البث المباشر
بنك الإسكان يتعاون مع ماستركارد لتعزيز حلول الحوالات عبر تطبيق إسكان موبايل السعودية: هزة أرضية بقوة 4 درجات في المنطقة الشرقية رقم غير مسبوق.. إيلون ماسك أول شخص في العالم تتجاوز ثروته 600 مليار دولار دفاتر السردية الأردنية – ذاكرة وطن ومشروع دولة المنتخب الوطني واهزوجة الجيش ننتخب البرلمان كي ننتقده! الجيل الجديد من النشامى ولي العهد يهنئ أبناء الطوائف المسيحية بقرب حلول عيد الميلاد أبو حسان يرعى أعمال ندوة حوارية حول التحديث السياسي أمين عام وزارة الخارجية ومساعدة وزير الخارجية الهندي يوقعان مذكرة تفاهم الأردن والهند يصدران بيانا مشتركا في ختام زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الأردن وزير العدل: سنطور خدمات كاتب العدل بما يسهل على المواطنين ويخدم مصالحهم البتراء: أيّ سحر يسكن الوردة الصخرية؟ إعجاز الزمان والمكان والإنسان الجامعة الأردنيّة ترتدي ثوب الفرح ابتهاجًا بتأهل منتخب النشامى لنهائي بطولة كأس العرب 2025 العودات يحاضر في أكاديمية الشرطة الملكية مركز العدل يختتم مشروع "مسارات بديلة" ويحتفل بشركائه وإنجازاته هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تطلق فعاليات ورشة العمل المتخصصة حول " إدارة الطيف الترددي للاتصالات المتنقلة " رحلة الغاز الأردني بين التهميش والحقائق المثبتة الدفء القاتل: حين تتحول المدافئ في الأردن من وسيلة نجاة إلى حكم إعدام صامت راصد: موازنة 2026 أقرت بنسبة 62٪ من إجمالي النواب

الإيثار السياسي الأردني

الإيثار السياسي الأردني
الأنباط - حاتم النعيمات

الكثير من الأحزاب الأيديولوجية لا تؤمن بالدولة الوطنية وتؤمن بالفكر العابر للحدود، وعندما عملت هذه الأحزاب على الساحة الأردنية منذ الخمسينيات، مارست "عدم الإيمان" هذا بكثافة على الأردن والأردنيين.
في تلك الفترة، كانت الدولة الأردنية تميل أيضاً إلى الفكر العابر للحدود، لكن بشكل مغاير وبموجب مبادئ الثورة العربية الكبرى، وبشكل إيجابي وحدوي تحت إدارة هاشمية توافقية؛ فالثورة العربية كانت ضد الظلم العثماني، ومنشأها واقع محلي، ولم تكن إقصائية كالأيديولوجيات التي نشأت في عقول المنظّرين، ولا تنفذ أجندة سوى التحرر.
ونتيجة لذلك، لم يكن في الأردن -في بداية دولته الحديثة- ما يمنع أن يكون رؤساء الحكومات والوزراء من جنسيات عربية. وهذا لم يكن بسبب قلة وعي الأردنيين في الإدارة العامة كما يعتقد البعض، بل كان لترسيخ طموح الثورة العربية الكبرى. والدليل على ذلك أن الأردنيين (رجالاً وشيوخ عشائر) ومنذ العشرينيات، انتبهوا إلى قضيتين أساسيتين؛ الأولى: خطر تهويد فلسطين تحت الإشراف البريطاني، واستشهد على أثر ذلك كايد المفلح العبيدات وعدد من رفاقه على أرضها. والثانية: مؤتمر أم قيس الذي مثّل وعياً بأهمية الهوية الوطنية الأردنية. إذن، فالوعي السياسي كان حاضراً لدى الأردنيين بشكل مبكر جداً.
بسبب هذه الظروف، اعتاد جزء معتبر من الأردنيين على الإيثار السياسي، فجاملوا في ذاتهم وهويتهم، وأنكر بعضهم تاريخ الأردن وتضحياته. حتى أن البعض عاكس طبيعة البشر في الرغبة بالاعتزاز بالأوطان، وأنكر الذات الوطنية، في ظاهرة غريبة تحتاج إلى علماء لتفسيرها.
مؤخراً، ضعف صخب الأيديولوجيات المستوردة نتيجة لسقوط دولها الداعمة وهزيمتها القاسية خلال "الربيع العربي"، فعلا صوت الأردنيين المطالبين بنفض الغبار عن هويتهم الوطنية. وكان خطاب معظمهم يتحدث عن الذات الأردنية وتفاصيلها، وعن حجم الخرافة التي كانت تدور في المشترك العام حول وطنهم.
بسبب هدوء الصخب المذكور، لدينا اليوم فرصة تاريخية لمخاطبة الأجيال الناشئة، والتي أرى شخصياً أننا يمكن أن نراهن عليها لأنها ببساطة لم تتعرض للصخب الذي تعرضت له الأجيال السابقة. والأهم من ذلك أن يكون الخطاب هادئاً عقلانياً دون انفعال، لأن روايتنا تنبع من علاقة مع أرض الأردن وكينونته. كما أن استغلال المشهد الحالي يحتاج إلى عمل متراكم هادئ يتحول إلى تغيير اجتماعي راسخ، قادر على صنع تغيير سياسي أكثر رسوخاً.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير