مقالات مختارة

د.علي المر يكتب : الخلق العجيب

{clean_title}
الأنباط -
يقول تعالى في القرآن العظيم:

"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".  

يقدر العلماء أن في الكون ١٠٠ تريليون تريليون تريليون نجم والنجم هو شمس. 

وكثير من هذه النجوم يسع ملايين الشموس مثل شمسنا. 

وكثير منها لها كواكب والكواكب لها كويكبات وأقمار وحطام وغبار كوني تدور حولها.   

فهنالك حطام وغبار كوني منتشر في الفضاء يتكون باستمرار نتيجة تحطم الكواكب وتفجرها .

ولقد جعل الله تعالى النجوم السوداء تشفطه فلا يزيد ويتراكم فيحجب الرؤيا.  

هذه النجوم السوداء كثافتها ١٠٠ مليون مليون غرام لكل واحد سنتمتر مكعب. 
فهي كثيفة جدًا جدًا فتجذب كل جسم أو حتى شمس أو كوكب يمر بالقرب منها مهما كان حجمه وكتلته وكذلك بالطبع الفتات والحطام الكوني. 

يقول تعالى 

"فلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِالْجَوَارِ الْكُنَّسِ*"

فهي خانسة لا تسمع ولا ترى ولا يسمع لها صوت 
ولكنها موجودة وتجري وتكنس أو تنظف الفضاء من الفتات الكوني فيظل الجو نظيفًا صافيًا. 

هذه مئات  التريليونات التريليونات من النجوم العملاقة وتوابعها لا تشكل سوى ٤,٥ ٪؜ من كتلة أو وزن الكون. 

أما النسبة المتبقية فهي عبارة عن مادة سوداء وطاقة سوداء رصدنا تأثيرها ولا نعرف كنهها. أي لا ترى وهي منتشرة في الجو على سعة الكون. 

وليس هذا وحسب ولكن يعتقد العلماء أن كوننا واحد من عدد لا نهائي من الأكوان المشابهة له في هذا الوجود.  
 
والأعجب أن حجم كوننا كان في بدية الخلق صغير جدًا جدًا جدًا بحيث أن  واحد سنتمتر  مكعب يسع ١٠ آلاف تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون تريليون كونًا مثل كوننا.  

وهذا الرقم قدر بعد مضي جزء واحد من مليون تريليون تريليون تريليون جزء من الثانية من لحظة بدأ الخلق. 

وهي المدة من عمر المادة أو الكون التي بدأت فيها قوانين الفيزياء بالعمل. 

أما قبلها فلا نعرف شيئًا عن خصائص الكون حجمه وطبيعته وكتلته وحرارته.. الخ
لأن قوانين الفيزياء لم تكن قد ظهرت أو خلقت بعد.  

يعني كان حجم الكون لحظة الخلق يساوي صفرًا نظريًا 
ونقول عمليًا. فالله خلق الكون من عدم مادي.  

فَسُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ حِینَ تُمۡسُونَ وَحِینَ تُصۡبِحُونَ. وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِیࣰّا وَحِینَ تُظۡهِرُونَ . یُخۡرِجُ ٱلۡحَیَّ مِنَ ٱلۡمَیِّتِ وَیُخۡرِجُ ٱلۡمَیِّتَ مِنَ ٱلۡحَیِّ وَیُحۡیِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ تُخۡرَجُونَ".
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )