يمكن أن يكون للإجهاد الذي غالبا ما يُعد استجابة عقلية أو عاطفية، تأثيرات مفاجئة وبعيدة المدى على الجسم بأكمله.
ومن الطبيعي أن يرتبط التوتر بالإجهاد النفسي، إلا أن له تداعيات جسدية من المهم معرفتها.
واستجابة للتوتر، يتعرض الجسم لتغيرات في الإفرازات الهرمونية والكيميائية. ويتم إنتاج معظم هذه الإفرازات عن طريق الغدة الكظرية، وهي عضو صغير يقع فوق الكلى.
وتؤدي الهرمونات المفرزة من هذه الغدة وظائف متعددة، بما في ذلك بدء استجابة "القتال أو الهروب" (رد فعل فطري تَطَور كآلية للبقاء على قيد الحياة)، وتنظيم العمليات الأيضية مثل مستويات السكر في الدم، وإدارة توازن الملح والماء، وتسهيل الحمل.
وفي حين أن هذه الهرمونات يمكن أن تنقذ الحياة باعتدال، إلا أن وجودها لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى آثار ضارة كبيرة.
ويعمل الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي، في المقام الأول على تثبيط العمليات التي قد تعيق استجابة الجسم "للقتال أو الهروب". ولكي نكون أكثر تحديدا، فهو يغير الطريقة التي يتفاعل بها الجهاز المناعي ويعيق الأداء السليم للجهاز الهضمي والإنجابي والجهاز المرتبط بالنمو.
والإجهاد هو عدو معقد يمكن أن يكون له تأثير سلبي على أجزاء متعددة من صحتك. ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الهضمية، بدءا من عدم الراحة في المعدة وعسر الهضم إلى حالات مثل متلازمة القولون العصبي (IBS).
ويمكن أن يتداخل التوتر أيضا مع أنماط تناول الطعام لديك، ونوبات الإفراط في تناول الطعام أو قلة تناول الطعام، ما قد يساهم في تقلبات وزن الجسم.
وبالإضافة إلى آثاره على الجهاز الهضمي، يمكن أن يظهر التوتر على بشرتك، ما يؤدي إلى تفاقم الحالات مثل حب الشباب والصدفية والأكزيما.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب التوتر في ظهور ردود فعل تحسسية، ما يؤدي غالبا إلى مشاكل جلدية مزعجة مثل الشرى.
ويمتد تأثير التوتر المزمن إلى أبعد من ذلك، ليشمل صحة القلب والأوعية الدموية. ويرتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
وتتمتع هرمونات التوتر، وخاصة الكورتيزول، بالقدرة على رفع ضغط الدم وتعزيز الالتهاب داخل الأوعية الدموية. وبالنسبة للنساء، يؤدي التوتر إلى انخفاض إنتاج هرمون الإستروجين والبروجستيرون مع رفع مستويات الكورتيزول. ويؤدي هذا المزيج الخاص في كثير من الأحيان إلى دورات شهرية غير منتظمة ومزعجة ويمكن أن يكون له آثار ضارة على كل من الصحة العاطفية والرغبة الجنسية.
وعند الرجال، يؤدي التوتر إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون وزيادة الكورتيزول، وهو ما يترجم لاحقا إلى الشعور بالتعب وانخفاض ملحوظ في الرغبة الجنسية.
ومن المهم أن تضع في اعتبارك أنه إذا كنت تشعر أن التوتر له تأثير كبير على صحتك ونوعية حياتك بشكل عام، فمن الحكمة استشارة أخصائي رعاية صحية.