكانية استغلالها قبل البدء بالعمل ودراسة المخاطر الطبيعيه لتحديد مسارات السيول والمياه  السطحيه وخرائط المخاطر الزلزاليه لتصميم المباني وفق كودات بناء مقاومه للزالزال.

خلاصة القول ..... 
 كفة الميزان تميل  نحو الإعداد الجيد لمشروع المدينة الجديده بما يحمل من إمكانات هائله لتعزيز الاقتصاد الوطني وتجويد حياة الأردنيين   فالفكره إبداعيه ولكن يبقى وضع المشروع في الميزان متوقفا على مدى الجديه في تطبيق خارطة الطريق العملي للتخطيط الشمولي والحضري للمدن والدراسات الجيولوجية والبيئية و الهندسيه و على رأسها ضمان  مصادر طاقة ومياه مستدامه ،
فكلما كانت هذه الأسس صلبة ومستنده إلى بيانات علميه دقيقه كلما كانت الكفة تميل نحو تحقيق الرؤية الطموحة لمستقبل حضري مستدام في بلدنا الغالي . 

وكما قيل فكل مشروك مبروك لذا وجب توسيع قاعدة الاستشارة وان لا تبقى حكرا لشركة بعينها والارتقاء بالأعداد والتنفيذ بقدر  ما لهذا الملف من اهميه وحساسيه  ويقيني بانه يحتاج إلى شراكة حقيقية بين القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني ذات الاختصاص لضمان نجاح المشروع ليقدم انجاز جديد للأجيال القادمه .

عمرانه يا هاي البلد

الدكتور  صخر أحمد النسور 
نقيب الجيولوجيين الاردنيين السابق
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير