البث المباشر
ولي العهد يساند"النشامى" أمام الكويت في كأس العرب الوفد البرلماني يختتم زيارته الى بروكسل الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024 كتب الدكتور سمير محمد ايوب في حضرة القهوة، تواضعوا ! المرأة وفلسفة القهوة... مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها من حالة عدم الاستقرار الجوّي المتوقعة وتدعو للابتعاد من الأودية ومجاري السيول وزارة الإدارة المحلية تُهيب بالمواطنين الابتعاد عن مجاري الأودية تزامناً مع حالة عدم الاستقرار الجوي الأشغال تعزز جاهزيتها بـ110 فرق و155 آلية لمواجهة الظروف الجوية 85.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية سلطة إقليم البترا ترفع جاهزيتها للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي مصر ترحب بتجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وزير الشؤون السياسية: الشباب يمثلون القوة المؤثرة في مسيرة الوطن غرف الصناعة تهنىء "الجمارك" بفوزها بجائزة التميز الحكومي العربي النشامى بعد قرعة المونديال ... مستعدون للتحدي ومتفائلون بالتأهل للدور التالي الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة غداً الأحد الأرصاد: المملكة تتأثر بعدم استقرار جوي وسط تحذيرات من السيول والرياح القوية شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

الكاظمين الغيظ

الكاظمين الغيظ
الأنباط -

إدراكَ كظمِ الغيظِ يأتي مع التأمل والأمل و أيضاً الألم. عندما تحبس الرغبة الجامحة للتعبير عن الغضب و تكظمِ غيظكَ فأنتَ تمارس ضبط النفس الذي حَثَّ عليه القرآن، و تتأمل أن يقودك هذا للتأملِّ بمقدرةٍ علي التحمل و قدرةٍ علي الأمل بالفرج من الكرب الذي أصابك بالألم الداخلي للنفس. الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و المُسَّبِحين و المستغفرينَ هم فئةٌ من الناس الذين أصبحوا أقليةً في عالمٍ يحترم المخطئ و يتجاوز عنه.

إن رحلةً بالسيارة عبر شوارع مدينتك تختبر ما لديك من صبرٍ و كظمٍ للغيظ مما تراهُ من استهتارٍ و تَسَيُّب. و مراجعتك لمكاتب حكومية تتبنى شعار الحكومة الإلكترونية قد تصدمك بعُطلِ النظامِ لساعاتٍ و أيامٍ لتمتحنَ هي كذلك قدرتك علي الصبر، وسطَ عشراتِ التعليقاتِ المتذاكية من المراجعين المتأففين و استسلام الموظفين لعبارة "النظام عطلان" و نفثاتِ سجائر المراجع والموظف تحت لافتات منع التدخين التي لا تُحترَم. و أن يضطر أحدنا للذهاب لمركزٍ أو لمستشفىً حكومي ليتفاجئَ بالمواعيد الطويلة و الازدحام و تذبذب مستوى الخدمات بل و في أحيانَ لا إنسانيةَ المعاملة. و قد تبحث عن دواءٍ اعتدتَ عليه فلا تجدَهُ لأنهُ مفقودٌ من الوكيل و كأنَّ الوكيل ينسى المسؤولية المجتمعية و لا يتذكر إلاَّ المرابحَ المادية. و تقولُ لنفسكِ إنَّ بعض الظن إثم و تكظم. و قد تكظم غيظك حتى ببيتِ الله أمام خطبةٍ متكررةٍ انفكَتْ كلماتها عن واقعنا و ظهورٍ غير لائقٍ لبعضِ المصلين و منهم الكثير. و قد تطول القائمة لتتحول حياتك بالتدريج من الأملِ بالسلاسةِ للتنغيصِ والاكتئاب. تكتشف أن كظمَ الغيظ ليس سهلاً و أنه قد يُحسبَ عليكَ غَفْلةً أو سذاجةً. و إن أردتَ الاعتراض علي المُسَبِّبِ فستجد أن التعبيرَ له عواقبه، حتى لو اتبعتَ الطرق القانونية و الأخلاقية.

الكاظمين الغيظ لهم مرتبةُ المستغفرين و المسبحين في القرآن الحكيم و كظم الغيظ عبادةٌ لا يقوى عليها إلا القليل، في العادةِ و المعهودِ. لكن التطور الذي نشهده، الذي يُسارعُ في حِصارنا بالوعودِ، مثلاً بإنجاز أعمالنا بسرعة إلكترونياً، و تسهيلِ انتقالنا من مكانٍ لمكانٍ بِيُسرٍ و سلاسة، و توفير الخدماتِ المختلفة والانفتاح علي العلوم والثقافات والآداب، هذا التطور يصطدمُ بالواقعِ المحيط بنا من نُظُمٍ معطلةٍ و حوادث طرقٍ مميتةٍ و وعظٍ مِثاليٍّ نسمعهُ عالمين بُعْدَهُ عن الحاصلِ المُعاش. نتمسكُ بالأملِ للأحسن و يصفعنا الواقع، ونكظمَ الغيظ و نحتسبهُ من العبادات المأجورة.

كظمتُ غيظي بمكتبٍ حكومي فِعليَّاً إنجازَ معاملةٍ فيه تستهلك ٢٠ دقيقةَ عملٍ مُخلص، فاستهلكتْ يومين و ١٠٠ كيلومتر، بين غيابِ الموظف و عطل النظام. و أكظمُ الغيظ كلما قُدْتُ لمكانٍ ولو قريب. لكن القائمة تطول و الشكوى كما يقولون مَذَلَّة فحسبنا اللهُ و نِعْمَ الوكيل.

علي الزعتري

مايو ٢٠٢٣

الأردن

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير