البث المباشر
د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي بلدية السلط الكبرى تكثف جهودها للتعامل مع حالة عدم الإستقرار الجوي المؤثرة على المملكة. بلديات تكثف استعداداتها وترفع جاهزيتها تزامنا مع المنخفض الجوي استراتيجية "التفويض": أمريكا تدفع حلفاءها لمواجهة إيران ياسر أبو شباب، كيف حالك؟ الارصاد : حالة من عدم الاستقرار وتحذيرات من هطولات غزيرة في بعض المناطق... التفاصيل ولي العهد يساند"النشامى" أمام الكويت في كأس العرب الوفد البرلماني يختتم زيارته الى بروكسل الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024 كتب الدكتور سمير محمد ايوب في حضرة القهوة، تواضعوا ! المرأة وفلسفة القهوة... مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها من حالة عدم الاستقرار الجوّي المتوقعة وتدعو للابتعاد من الأودية ومجاري السيول وزارة الإدارة المحلية تُهيب بالمواطنين الابتعاد عن مجاري الأودية تزامناً مع حالة عدم الاستقرار الجوي الأشغال تعزز جاهزيتها بـ110 فرق و155 آلية لمواجهة الظروف الجوية 85.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية سلطة إقليم البترا ترفع جاهزيتها للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي مصر ترحب بتجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وزير الشؤون السياسية: الشباب يمثلون القوة المؤثرة في مسيرة الوطن غرف الصناعة تهنىء "الجمارك" بفوزها بجائزة التميز الحكومي العربي النشامى بعد قرعة المونديال ... مستعدون للتحدي ومتفائلون بالتأهل للدور التالي

الأخ زعرور..السلاح صُنع للمعارك لا للأفراح

الأخ زعرورالسلاح صُنع للمعارك لا للأفراح
الأنباط -

الأنباط – خاص
عندما بدأت الصين في حوالي القرن التاسع بصناعة أول بندقية نارية كانت من خلال خلط الملح والفحم والكبريت مع بعضها البعض ووضعها في قطعة خيزران، وإشعالها عبر فتيل ليتم نفث لهيبها باتجاه العدو.
ذلك العدو الذي كان يقابل الجيوش الصينية ،حينذاك، لم يكن يدرك أن هنالك آداة مخترعة تنفث اللهيب في وجه مقاتليها، حتى علمت تلك الدول بوجود خليط كيميائي داخل ذلك السلاح الجديد، فنجحت بنقله عبر حدود آسيا إلى أوروبا باتجاه الدول المهتمة بتطوير أسلحتها في المعارك والحروب.
وبعد أن علمت يقينًا بمحتويات ذلك الخليط في حوالي القرن الثالث عشر، بدأت بتطوير بندقية نارية من خلال مزج كمية 75% من الملح و15% من الفحم و10% من الكبريت لتكون قدرة الدفع أقوى وأشد فتكًا.
وفعلا، نجحت تلك النسب من الخليط في خلق قوة دفع قادرة على قذف اللهيب والشظايا نحو الأعداء خلال المعارك والحروب التي كانت تسود تلك الفترة، وذلك لفرض هيمنتها وسيطرتها على مجريات تلك المعارك.
وانتقلت هذه الفكرة إلى إيطاليا في حوالي عام 1320 حيث استطاعت تطوير مدافع نارية تستخدم في حروبها ،آنذاك، وبحلول القرن 19 أصبحت الأسلحة النارية أكثر تطوّرا وفتكًا، لينتهي بذلك دور الصين وأوروبا في تطوير أهداف وتقنيات تلك الأسلحة، ويبدأ دور (زعرور) بنقل هذه التقنية العسكرية من ساحة المعارك إلى ساحات الأفراح وأعياد الميلاد وحتى ( طهور الأطفال الرُضّع).
وزعرور هو مزيج لغوي بين مصطلح "أزعر" و"مغرور"، حيث أن من يستعمل الأسلحة بعيدًا عن ساحة المعركة والذود عن الأوطان، والصيد المرخّص،وغيرها من الأسباب المُبرّرة لحملها هو بمثابة "أزعر"، ومن يُطلق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات الاجتماعية هو مغرور، لأنه يريد بذلك إيصال رسالة مُبطّنة للآخرين أنّني أمتلك سلاحًا ناريًا، وهم لا يمتلكونه.
ونجح زعرور بنقل تقنية استعمال السلاح الناري، حيث كان الأوروبيون والصينيون يوجّهون فوّهة السلاح الناري بشكل أفقي لقتل العدو في ساحة المعركة، إلا أنه استطاع توجيه فوهتها عاموديًا إلى السماء لقتل الطمأنينة والسلام في ساحة الفرح.
وكان الأوروبيون والصينيون أيضا يهتفون خلال إطلاق تلك الرصاصات في ساحة المعركة " المجد لنا"، و"نموت نموت وتحيا بلادنا"، بينما يهتف (زعرور) في ساحة الفرح: " نموت نموت ويموت الجميع".
(زعرور) يُحارب الأمن والسلام والأطفال والسعداء، فإن لم يقتلهم بسلاحه فإنه سيُخيفهم، وإن لم يستطع قلب فرحهم حزنًا، فإنه سيسهم بارتجاف أجسادهم خوفا وجزعًا، فمهتمه الرئيسية في المناسبة الاجتماعية تقتصر على تحقيق هذه الأهداف دون سواها، لأنه لو وجّهنا سؤالًا استنكاريًا إلى أي حاضر في تلك المناسبات حول الفائدة التي يجنيها من هذا الوابل من الرصاصات ، فإنه سيُخبرك ،دون أدنى شك، أنه لا يجني سوى الخوف، والشعور بالموت.
الأخ زعرور؛ لنتفق سوية أنّك تُنفق عشرات الدنانير مقابل سعر تلك الرصاصات التي تُطلقها في المناسبات الاجتماعية بلا فائدة، وأنك ذو بنية جسدية تساعدك على حمل السلاح بيد واحدة، وبمعرفة تامّة منك أنه يمكن سقوطه من يدك في أي لحظة، وسيفتك بمن حولك، دون حول لهم ولا قوّة، وحينها...
إن لم يسجنك القانون خلف القضبان، فإن الندم سيسجنك خلف الأحزان
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير