على الرغم من أن علامات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تظهر عادة في مرحلة الطفولة، إلا أنه في بعض الأحيان لا يتم اكتشاف الاضطراب إلا بعد البلوغ.
وأوضح الدكتور ماتياس رودولف أن اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، هو اضطراب أيضي عصبي بيولوجي، يرجع إلى عوامل وراثية، مشيراً إلى أن الدماغ يعاني من التحفيز الزائد المستمر، مع اختلال التوازن بين المواد الناقلة "الدوبامين" و"النورإبينفرين".
صعوبة التركيز والتخطيطوأضاف أخصائي الطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي الألماني أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين تتمثل في قلة الانتباه، وضعف التركيز، وكثرة الحركة والاندفاع والتصرف، وفقاً للغريزة وصعوبة التخطيط المنهجي للحياة اليومية، بالإضافة إلى النسيان والأرق وأحلام اليقظة والتقلبات المزاجية.
وتشمل العلامات أيضاً ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو شرب الخمر وتعاطي المخدرات. وفي بعض الأحيان ينهي المرضى علاقتهم العاطفية دون سابق إنذار أو يتركون وظائفهم على نحو مفاجئ.
وينبغي استشارة الطبيب عند ملاحظة هذه الأعراض والعلامات للخضوع للعلاج في الوقت المناسب.
وأوضحت الدكتورة كارولين تسيمرمان أن البرنامج العلاجي لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يشمل العلاج الدوائي، مثل الأدوية التي تؤثر على "الدوبامين" و"النورإبينفرين" في المخ، ما يساعد على التركيز بشكل أفضل.
وأضافت أخصائية طب الأعصاب الألمانية أن البرنامج العلاجي يتضمن أيضاً الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد المريض على تنظيم حياته، والتخطيط لها بصورة أفضل.
وإذا كانت هناك أمراض أخرى مصاحبة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق، فينبغي حينئذ أن يأخذها البرنامج العلاجي في الاعتبار.
من ناحية أخرى، أشارت تسيمرمان إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتمتعون ببعض المميزات، حيث يمكنهم مثلاً التركيز بشكل مفرط عندما يجدون شيئاً مثيراً لاهتمامهم. لذا فهم مديرون مثاليون للأزمات، ويصبحون مستقلين عندما لا يعرف الآخرون ما يجب عليهم فعله.
وبناء على ذلك، يندرج المجال الفني أو مجال العروض أو مجال تكنولوجيا المعلومات ضمن مجالات العمل المناسبة لمرضى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وذلك بخلاف العمل المكتبي.