كما توقعت "الانباط" في خبر سابق .. إعفاء الضريبة المضافة على السيارات الكهربائية 50% لنهاية العام 20 شهيدا و 66 مصابا في غارات إسرائيلية على وسط بيروت الامين العام لاتحاد اللجان الاولمبية يشيد بجهود لجنة الاعلام توازن تنظم لقاءً تعارفياً مع عدد من الصحفيين والصحفيات لبحث دور المرأة في الإعلام وتعزيز المهارات القيادية القطاع السياحي يدعو رئيس الوزراء لزيارة البتراء "المنكوبة" الأردن صمام أمان المنطقة وحارس الهوية الفلسطينية والمقدسات يارا بادوسي تكتب : جولات رئيس الوزراء:خطوة مطلوبة لتحفيز قطاع السياحة المرأة بالمحافظات وتحديات سوق العمل الثلاثي الفولاذي.. محور سياسي جديد يعيد رسم ملامح التوازن في الأردن الترخيص المتنقل بالأزرق من الأحد إلى الثلاثاء واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين نتائج الدوريين الإنجليزي والإسباني.. تشيلسي وأرسنال يواصلان الانتصارات وأتلتيكو مدريد يتألق الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء في مساجد المملكة عمرو خصاونه يكتب: معاداة السامية بدأت في أوروبا و ليس في العالم العربي.

رواية "حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان"

رواية حياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان
الأنباط -
للكاتب الصيني سُوتونغ
ترجمة يارا المَصري
فكرة في متاهة الحياة
قراءة سليم النجار
 
الرواية لا تبدأ من فراغ، إنّما تستند إلى معرفة أوليّة موطِئة لها، وفي ذات اللحظة نحن لا نجابهها إذا كانت خارج إطار مكاني، إذ تحكمنا آنية الزمان والمكان، ولا نتلقّاها بصمت قاتل، بل نبدؤها بأطروحات وأسئلة استكشافية، هي كلمات مفتاحية، هي وثيقة وجودنا وعقد مكتوب شفاهة، وهي قطرة لشلال هادر من استجابات، هذا ما ذهب له الكاتب الصيني سُوتونغ في روايته "حَياة أخرى للنساء وروايتان قصيرتان" الصادرة عن مسعى للنشر والتوزيع-القاهرة-٢٠١٨.
نتناول في هذه القراءة الرواية الأولى التي حملت عنوان "الربيع في مصنع تعليب اللحوم" القائمة على المجاز، ومن ثم نقف على حقيقة تموقُع المجاز في الرواية، إنّ القارّ في الأذهان أنّ أمرًا كهذا من المحال أن يتدافع ويتسارع، بل هو عبارة عن مرحلة استكشاف، كما فعل سُوتونغ في التعريف عن فكرته بشكل جلي بعيدًا عن الغموض، " -أيها العم شيوي، أنا لدي إحساس أنك تشبه شخصًا ما
-أشبه العمال؟ أنا عاملٌ في الأصل".
هذه الفقرة من الرواية تفتح سردها بشكل واضح لتدخل عالم النص الذي تم تشييده داخل مصنع اللحوم -الخنازير- ، إنّه تدبير عقلي لجملة من الدلالات والمعاني للظاهرة الإنسانية في إحداثيّتها المتحركة، "لن أذهب إلى أي مكان، أغلقت مي جون الكتاب فجأة، وحدَّقت إليه بتهكّمٍ واستهزاء وقالت: أريد الذهاب إلى المسلخ، دلّني على الطريق".
 لم يلجأ الكاتب للأحكام المسبقة، إذ اتسم بالشموليّة المستمدّة من أطر ثقافية وتاريخية مطلقة وعامة، فالتفسير ذاتي، داخلي، وخاص، مقيّد للنص، مركّز، ومكثف، " -ماذا؟ هل تقصد أن العمل في المسلخ عمل مبتذل؟، تغيّرت في التو تعابير وجه العم قو الحنونة إلى نظرات غضب واحتقار وقال: أيها الرفيق، لا أوافقك على رأيك، دعني أسألك أيها الرفيق هل تأكل لحم الخنزير؟ تأكله؟ إذن جيد، إذا كان تصنيع لحوم الخنزير عملًا مبتذلًا، أكلها أمرٌ راقٍ ؟ ثمة عطب ما في تفكيرك أيها الرفيق، أذا فكر الناس مثلك، فلن نجد في سِلال الناس لحمًا".
إنّ مرحلة التفسير هي مرحلة تالية لمرحلة الفرضية والحدس والتنبؤ، حيث يتيقّن المؤول ممّا افترضه ويختبر مدى صحته ومعقوليّته، يقرنه بالمنتوج السردي ذي الترهين الحالي ويتوّلاه الكاتب بالشرح والتفسير والتعليل والتحليل، "أشعر بخيبة الأمل من نفسي، لا تعرفون كم ألقي الكلمة في الحلم بجزالة وفصاحة، اسألوا مي جون إن لم تصدقوني، سمعتني في الحلم أخوض مناقشة حادة وأفحمهم، أمر مذهل، وصفّقت لي حتى أحمرت كفاها، ولكن العمل في مصنع اللحوم غيرُ مُرْضٍ".
هنا يسعى سُوتونغ  في سرده إلى بناء مرحلة بين الغرض الخيالي و الغرض التأويلي المعاش، بين أوّليات الفهم والفهم ذاته، "قال الشاعر الهاوي: الكل يستطيع الرحيل عن هذا المكان، يمنكك أن تتغيّب عن العمل، ستُفصل إن غبت مدة شهر، أو اذهب إلى المستشفى واطلب إجازة طويلة براتب، يمنكك أن ترحل بطرق كثيرة، لِمَ يزعجك هذا الامر؟"
كما أوضح الكاتب في فكرته السابقة أنّها مرحلة من السرد لتعديل الأحكام المسبقة، بالسلب أو الإيجاب، بالنفي أو الإقرار، بالحذف أو الأضافة، ولكي تكون هذه المرحلة ناجزة، عليها التسلّح بسياجات، أهمّها أن تنتخب منها ما يخدمها فحسب، "ليس هذا وقت المساعدات الإنسانية، لا أريد زيك المقطَّن، يمكننا أن نتحدث بلا توقف، وألا تتوقف عن الحركة، ربما على الاستمرار دافئين حتى الصباح".

يمكن القول أن رواية "الربيع في مصنع تعليب اللحوم" للكاتب الصيني سُوتونغ تخضع لآلية الفهم الذاتي، فهي تمثيل فعل ذاتي للقارئ، وفي ذات الوقت هي وضع المتلقّي داخل سيرورة التراث الثقافي الصيني الذي ينعت الأحكام المسبقة، ويضع قيَمه على المحك العملي والمعاش.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير