ورغم ذلك تعد قرغيزستان هي الدولة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تسمح بارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية.
وعند تقديم هذا المشروع العام الماضي، صرّح رئيس البرلمان القرغيزي، نورلان بك شاكيف، قائلاً: "لن يكون هناك أي قيود على الحجاب، لقد ارتدت أمهاتنا وأخواتنا الحجاب دائمًا باعتباره جزءًا من تقاليدنا وديننا".
يذكر أن النقاب لم يكن تقليدًا متجذرًا في قرغيزستان، إلا أنه اكتسب شعبية بين بعض النساء المحافظات خلال السنوات الأخيرة.
نقاشات محتدمة حول النقاب واللحى الطويلة
على مدى سنوات، شهدت قرغيزستان نقاشات عامة واسعة حول مسألة النقاب، وقد أدى تزايد شعبيته إلى إطلاق حملة حكومية قبل نحو عقد من الزمن تحت عنوان "إلى أين نحن ذاهبون؟".
وفي عام 2023، أطلقت النائبة البرلمانية شرافت خان مجيدووا حملة جديدة ضد النقاب بعد زيارة لها إلى مدينة أوش ثاني أكبر مدينة في قرغيزستان ويشكل القرغيز من أصول أوزبكية الأغلبية فيها، حيث أبدت دهشتها من تزايد عدد النساء اللواتي يرتدينه.
وخلال إحدى الجلسات البرلمانية، قالت: "واحدة من بين كل أربع نساء في أوش ترتدي النقاب، وأعدادهن في ازدياد مستمر يومًا بعد يوم".
حملة مجيدووا استهدفت أيضًا اللحى الطويلة للرجال، والتي تُعتبر على نطاق واسع علامة على التشدد الديني في بلدان آسيا الوسطى وقد دعت الحكومة والبرلمان إلى حظر النقاب واللحى الطويلة باعتبارهما تهديدًا أمنيًا.
دول آسيا الوسطى الأخرى
حظرت دول آسيا الوسطى الأخرى، مثل كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان، ارتداء الحجاب في المدارس، والمؤسسات الحكومية، والمباني الرسمية.
وسبق أن شنت الشرطة حملات في الشوارع والأسواق في كل من طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، فقامت باعتقال الرجال ذوي اللحى الطويلة وأجبرتهم على حلقها.
عادةً ما تُفرض هذه القيود تحت شعار حماية الأمن والحفاظ على القيم التقليدية.
ويصر المسؤولون في آسيا الوسطى على أن اللباس الوطني في بلدانهم يتماشى مع متطلبات الزي الإسلامي للنساء.
ولم تحظر تركمانستان الحجاب رسميًا، لكنها تفرض على النساء ارتداء الزي الوطني التركماني في أماكن العمل والمناسبات العامة.
وهناك تقارير تفيد بأن بعض النساء المحجبات أُجبرن من قبل السلطات على خلع حجابهن.
أما في طاجيكستان، فقد دأبت الحكومة على الترويج للزي التقليدي الطاجيكي للنساء، وأعلنت أن الملابس التي تعتبرها "غريبة" على الثقافة الطاجيكية، غير قانونية.