الملك يعود إلى أرض الوطن عمان الأهلية تهنىء بعيد الجلوس الملكي السادس والعشرين الملك يعقد في نيس سلسلة لقاءات مع قادة لحشد المواقف الدولية لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الرئيس اللبناني يزور الأردن غدا الثلاثاء الأردن في كأس العالم: إنجاز رياضي وفرصة وطنية لا تُقدّر بثمن ولي العهد للملك: دمت يا سيدي رمزاً للفخر والعزة الملك يعلن إطلاق مبادرات العقبة للاقتصاد الأزرق والمركز العالمي لدعم المحيطات الملك يلتقي ماكرون ويؤكد الحرص على توطيد العلاقات مع فرنسا العكاليك يستقبل أولى طلائع حجاج بيت الله الحرام في حدود المدورة انخفاض أسعار الذهب محليا 30 قرشا السلامي: اللاعبون الأكثر جاهزية سيلعبون امام العراق .. والتعمري مصاب مجموعة المناصير تنعى الحاجة ثريا أحمد خليف المناصير المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/6 يجري عملية جراحية لإنقاذ حياة طفل "الجلوس الملكي" مناسبة وطنية لتسليط الضوء على مسيرة الإنجاز التي يقودها الملك بمحافظة إربد الحاجة ثريا احمد خليف المناصير في ذمة الله رئيس الوزراء يهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي سماء العقبة تتزين بالدرون والألعاب النارية احتفالًا بالجلوس الملكي وتأهل "النشامى" للمونديال البرتغال تهزم إسبانيا وتتوج بدوري الأمم الأوروبية الملك يشارك في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا حالة زادت على 300 ألف دينار .. ماذا تعني "العناية الطبية" لإصابة العمل؟

الدائن والمدين والمجتمع والإقتصاد...

الدائن والمدين والمجتمع والإقتصاد
الأنباط - إبراهيم ابو حويله ..


المال عصب الحياة النابض، والدم الذي يصل جميع اعضاء المجتمع بعضهم ببعض، وينقل اسباب الحياة من هذا لهذا، ويساهم في نهضة الأمم وإنهيارها، عندما تفسد دورة المال في المجتمع تفسد دورة الحياة وتزداد المعاناة، ونشعر بأن الحياة تزداد ضنكا ونكدا على الجميع، ولكن هل ندرك دور الجميع فيما آلت إليه الأمور، الحياة اليومية نحن من يرسم صورتها، ويرفع وتيرة الصعوبات والمعاناة فيها، فعندما نتعامل مع الأخر، نحن نضع خريطة الطريق التي يجب أن يتعامل معنا بها.

الحال الذي تعيشه المجتمعات العربية والإسلامية عموما هو حال مؤسف، بين إنسان الحضارة الذي يعي تماما دور المادة في صناعة القيم والإنسان والحضارة كمنتج لاحقا، وبين الإنسان الذي يعلق في المادية والسعي إليها ويفقد روحه وانسانيته، ويصبح مسيطرا عليه من عالم المادة، هناك فرق بين إنسان يوظف المادة، وإنسان توظفه المادة، الأول منتج حضاري ديني انساني، والثاني مادي متشيء وسلعة تتعامل مع سلع، وقد يصبح جامع للسلع سواء الحضارية او الإستهلاكية، فهو في الحقيقة مادة تتعامل مع مادة، ما يميز الإنسان هو طريقة التوظيف والاستعمال للأشياء المتاحة بين يديه.

نحتاج إلى الإنسان المرتبط بالقيم والدين والأخلاق والحضارة، ما اراه في مجتمعات اليوم هو في المجمل ليس عجزا ماديا، بقدر ما هي عبودية مالية، البعض فهم دورة الحياة للإنسان ودوره فيها من خلال المادة، فهو يحرص على التجميع، فتجد عنده كم من الملابس يستعمل بعضها، وعنده كماليات ووسائل رفاهية متعددة، ومع ذلك يسعى للمزيد، ويسعى لبيت ضخم ومركبة جديدة، ويستدين لأجل ذلك، وحتى من قصرت قدرته المادية تجده عالق في كم كبير من التكديس للأشياء والوسائل التي يحتاج بعضها فقط، وهنا تتضح الصورة القائمة اليوم بين الدائن والمدين، وهنا علق فلاسفة المال من غرانشي إلى نيتشه وظهرت الدراسات الإقتصادية التي تحاول فهم المادة ودورها في المجتمع، وكيف تسيطر على حياة الإنسان والمجتمع، وما تأثيرها على الأمم والحضارات.

عند بن نبي: الإنسان مركز الفعل الحضاري، فإذا تحول إلى "شيء" أو "مستهلك"، انهارت دورة الحضارة. هل ادركنا المشكلة وما هو السبب في المشكلة الحقيقية بين الدائن والمدين، عندما يكون الإنسان أخلاقي حضاري، لن يسعى للإستدانة إلا لهدف، ويدرك قيمة المادة وتوظيفها في صناعة المجتمع، فهو حريص على دورة المال في المجتمع، لأنه يدرك تماما حاجات الإنسان الأساسية التي اشار إليها ماسلو، طبعا هنا نحن نتكلم عن الكتلة الحرجة التي تصنع المجتمع، ولا يعني انه لن تكون هناك استثناءات.

أن الشريعة الإسلامية الغراء جعلت مقاصد الشريعة العليا هي الغايات العظمى، وهنا الفرق في توظيف المادة، لخدمة المقاصد او لإستغلال المقاصد والشريعة لأهداف مادية، وبنظرة مادية للكون والحياة، بعيدا عن التوظيف الحقيقي باستعمال المادة لخدمة الحياة.

عندما يتربى المجتمع تربية أخلاقية دينية انسانية، عندها ستنحصر مشاكل المادة بشكل كبير في المجتمع، وسيضطر رجل القضاء ورجل الشرطة إلى الجلوس والإنتظار، وبعدها الإستقالة فهنا الحقوق والواجبات واضحة بين دائن ومدين، وبائع ومشتري، ومواطن وأخر، على إختلاف هذا الأخر من تاجر إلى صانع إلى مزارع،وستتجه المؤشرات الإقتصادية إلى الأعلى، ومع ذلك وفي ظل هذا المجتمع تجد ان اطول آية في القرآن هي أية الدين، والحقوق لا تسقط إلا بالوفاء او المسامحة، والكل يعلم ذلك ويلتزم به.
حارب الإسلام الكنوز والإكتناز واصحابها، ووعدهم بالعذاب، فهو من جهة يسعى لأن يحرك المال في الأمة، ومن جهة أخرى يضبط الحركة التي تضمن هذا السعي وتحقق العدالة لجميع الأطراف، فحرم الربا والإحتكار ونظم المنافسة العادلة، وشجع على التسامح والوفاء واعطاء الحقوق، هل كل ذلك يعطي صورة ما عن المجتمع الذي يريده الإسلام ويسعى إليه، ام ما زال البعض يعتقد بأنه إذا اقام العبادات مع اهميتها قام بما عليه، ولو كانت حقوق العباد تثقل كاهله، يا هذا أنظر لحال الصحابة وتعاملهم مع الحقوق والتاجرة والمال والحياة، كما تنظر لحال العبادات واثرها في الحياة، وإلا لن يستقيم حالنا.


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير