الأنباط -
هلالات: ٨٠٪ نسبة إلغاء الحجوزات بالفنادق و"الذهبي" الأكثر تضررا
مسلماني: تطوير المنتج مفتاح لـ تعزيز تنافسية الأردن
الأنباط– يارا بادوسي- مي الكردي
قال الرئيس التنفيذي لشركة دالاس للسياحة والسفر أمجد مسلماني إن الأحداث الإقليمية، لا سيما التطورات الأخيرة في غزة تعد السبب الرئيسي وراء تراجع الدخل السياحي في الأردن، مشيرًا إلى أن القطاع السياحي يتأثر بشكل كبير بالأحداث الإقليمية التي تؤثر على قرار السياح بالسفر.
وأكد أن عزوف السياح عن زيارة الأردن لم يكن بسبب ارتفاع تكاليف السفر، موضحًا أن مقارنة التكاليف مع دول أخرى تظهر أن الأردن يتمتع بأسعار مقبولة ومنطقية، بل وفي بعض الأحيان أقل من الدول المجاورة مضيفًا أن "الأسعار ليست عائقًا، بل التحدي الحقيقي يكمن في تحسين المنتج السياحي وتطوير البنية التحتية بما يلبي تطلعات السياح ويعزز من تنافسية المملكة في السوق السياحية الإقليمية والعالمية."
ودعى إلى ضرورة تنويع خيارات الطيران، مشيرًا إلى أن التركيز على دعم رحلات الطيران العارض يمكن أن يكون أكثر جدوى من الاعتماد على منخفض التكاليف، موضحًا أن العارض يستقطب أعدادًا أكبر من السياح ويساهم بشكل مباشر في زيادة الدخل السياحي، بينما منخفض التكاليف غالبًا ما تستهدف المسافرين بغرض العمل أو الزيارات العائلية.
وأشار إلى أهمية استهداف أسواق سياحية جديدة لتعويض التراجع في أعداد الزوار وقال يجب على هيئة تنشيط السياحة العمل على الترويج للأردن في وجهات جديدة في ظل المنافسة الشرسة بين الدول على جذب السياح، مثل الصين وأميركا الجنوبية، حيث يبحث السياح في تلك الأسواق عن تجارب سياحية مميزة ومختلفة.
وشدد على أن القطاع الخاص شريك أساسي في تنشيط السياحة، إذ يتحمل مسؤولية توفير خدمات متميزة للسياح تضمن رضاهم وتشجعهم على العودة بالمقابل، دعا الحكومة إلى تقديم الدعم اللازم للقطاع الخاص مع الاستمرار في دورها الرقابي لضمان الالتزام بالمعايير وتعزيز جودة الخدمات المقدمة.
وأشار إلى التحديات الصعبة التي يمر بها القطاع السياحي في الوقت الحالي، داعيًا الحكومة إلى التدخل العاجل لتخفيف الضغوط عن أصحاب المنشآت السياحية ومكاتب السفر، متابعًا أن "القطاع قدم مطالب تحتاج إلى دراسة جادة وتنفيذ سريع، بما يعيد الثقة للسياحة وينعش الاقتصاد الوطني.
بدوره بين نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات أن أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع نسب الحجوزات هي تداعيات الحرب "الإسرائيلية" على غزة التي تسببت بـ إلغاء نحو ٨٠٪ من الحجوزات وتقليص معدلات الإشغال المتوقعة لعام 2024.
وذكر أن الأوضاع الاقليمية دفعت بعض الفنادق إلى الإغلاق المؤقت، مبينًا أن مناطق المثلث الذهبي، ومأدبا ومنطقة البحر الميت هي أكثر المناطق تضررًا على مستوى المملكة والتي شهدت تراجعا حادا في معدلات السياحة بسبب تأثير الحرب على سمعة المنطقة السياحية ككل.
ولفت إلى أن قيمة الخسائر في القطاع الفندقي تجاوزت ملايين الدنانير وهذه أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الوطني، وأفقدت الكثير من العاملين القطاع وظائفهم، مضيفًا أن الإيرادات من الحجوزات والشركات الموردة للقطاع الفندقي تراجعت بشكل كبير .
وبين أن جمعية الفنادق الأردنية تعمل بشكل مكثف على وضع حلول مبتكرة لمساعدة القطاع على الخروج من أزمته الحالية، وتشمل عقد لقاءات متواصلة مع الجهات المعنية في القطاع الفندقي والسياحي لتحقيق دعم ملموس من خلال تقديم إعفاءات أو تخفيضات على الضرائب والرسوم المختلفة، إضافة إلى تأجيل سداد الإلتزامات المالية من قروض البنوك والضرائب والضمان الاجتماعي ودعم المنشآت في تغطية رواتب الموظفين، لافتًا أن بعض الجهات قد استجابت لهذه المقترحات بينما لا يزال البعض الآخر مترددًا .
كما ركزت الجمعية على إعادة تطوير وتدريب العمالة الفندقية لتعزيز مهاراتهم وضمان جاهزيتهم للمرحلة المقبلة، ما يعكس حرص الجمعية على استدامة الكوادر البشرية في القطاع.
ونوه هلالات أن الجمعية تعمل بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة بجهود مشتركة على فتح أسواق جديدة وتنشيط السياحة الأردنية، ما يساهم بدوره على تعافي القطاع السياحي.
يذكر، أن البيانات الأولية الصادرة عن البنك المركزي أفادت بأن الدخل السياحي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري بلغ 6.153 مليار دولار، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 4.4% مقارنة بالفترة ذاتها من 2023. ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض أعداد السياح بنسبة 6.6%.
وأوضحت البيانات ارتفاع الدخل السياحي القادم من الأردنيين المغتربين بنسبة 6.2%، ومن السياح العرب 11.6%، بينما شهد الدخل السياحي من السياح الأوروبيين والأمريكيين وجنسيات أخرى تراجعًا ملحوظًا.
وفي سياق آخر، أظهرت البيانات زيادة في الإنفاق على السياحة الخارجية بنسبة 2% خلال الفترة نفسها، حيث بلغ 1.657 مليار دولار، مقارنة بما تم إنفاقه خلال الأشهر العشرة الأولى من 2023.