دبي - البوابة العربية للأخبار التقنية
تقوم المصارف بجمع ما يصل إلى 2000 نقطة بيانات سراً حول كيفية استخدامك للهاتف والحاسب للمساعدة في الكشف عن عمليات الاحتيال، بحيث يمكن أن تكون هذه البيانات المستخدمة أي شيء من الزاوية التي عادةً ما تحمل فيها هاتفك، وما إذا كنت تستخدم لوحة مفاتيح رقمية عند كتابة الأرقام على جهاز الحاسب الخاص بك، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، والذي تعطي من خلاله مثالاً على الكيفية التي تم بها الكشف عن محاولة احتيال بملايين الدولارات.
وبحسب التقرير فإن اختفاء مؤشر الفأرة عند تصفح أحد مواقع الويب قد يكون دليلاً على وجود مشكلة في جهاز الحاسب أو قد يكون اختباراً متعمداً لمعرفة هويتك، بحيث قد تشكل طريقة الضغط أو النقر على شاشة الهاتف أو لوحة المفاتيح علامة فريدة مثل بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه، وتعمد مجموعة متزايدة من المصارف والتجار إلى تتبع الحركات الفعلية للزائرين أثناء استخدامهم لمواقع الويب والتطبيقات.
ويستخدم البعض هذه التكنولوجيا للتخلص من الهجمات الآلية والمعاملات المشبوهة، لكن البعض الآخر يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، ويجمع عشرات الملايين من الملفات الشخصية التي يمكنها التعرف على العملاء من خلال كيفية تعاملهم مع أجهزتهم، ويمكن للشركات جمع آلاف نقط البيانات المعروفة باسم "القياسات الحيوية للسلوك" باستخدام أجهزة الاستشعار الموجودة في الهاتف الذكي.
وتعد هذه التكنولوجيا ضمانة قوية للمسؤولين الأمنيين في ظل حدوث خروقات شبه يومية للبيانات الرئيسية، حيث حصل اللصوص الرقميون على مليارات كلمات المرور وغيرها من المعلومات الشخصية الحساسة، والتي يمكن استخدامها للسرقة من حسابات العملاء وحسابات التسوق الخاصة بالعملاء وفتح حسابات جديدة بطرق احتيالية.
وينظر العديد من المدافعين عن الخصوصية إلى القياسات الحيوية للسلوك على أنها مثيرة للقلق، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن القليل من الشركات تكشف للمستخدمين متى وكيف يتم تعقب طريقة تعاملهم مع الأجهزة، وقالت جينيفر لينش Jennifer Lynch، وهي محامية كبيرة في مؤسسة الحدود الكترونية: "كلما زادت البيانات التي تجمعها الشركات من خلال هذه التكنولوجيا، حاولوا إيجاد استخدامات لهذه البيانات".
ويعد مصرف رويال بنك أوف سكوتلاند Royal Bank of Scotland بمثابة أحد المصارف القليلة التي تحدثت علناً عن مجموعتها من البيانات السلوكية البيومترية، حيث بدأ المصرف اختبار هذه التكنولوجيا قبل عامين على الحسابات المصرفية الخاصة بالعملاء الأثرياء، ويقوم الآن بتوسيع النظام ليشمل جميع حسابات الأعمال والبيع بالتجزئة البالغ عددها 18.7 مليون.
ويبدأ البرنامج بالعمل عندما يقوم العملاء بتسجيل الدخول إلى حسابات رويال بنك أوف سكوتلاند، حيث يسجل أكثر من 2000 إيماءة تفاعلية مختلفة، وذلك باستخدام برنامج مصمم من قبل شركة صغيرة في نيويورك تسمى BioCatch، والذي بدوره ينشئ ملفاً شخصياً لإيماءات كل شخص تتم مقارنتها بحركات العميل في كل مرة يقوم فيها بتسجيل الدخول إلى الحساب، ويستطيع النظام الكشف عن المحتالين بدقة تبلغ 99 في المئة.
وكان البرنامج قد التقط قبل بضعة أشهر إشارات غير عادية من حساب أحد العملاء الأثرياء، إذ استخدم العميل عجلة التمرير الخاصة بالفأرة، وهو شيء لم يفعله صاحب الحساب من قبل، كما استخدم لوحة الأرقام الموجودة في أعلى لوحة المفاتيح، وليس لوحة الأرقام الجانبية التي يستخدمها العميل عادة، ومنع النظام تحويل أي مبالغ نقدية من حساب العمل، ووجد تحقيق أن الحساب قد تم اختراقه، وكان شخص ما يحاول تحويل مبلغ من سبعة أرقام.
ويتفاعل كل شخص بطريقة مختلفة إلى حد ما، ونظراً إلى أن ردة فعل المستخدم فردية للغاية، فإنه من الصعب على أشخاص آخرين تزويرها، كما يمكن للأنظمة البيومترية في بعض الأحيان اكتشاف الحالات الطبية، ولا توجد قوانين تحكم جمع واستخدام البيانات السلوكية البيومترية في معظم البلدان، حتى قواعد الخصوصية الجديدة في أوروبا لديها إعفاءات للأمن ومنع الاحتيال.