الأنباط –فيصل العربيات
أكد الرئيس التنفيذي لبورصة عمّان، مازن الوظائفي، أن السوق المالي الأردني يواصل مساره الصاعد بثقة راسخة، مدفوعًا بحالة من التفاؤل المتنامي تجاه أداء الاقتصاد الوطني والإصلاحات الحكومية المتسارعة، التي انعكست إيجابًا على بيئة الأعمال وجاذبية الاستثمار المحلي والأجنبي.
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى التواصل الحكومي أمس الثلاثاء، حيث استعرض الوظائفي أبرز مؤشرات أداء السوق والسياسات الجديدة التي دعمت نموه المستدام.
وأشار الوظائفي إلى أن ملف الاكتتابات العامة الجديدة يحظى بمتابعة دقيقة على أعلى المستويات، مبينًا أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين البورصة وهيئة الأوراق المالية والجهات الرسمية لمعالجة التحديات التي تواجه تأسيس الشركات وإدراجها في السوق.
وأكد أن الاهتمام الحكومي بقطاع سوق رأس المال أصبح واضحًا وملموسًا، موضحًا أن الإجراءات الأخيرة عكست إرادة حقيقية لتذليل العوائق أمام الاستثمار وتنشيط السوقين الأولي والثانوي.
وأوضح الوظائفي أن تأسيس صناديق الاستثمار المشترك، وتخفيض عمولات التداول، والإعفاءات الضريبية الحكومية، أسهمت جميعها في رفع مستويات السيولة وثقة المستثمرين، معتبرًا أن التحسن في التداولات والسيولة هو ثمرة لإجراءات واقعية وجادة وليست مجرد خطط على الورق.
وبيّن أن البورصة تعمل بالتعاون مع هيئة الأوراق المالية والجهات الحكومية على تحديث تعليمات الإدراج والإفصاح، بما يحقق توازنًا بين الحوكمة والمرونة لتشجيع دخول شركات جديدة إلى السوق، متوقعًا نشاطًا متزايدًا في الاكتتابات العامة خلال المرحلة المقبلة.
ولفت الوظائفي إلى أن بورصة عمّان تواصل تطوير بنيتها التقنية والتشريعية وفق أفضل الممارسات الدولية، عبر تطبيق معايير المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية(IOSCO) ومعايير التقارير المالية الدولية(IFRS) ومبادئ حوكمة الشركات الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
وشدّد الوظائفي على أن الاستدامة أصبحت جزءًا أساسيًا من التنافسية المؤسسية، موضحًا أن البورصة ألزمت الشركات الكبرى المدرجة ضمن مؤشر ASE20 بإعداد تقارير استدامة تغطي الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة(ESG).
وأشار إلى أن بورصة عمّان كانت الأولى في الشرق الأوسط والخامسة عالميًا التي أطلقت مبادرة الإفصاح عن المعلومات المناخية بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية(IFC)، مؤكدًا:
"نفخر بأن البورصة الأردنية سبقت نظيراتها في المنطقة في تبني معايير الاستدامة، لأننا نؤمن أن الاقتصاد الحديث لا ينفصل عن دوره في حماية البيئة ودعم التنمية المستدامة.”
وكشف الوظائفي عن برامج توعوية موسعة أطلقتها البورصة بالتعاون مع الجامعات الأردنية لتعزيز الثقافة المالية بين الشباب، من خلال إنشاء غرف محاكاة للتداول داخل الجامعات وتنظيم محاضرات عبر منصة "ثقافة المستثمر” الإلكترونية، لتعريف الجيل الجديد بآليات الاستثمار المسؤول.
وأشار إلى أن التحول الرقمي الكامل شكّل نقلة نوعية في كفاءة السوق وسرعة تنفيذ الأوامر ودقة الإفصاح، موضحًا أن البورصة تعتمد منظومة إلكترونية متكاملة تشمل التداول عبر الإنترنت ونظام الإفصاح الذكي بلغة XBRL، إلى جانب تطبيقات الهواتف الذكية التي تتيح متابعة السوق لحظيًا من أي مكان.
وأضاف أن البورصة حصلت مؤخرًا على شهادة ISO 9001:2015 الخاصة بنظام إدارة الجودة بعد اجتياز عمليات تدقيق دولية تؤكد التزامها بالمعايير المؤسسية العالمية.
وفيما يتعلق بالأداء المالي، أوضح الوظائفي أن بورصة عمّان سجلت أفضل أداء لها منذ عام 2008، إذ ارتفع المؤشر العام لأسعار الأسهم بنسبة 37.5% ليصل إلى 3423 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ASE20 بنسبة 40% تقريبًا، ومؤشر العائد الكلي بنسبة 50.6%.
كما ارتفعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة بمقدار 8.05 مليار دينار (بنسبة 45.5%)، مدعومة بتحسن أرباح الشركات المدرجة التي بلغت 1.716 مليار دينار بعد الضريبة حتى نهاية الربع الثالث، بزيادة 10.9% عن العام الماضي.
وأضاف أن هذه النتائج تعكس قوة ومتانة الاقتصاد الوطني، الذي حقق معدل نمو بلغ 2.8% في الربع الثاني من عام 2025، وارتفاعًا في الصادرات بنسبة 8%، والدخل السياحي بنسبة 6.8%، واحتياطيات نقدية بلغت 24 مليار دولار.
النوايسة: بورصة عمّان ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني
من جانبه، أكّد أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، أن بورصة عمّان تمثل ركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز جاذبيته الاستثمارية من خلال توسيع قاعدة الاستثمار المؤسسي وتطوير البنية التشريعية للسوق المالي.
وأوضح النوايسة أن الإجراءات الحكومية لتحسين البيئة الاستثمارية انعكست بوضوح على أداء البورصة، لترسّخ موقعها كمنصة مالية واعدة على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن ما نشهده اليوم هو ترجمة عملية للرؤية الاقتصادية الوطنية نحو اقتصاد أكثر تنافسية واستدامة.
وفي مداخلة لصحيفة الأنباط، وجّه الصحافي فيصل عربيات الشكر لوزارة الاتصال الحكومي ومنتدى التواصل الحكومي، مثمنًا جهودهم في إيصال المعلومة بشفافية، مشيرًا إلى أن استثمارات صندوق استثمار أموال الضمان في 12 شركة أحدثت نقلة نوعية في السوق وساهمت في تسجيل أعلى ارتفاع منذ عام 2008.
وتساءل عربيات حول حجم استثمار الصندوق في البورصة وإمكانية تنظيم ورشات توعوية في الجامعات والمدارس لتعريف الشباب بآلية التداول.
وردّ الوظائفي موضحًا أن أرباح صندوق الضمان الاجتماعي بلغت مليار دينار، وأن الصندوق يشكّل نحو 12% من حجم السوق المالي، مؤكدًا حرص البورصة على إيصال الرسالة الإعلامية بوضوح وشفافية.