يعاني الكثير من البشر أنواعا مختلفة من الصداع، بعضها قد يكون مؤقتا بسبب الإجهاد أو أمراض أخرى مثل نزلات البرد والإنفلونزا وغيرها، بيد أن هناك صنفا آخر من الألم يصيب الرأس ويسمى بـ"الصداع الجنسي"، والذي قد يدق جرس الإنذار بشأن حدوث حالات صحية خطيرة في المستقبل.
ويعرف هذا النوع غير الشائع كثيرا، بأنه الصداع الذي يحدث أثناء ممارسة الجنس أو قبلها أو بعدها، وفقا لما ذكرت أخصائية الطب العام، الدكتورة نسرين حماد، في حديثها إلى موقع "الحرة".
وبحسب الطبيبة، فإن "الأعراض قد تظهر بشكل مفاجئ، وتكون غالبًا شديدة"، لافتة إلى أن هناك نوعين رئيسيين من الصداع الجنسي، هما: "الصداع الجنسي الأولي، والذي يكون له بداية مفاجئة وتشخيصه صعب، حيث يتميز بألم حاد يبدأ في الرأس وقد يمتد إلى العنق وصولا إلى فروة الرأس".
وتضيف: "أما النوع الثاي فيدعى (الصداع الجنسي الثانوي)، وهو ناجم عن أمراض أو جراء أوضاع صحية أخرى، مثل فرط ضغط الدم أو ضعف الأوعية الدموية أو التهاب الجيوب الأنفية، فيكون الألم نتيجة انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ".
ولدى سؤالها عن الأعراض التي تصاحب الصداع، تجيب: " هناك العديد من الأعراض، لكن أبرزها حدوث ألم شديد في الرأس قبل أو أثناء أو بعد الجماع، أو ضغط أو شعور بالثقل في الرأس، بالإضافة إلى حدوث زيادة في معدل ضربات القلب، وقد يصاب المريض بغثيان أو تقيؤ، وصعوبة في الرؤية أو التركيز".
ونبهت الطبيبة إلى أن "مخاطر الصداع الجنسي ترتفع بين الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي أو الصداع العنقودي أو الصداع التوتري"، موضحة أنه لا يمكن تحديد السبب الدقيق للصداع الجنسي في جميع الحالات.
وبحسب موقع "مايو كلينك" الطبي، فإن الصداع الجنسي قد يكون مؤشرا للإصابة بأمراض بعضها قد يكون خطيرا، مثل احتمال حدوث نزيف في المخ، أو الإصابة بسكتة دماغية، أونزيف السائل الشوكي، وتمدد الأوعية الدموية، بالإضافة إلى أنواع عدة من الالتهابات.
وأشار الموقع إلى أن الصداع الجنسي "قد يصبح عرضًا مرضيًا، إذا استمر لمدة تزيد عن 24 ساعة، ورافقته الأعراض التي جرى ذكرها سابقا".
"حياة صحية"
وللوقاية من الصداع الجنسي، تنصح حماد بـ"ضرورة اتباع بعض الإجراءات البسيطة"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن الرجال هم أكثر عرضة للإصابة به من النساء.
وأكدت على ضرورة مراجعة الطبيب عندما يشعر المريض بوجود صداع جنسي متكرر قبل أو أثناء أو بعد المعاشرة الجسدية، وذلك للحصول على بعض الإرشادات الأولية المناسبة.
وشددت أيضا على "ضرورة تجنب الجهد البدني والنفسي الزائد عن الحد"، موضحة أن "التوتر أو الجهد الجسدي من مسببات الصداع الجنسي، وبالتالي ينبغي الاسترخاء قدر الإمكان قبل وأثناء الجماع".
ويعد الالتزام بنمط حياة صحي أمرا حيويا للوقاية من الإصابة بذلك الألم، بحسب حماد، التي أكدت على "ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الغذاء المتوازن، ناهيك عن الحصول على قسط كافٍ من النوم".
وختمت حديثها بالقول: "عند الشك بالإصابة بهذا الصداع دون التأكد من أنه قد حدث قبل أو أثناء الممارسة الجنسية، فيجب مراجعة الطيبب لتقييم الحالة، والحصول على التوجيه الطبي المناسب بناء على التاريخ الطبي للمريض والأعراض المصاحبة، وللتأكد من أنه غير مرتبطة بأمراض خطيرة لم يتم تشخصيها سابقا".