خلال زيارة وفد رفيع المستوى للمؤسسات المعنية برعاية وحماية الأطفال
ستوكهولم - الانباط
نظم المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، عدداً من الزيارات إلى مجموعة من المؤسسات الاجتماعية المعنية بالطفل والأسرة في العاصمة السويدية ستوكهولم، التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين السويديين، للاطلاع على سياسات حماية حقوق الطفل التي تتبناها مملكة السويد، والاستفادة من تجربتها الناجحة في تطوير أحد أفضل أنظمة رعاية الطفل بالعالم.
وضم الوفد ممثلين عن مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وحملة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، إضافة إلى دائرة الخدمات الاجتماعية بإمارة الشارقة، حرصوا على التعريف بأبرز المبادرات التي تنفذها الشارقة في هذا المجال، إلى جانب تبادل الخبرات مع الهيئات والمؤسسات السويدية المعنية بتقديم خدمات الرعاية والحماية للأطفال ضمن بيئة آمنة ومحفزة على الإبداع.
وشارك في وفد الشارقة كل من سعادة عفاف المري، رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية، وإرم مظهر علوي، مستشار أول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي وعضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وجاسم البلوشي، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وهنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ورئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل، وفاطمة المرزوقي، مدير مركز الرعاية الاجتماعية في دائرة الخدمات الاجتماعية.
وخلال الزيارة، التقى الوفد بالمسؤولين ورؤساء العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات غير الربحية المعنية بقضايا الأطفال والأسرة، الذين سلطوا الضوء على السياسات والبرامج التي تبنتها مملكة السويد لبرامج حوافز رواد الأعمال من الشباب، كما قدموا رؤيتهم حول مستقبل الأجيال المقبلة.
واطلع أعضاء الوفد خلال الزيارة على أبرز المؤشرات الأولية لأحد المشاريع البحثية، الذي تعكف على إجرائه حالياً إحدى الجامعات السويدية تحت عنوان "سياسة دعم الأبوة والأمومة"، والذي يتناول بالتحليل التطور التاريخي للأبوة والأمومة وتكوين العائلة في السويد.
وزار الوفد مركز خدمة حماية الطفل في السويد ( بارناهوس) الذي قامت بزيارته قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في عام 2015، وكان في استقبالهم آنا فريبيرغ، مديرة فرع ستوكهولم، حيث تعرفوا على الخدمات التي يقدمها المركز الرائد للأطفال ضحايا الجريمة والعنف الجسدي، إذ يوفر لهم بيئة داعمة تربوياً ونفسياً تتيح لهم الحديث عن تجاربهم في أجواء مريحة وبعيدة عن التهديد، وتخدم في الوقت ذاته التحقيقات التي تجريها الخدمات الاجتماعية، والشرطة، والنائب العام، والأطباء النفسيين، وعلماء النفس.
ويقدم المركز خدماته للأطفال الذين تتولى الشرطة التحقيق في قضاياهم، بما في ذلك إساءة المعاملة والمسائل الأخرى المتعلقة بسلامة الطفل من خلال فريق من ضباط شرطة المدربين خصيصاً للتحقيق وحل القضايا الخاصة بالأطفال، فضلاً عن انتداب وتعيين مدّعين عامّين من قبل الدولة للبت بسرعة في قضايا ضحايا العنف وتحقيق العدالة. ويقدم فريق المركز الدعم النفسي والاجتماعي المتخصص للأطفال، كما يقوم فريق من الأطباء بمتابعة الحالات، وكتابة التقارير الطبية، وتدوين ملاحظاتهم حول أي علامات ظاهرة من آثار العنف على أجساد الأطفال، وبما يضمن سلامة وتأهيل المعنّفين منهم وإعادتهم لممارسة حياتهم بشكل طبيعي وصحي.
وأكدت سعادة عفاف المري على أهمية هذه الزيارة في التعرف على الممارسات العالمية المتبعة في مجالات الرعاية الاجتماعية المتعددة، لاسيما المرتبط منها بالأطفال وكيفية تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي لهم، وتوفير البيئة التي تقدر وتحترم الاختلافات بينهم، وأشارت إلى أن الزيارة أسهمت بنقل تجربة الشارقة الرائدة في هذا المجال، والبحث عن النقاط المشتركة التي يمكن البناء عليها لتعزيز التعاون مع المؤسسات الاجتماعية السويدية، لخدمة مختلف فئات المجتمع في البلدين الصديقين.
من ناحيتها قالت هنادي صالح اليافعي: "تتمتع السويد بسمعة عالمية لجدارتها في تأسيس دولة الرعاية والرفاهية الاجتماعية التي تقوم على المساواة، والعدالة، وانسجام المجتمع، والعلاقة الأبوية مع الأطفال، والأهم من ذلك تعزيز الشعور بالانتماء للمستقبل. ولذلك شكلت الزيارة فرصة مثالية لنا للتعرف على المسائل المتعلقة بحماية الأطفال في السويد والاطلاع عليها، واكتسبنا مجموعة متنوعة من المعارف والخبرات والتقنيات التي يجب تطبيقها على الأطفال الذين ينحدرون من خلفيات وثقافات متعددة".
وشملت جولة الوفد زيارة الوكالة السويدية للضمان الاجتماعي، وهي مؤسسة حكومية معنية بتقديم المساعدات والإعانات للوالدين وبدل السكن وبدل الرعاية والنفقة للأطفال. وقال نيكلاس لوفغرين، المتحدث الرسمي باسم اقتصاديات الأسرة في الوكالة: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً في تطوير نظام الرعاية الاجتماعية السويدية الذي يكفل حماية الأطفال ويصون حقوقهم، ولكن من الأهمية بمكان تذكر أن تطوير هذا النظام لم يحدث بين عشية وضحاها بل استغرق 100 عام. لقد كنا نسير ببطء ولكن بثبات على مدى فترة طويلة من الوقت، وتمكنا من تحقيق تقدم في مجال رعاية الأسرة والطفولة، ومع ذلك لا يزال أمامنا الكثير لنقدمه".
واختتم الوفد جولته بزيارة إلى "فريشوسيت"، أحد أكبر مراكز الشباب في العالم، والذي يوفر منصة مثالية لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا التي تهمهم. وكان الهدف الرئيس من الزيارة الاطلاع عن كثب على خدمات ريادة الأعمال والدعم المقدم للشباب الراغبين باستكشاف فرص الأعمال الريادية، وكيفية تعامل هذه المؤسسة مع احتايجاتهم المختلفة. واستمع أعضاء الوفد خلال الجولة داخل أروقة وأقسام المؤسسة إلى عرض توضيحي قدمته رايسا فيلاسكو، مدير التنمية العالمية في "فريشوسيت".
وأعرب جاسم البلوشي عن سعادته بهذه الزيارة التي أتاحت لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، الاطلاع عن قرب على التجربة السويدية في التعامل مع الشباب، والاستماع إليهم، ودعمهم، وتشجيعهم على المشاركة في قطاعات ريادة الأعمال، مضيفاً أن هذه الأهداف تلتقي مع رؤية المؤسسة الرامية إلى بناء جيل متميز ومبدع من القادة الملهمين والمؤثرين، الذين يسهمون في تحقيق التقدم المستمر والتنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
يذكر أنه في عام 2015، منحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، الشارقة لقب أول مدينة صديقة للطفل في العالم، وفي العام الماضي أعلنت اليونيسيف ترشح إمارة الشارقة لنيل لقب "مدينة صديقة للأطفال واليافعين" كأول مدينة مرشحة في الشرق الأوسط وفقاً للمعايير الجديدة لمبادرتها العالمية "المدن الصديقة للأطفال واليافعين"، في دلالة واضحة وتأكيد على الجهود المتواصلة التي تبذلها الإمارة لإدراج حقوق الطفل كمكوّن وعنصر أساسي في سياسات الحكومة وبرامجها وهياكلها.