وجد باحثون من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) زيادة في حالات داء الليشمانيات الجلدي الذي يسبب تقرحات و تشوهات مؤلمة.
وظهر داء الليشمانيات، وهو مرض طفيلي، في الولايات المتحدة سابقا في الغالب بين الأشخاص الذين سافروا إلى المناطق الاستوائية. ولكن الآن، تشير دراسة جديدة إلى أن سلالة محلية فريدة من الطفيلي قد تظهر في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف محتملة من أن الكلاب المستوردة قد تؤدي إلى انتشار شكل آخر من المرض، حسب ما حذرت مجموعة بحثية ثانية.
وينجم هذا المرض الجلدي الاستوائي عن طفيلي من الطفيليات الليشمانية الأوالية التي يزيد عدد أنواعها على 20 نوعا. وينتقل عن طريق لدغات ذباب الرمل الماص للدم. ويفوق عدد أنواع ذباب الرمل المعروفة بنقل الطفيليات الليشمانية 90 نوعا.
وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتشر المرض أيضا عن طريق عمليات نقل الدم أو من خلال مشاركة الإبر الملوثة
وهناك ثلاثة أشكال رئيسية للمرض، وأكثرها شيوعا هو داء الليشمانيات الجلدي. وغالبا ما تسبب داء الليشمانيات الجلدي تقرحات جلدية قد تستغرق أشهر لتظهر بعد الإصابة. وإذا سمح للآفات بالتقدم، يمكن للمرض أن يسبب ندبات مشوهة. هناك أدوية لعلاج الالتهابات التي يسببها هذا الطفيل.
وخلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للطب الاستوائي والنظافة (ASTMH) في شيكاغو، أفاد الباحثون أنهم اكتشفوا سلالة متميزة وراثيا من طفيلي الليشمانيا الذي يسبب داء الليشمانيات الجلدي. وتنتمي السلالة المكتشفة حديثا إلى فصيلة الليشمانيا المكسيكية، وهي تختلف عن السلالات التي تسبب عادة حالات داء الليشمانيات المستوردة في الولايات المتحدة.
وقال فيتاليانو كاما، أحد المشرفين على الدراسة، وكبير مستشاري مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قسم الأمراض الطفيلية والملاريا، لموقع "لايف ساينس"، إن هذا يشير إلى أن السلالة الجديدة تنتشر عن طريق ذباب الرمل الأمريكي.
وللوصول إلى هذه النتائج، قام الباحثون بتسلسل وراثي لأكثر من 2000 عينة من الأنسجة من المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بداء الليشمانيات الجلدي في 50 ولاية أمريكية وبورتوريكو وجزر فيرجن الأمريكية بين عامي 2005 و2019.
وقدم العلماء أدلة جديدة لتسلسل الحمض النووي تشير إلى أن هذا المرض، الذي كان يُرى بشكل حصري تقريبا في المسافرين العائدين من الخارج، يتم اكتشافه الآن في الولايات المتحدة لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ في السفر الدولي.
وحدد المختصون أن هذه الحالات الجديدة ناجمة عن سلالة أمريكية من الطفيلي تختلف بشكل واضح عن تلك المستوردة.
واكتشف الفريق سلالتين متميزتين من الليشمانية المكسيكية: ACT وCCC. وظهرت الأولى أكثر انتشارا بشكل كبير بين المسافرين، في حين كانت الأخيرة أكثر شيوعا بين غير المسافرين، خاصة أولئك الذين يعيشون في تكساس.
ووجد الفريق، بقيادة الدكتور ماركوس دي ألميدا، أن سلالة من "الليشمانيا المكسيكية" التي أصابت غير المسافرين، كانت لها بصمة وراثية مختلفة قليلا. ويشير هذا إلى أن إصاباتهم كانت ناجمة عن النمط الجيني الأمريكي الفريد للمرض الذي ينتقل عن طريق مجموعات ذبابة الرمل المحلية.
وكتب الباحثون في ملخ للدراسة: "هذه النتائج تقدم دليلا على أن داء الليشمانيات قد يكون متوطنا في الولايات المتحدة. كانت هناك مؤشرات سابقة على انتقال محلي استنادا إلى عدد صغير من تقارير الحالات، ولكن الآن، ولأول مرة، لدينا بصمة وراثية متميزة من مجموعة كبيرة نسبيا، ما يوفر دليلا إضافيا على أن داء الليشمانيات قد يكون راسخا في أجزاء من الولايات المتحدة".
وما يزال من غير المعروف ما هي الضغوط التي تسببت في تطور سلالة CCC أو ما إذا كان يمكنها الانتشار بين ذباب الرمل والبشر بسهولة أكبر من السلالات الأخرى. لكن الفريق يأمل أن يسهل تحليله اكتشاف حالات داء الليشمانيات الجلدي المكتسب محليا إذا ظهر في مناطق إضافية من الولايات المتحدة.
وقالت مجموعة بحثية ثانية في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للطب الاستوائي والنظافة إن هناك أيضا مخاوف من أن شكلا مختلفا وأكثر فتكا من المرض، يسمى داء الليشمانيات الحشوي، قد يبدأ في الانتشار في الولايات المتحدة.
وعادة ما يحدث داء الليشمانيات الحشوي بسبب "الليشمانيا الدونوفانية" (L. donovani) و"الليشمانيا الطفلية" (L. Infantum). ويمكن أن يسبب المرض الحمى، وفقدان الوزن، وفقر الدم، وتضخم الطحال والكبد، وهو مميت في أكثر من 95% من الحالات التي لا يتم علاجها.
وفي العرض التقديمي، حذر الباحثون من أن مجموعات ذبابة الرمل في الولايات المتحدة يمكن أن تلتقط "الليشمانيا الطفيلية عن طريق التغذية على الكلاب المستوردة التي تحمل الطفيل.