كشف مسؤول في حزب "الشعب الجمهوري" التركي، المعارض لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، والذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، في إحصائية عن انتحار 1477 شخصاً في البلاد في العام الماضي جراء الصعوبات الاقتصادية التي كانوا يواجهونها، على حد تعبيره.
وذكر حسن افا أويار، نائب رئيس حزب "الشعب الجمهوري" لشؤون النقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية والمهنية، أن ارتفاع حالات الانتحار في البلاد نتيجة مشاكل الأزمة الاقتصادية "يثير من مخاوفنا"، وذلك في معرض تعليقه على انتحار ثلاثة أطباء بيوم واحد في تركيا الأسبوع الماضي.
وتعليقاً على ذلك، شدد طبيب ونائب سابق في البرلمان التركي على أن "الأطباء والعاملين في قطاع الصحة في تركيا يواجهون تحدّيات كبيرة ترغم بعضهم على الانتحار أحياناً".
وقال نجدت إيبك يوز، الطبيب والنائب السابق عن حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت": "يجب إجراء تحقيقات على نطاقٍ واسع لمعرفة أسباب انتحار الأطباء الثلاثة، لكنها بطبيعة الحال تعود لسببين: إما اقتصادي أو نفسي".
وأضاف أن "الأطباء يعانون من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا وفي ذات الوقت يعملون في بيئة غير مستقرة وتحت ضغوطاتٍ كبيرة، وهو ما يصل ببعضهم أحياناً إلى الانتحار، ولذلك على الحكومة أن تغير من آلية عمل المؤسسات الصحية والطبية في البلاد".
وتابع أن "المؤسسات الصحية والعاملين فيها كالأطباء والممرضين يتعرّضون لضغوط كبيرة، ففي أنقرة يوم أمس هناك من تهجّم على فريق الطوارئ في مستشفى غير حكومي بالسلاح بعد حصول مناوشات كلامية بينهم وبين الفريق الطبي عند إسعاف مريض إلى المستشفى بشكل عاجل".
وشدد النائب السابق على أن "نقابات الأطباء والعاملين في القطاع الصحي يقومون بالإضراب عن العمل في بعض الأيام بشكلٍ متقطع للمطالبة بتحسين ظروفهم الاقتصادية والمعيشية وهم لديهم مطالب تتعلق بتحسين أجورهم وتعويضاتهم، لكن الحكومة لم تتحرك إلى الآن".
كما لفت إيبك يوز إلى أن "عدداً كبيراً من العاملين في المجال الصحي يسعون إلى الهجرة وهناك من يتعلم منهم اللغة الألمانية بهدف الحصول على فرصة عمل في ألمانيا، وهذا يعني أن البلاد تخسر من خبرات أبنائها ولذلك على الحكومة إعادة النظر بمطالبهم وتحسين واقعهم".
وكان المسؤول في حزب المعارضة الرئيسي قد ذكر أيضاً في بيانٍ مكتوب، أن 1477 شخصاً انتحر في البلاد خلال آخر 4 سنوات.
وقال نائب رئيس حزب "الشعوب الجمهوري" لشؤون النقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية والمهنية: "لاحظنا أن حالات الانتحار لأسبابٍ اقتصادية تتزايد كلّ عام"، مضيفاً أن "الضغوط على العاملين في قطاع الرعاية الصحية تدفعهم إلى الانتحار".
كما شدد على أنه يجب حماية كل العمال ليس من الحوادث المهنية فقط وإنما يجب حمايتهم أيضاً من الأزمة الاقتصادية وانعدام الأمن والمضايقات التي يتعرّضون لها في أماكن عملهم.
وبحسب المسؤول التركي، فقد انتحر الأطباء الثلاثة في يومٍ واحد الأسبوع الماضي نتيجة الضغوط الإدارية وظروف العمل المكثفة والأزمة الاقتصادية وانعدام الأمن.