"تنظيم الاتصالات": التجارة الإلكترونية تشهد نمواً ملحوظاً "مالية الأعيان" تطلع على السياسة النقدية واستراتيجية التنمية الإجتماعية "مالية النواب" تختتم مناقشات مشروع الموازنة وتصدر توصياتها بدء تشغيل مركز النقل الدولي للركاب وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ والإرشاد ويوماً خيرياً وطبياً في القويرة "صحة الأعيان" تناقش تحديات القطاع الصحي تلفزيون سوريا : زيارة مرتقبة غدا لوزير ي خارجية فرنسا وألمانيا إلى دمشق وزير المياه والري يفتتح مشروع تنموي لتعبئة وتغليف وتسويق التمور في الاغوار الوسطى بتوجيهات رئيس الوزراء.. وزارة التنمية تستكمل التجهيزات لمركز الأمل الجديد للإعاقات المتعددة "التربية": عقوبات حرمان تطال 138 مشتركاً بامتحان الثانوية العامة التكميلي بتوجيهات ملكية.. العيسوي يكرم طالبات من مدرسة خولة بنت الأزور بالطفيلة عمداءُ كليّاتِ الآدابِ يستشرفونَ مستقبلَ بحوثِهم الإنسانيّةِ والاجتماعيّةِ في ملتقاهم الأوّلِ في "الأردنيّة" التعليم العالي تصرف مليون دينار لطلبة المنح والقروض الدبعي يلتقي الملحق الثقافي اليمني في عمان معن فراج يحصل على الماجستير في استراتيجيات القيادة والابتكار من جامعة ويست كليف الأمريكية رئيس الديوان الملكي يلتقي فعاليات شعبية طائرة قطرية ثانية تهبط مباشرة في مطار دمشق.. والسابعة بالجسر الجوي (صور) "وطن يجمعنا وملك يوحدنا" البحث الجنائي: انخفاض عدد الجرائم 4% وارتفاع نسبة اكتشافها 3% عام 2024 انتحار 28 جندياً إسرائيلياً منذ بدء العدوان على غزة

فارس إحسان القواقشة يكتب :مقارنة بين اقتصاديات نشوء الدولتين الاسلامية والأمريكية

فارس إحسان القواقشة يكتب مقارنة بين اقتصاديات نشوء الدولتين الاسلامية والأمريكية
الأنباط -
مقارنة بين اقتصاديات نشوء الدولتين الاسلامية والأمريكية
فارس قاقيش- نيويورك
 
شهدت الدولة العربية الإسلامية في أوج عهدها، مثل العصرين الأموي والعباسي، حاجات مماثلة لما شهدته الولايات المتحدة في فترة نهضتها منذ أواخر القرن الثامن عشر حتى أوائل القرن التاسع عشر، خاصة فيما يتعلق بالتجارب المميزة في الحوكمة والعدالة الاجتماعة. إذ أسست الدولة الإسلامية نظامًا قضائيًا قائمًا على الشريعة، تميز باستقلالية القضاة واعتماده على النصوص الشرعية، مع مراعاة العرف والتقليد والمصلحة العامة وتحقيق التوازن بينها. في المقابل، ارتكز النظام الأمريكي على دستور مكتوب وفصل بين السلطات لضمان استقلال القضاء، مع التركيز على حماية الحقوق الفردية.
 
وفيما استخدمت الدولة الإسلامية مبدأ الشورى في الحكم، رغم محدوديته، حيث شارك العلماء والقادة في تقديم المشورة للحاكم، اعتمدت الولايات المتحدة الديمقراطية التمثيلية منهجا في الحكم، حيث ينتخب المواطنون ممثلين لهم لاتخاذ القرارات. وحدث ذلك بتأثير من الفكر الأوروبي، وخاصة الفكر السياسي الانجليزي منه، مثل أفكار الفيلسوف جون لوك التي نشرها في القرن السابع عشر.
 
تميزت كلتا الدولتين بالتنوع الثقافي والديني؛ فقد ضمنت الدولة الإسلامية حقوق الذميين وأهل الكتاب (اليهود والنصارى) والتنوع الثقافي والعرقي، والتي ساهمت في نهضة العلوم والثقافة، بينما قامت الولايات المتحدة على أكتاف تنوع المهاجرين، مما عزز نموها الاقتصادي والعلمي. وفيما دعمت الدولة العربية الإسلامية العلوم من خلال مراكز مثل بيت الحكمة في بغداد، ركزت الولايات المتحدة على التعليم والابتكار، مما ساهم في ريادتها خلال الثورة الصناعية الثانية، وما بعدها من ثورات اقتصادية، كثورة المعلوماتية، والثورة الرقمية.
 
أما الدولة العربية الإسلامية فقد اعتمدت ريعيا على نظام الزكاة والخراج لتحقيق التوازن الاجتماعي (ويسمى بالنظام الخراجي وفق مدرسة التبعية)، بينما اعتمدت الولايات المتحدة على السوق الحرة ورأسمالية السوق، بالتوافق مع سياسات تأمين اجتماعي تدرجية لدعم الفقراء والمسحوقين من قبل النظام الرأسمالي، وذلك للحد من احتمالية الثورات.
 
وفيما سعت الدولة العربية الإسلامية لتوسيع حدودها عبر الفتوحات العسكرية والتجارية ونشر الدين، اعتمدت الولايات المتحدة سياسة التوسع غربًا (Manifest Destiny) لتعزيز مواردها ونهب خيرات العالم الجديد، وذلك بحجة نشر المسيحية بين السكان الأصليين الوثنيين. ورغم الاختلافات البينة، كانت العدالة ركيزة أساسية لكلا الدولتين؛ إذ سعت الدولة الإسلامية لتحقيق المساواة استنادًا إلى الشريعة، بينما أكدت الولايات المتحدة على الحريات وحقوق الإنسان من خلال وثيقة الحقوق.
 
وبالرغم من الفوارق الزمنية والثقافية بين التجربتين، تظل هذه المقارنة محكومة بسياقات تاريخية وثقافية مختلفة تعكس أهداف كل دولة في عصرها، إلا أن استلهام الدروس من هذا الذخائر الحضارية لكل من الدولة العربية الإسلامية في أوج نهضتها والولايات المتحدة في بدايات تحررها ونشوئها، وخاصة في مفهوم تحقيق العدالة، يمكن أن يشكل أساسًا لبناء مستقبل أكثر توافقًا مع تطلعات شعوب هذا العصر. فالعدل، والتنوع الثقافي، والابتكار، واحترام الحقوق، ونشر الحريات، هي جميعها قيم خالدة يمكن ترسيخها لمواكبة التحديات الراهنة وتحقيق التقدم المستدام الذي يجمع بين أصالة الماضي ومتطلبات الحاضر المتغيرة. لعلنا نتعظ من هذه التجارب التي سعت إلى تحقيق العدل لبناء أنظمة أكثر إنسانية وفعالية في هذا العصر المتوحش.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير