الذكاء الاصطناعي والاتصالات: أهلاً بالسرعات الاستثنائية، وداعاً للمشاكل التقنية!
على الرغم من ظهور الذكاء الاصطناعي لأول مرة في الخمسينات، إلا أنه لم يسبق له الهيمنة على جميع مناحي الحياة كما هو الحال الآن، فتأثيراته وتطبيقاته تمتد لتطول كل شيء أو لتعيد تشكيل المشهد في جميع القطاعات تقريباً.
ولا يعد قطاع الاتصالات استثناء في هذا المجال، بل إنه من أبرز وأهم القطاعات التي ستكتسب أبعاداً جديدة بفضل الذكاء الاصطناعي، خصوصاً أنه من المتوقع أن يصل الإنفاق على المشاريع الخاصة بالذكاء الاصطناعي في الاتصالات إلى حوالي 15 مليار دولار بحلول عام 2027.
فكيف سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الطريقة التي نتواصل بها وما هي أبرز تطبيقاته في قطاع الاتصالات الحيوي؟
الذكاء الاصطناعي والاتصالات: لا تحدّيات بعد اليوم!
على الرغم من الطابع الديناميكي لقطاع الاتصالات والوتيرة المتسارعة للتغييرات التي يشهدها إلا أنه يواجه تحديات عديدة قد تقف عائقاً أمام رضى العملاء الذين تتاح لهم خيارات غير محدودة في ظل منافسة محتدمة بين مشغلي الاتصالات.
وأسهمت الثورة التكنولوجية الحديثة في ارتفاع سقف توقعات العملاء من العلامات التجارية وباتت المعادلة الرابحة تتضمن السرعة والجودة معاً، الأمر الذي يشكل تحدياً في حد ذاته.
إلا أن الذكاء الاصطناعي يظهر من جديد ومعه الحل لأبرز التحديات التي يواجهها قطاع الاتصالات والتي تتمثل في كلّ مما يلي:
قطاع الاتصالات: تنبؤات ذكية!
قد يكون أبرز ما يبحث عنه العملاء لدى شركات الاتصالات ثبات الشبكات وسرعتها وقد يكون الحل الجذري لهذه المشكلة أن تكون شركات الاتصالات قادرة على التنبؤ بانقطاعات الشبكة قبل حدوثها وبالتالي التعامل معها لمنع حدوث ذلك.
على الجانب الآخر، وفي حال تعرض العملاء لمشاكل تقنية فإن أهم ما يبحثون عنه هو حل سريع من شركات الاتصالات منذ المرة الأولى، من هنا قد يكون وجود مساعد ذكي قادر على حل مشكلة العميل من أول مرة حلاً جذرياً وثورياً في الوقت نفسه.
ينطبق الأمر نفسه على صيانة الشبكات والبنية التحتية والحاجة للقيام بذلك بصورة دورية، بالإضافة إلى إيجاد حلول للأعمال الروتينية والتي تتطلب الكثير من الوقت والجهد ما قد يحول دون قدرة الشركة على القيام بالتحديثات اللازمة، فماذا لو قام روبوت بهذه الأعمال الروتينية بدلاً من موظفي شركات الاتصالات؟
هذه الحلول التي قد تبدو ضرباً من المستقبل ستكون جزءاً لا يتجزأ من المشهد في المستقبل القريب حيث سيسهم الذكاء الاصطناعي في الاتصالات في كل مما يلي:
ومنذ أن بدأت شركات الاتصالات العالمية بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها سجلت إنجازات وتحولات ملحوظة في طريقة عملها من خلال تقليص النفقات وتحسين تجربة المستخدم وتسريع التحول الرقمي واستمرارية الأعمال وغيرها.
يمسك الذكاء الاصطناعي بزمام مسيرة التحول التي تخوضها الشركات المختلفة في جميع القطاعات، من هنا فإن الشركات التي تريد وضع قدم في المستقبل هي تلك التي ستبادر إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها وحلولها والأهم التجربة المقدمة لعملائها.