أيمن الصفدي يجري مباحثات موسعة مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع شي يؤكد على الالتزام بسياسة "دولة واحدة ونظامان" بالتزامن مع احتفال ماكاو باليوبيل الفضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تستقبل وفداَ طلابياً من الحسين التقنية السرحان: الأردن يملك من القدرات ما يؤهله لتولي مناصب قيادية عالمية "صندوق الأمان" و "كريف الأردن" يجددان شراكتهما لدعم الشباب الأيتام إطلاق تقرير أداء الاستراتيجية السكانية أورنج الأردن تطلق برنامج مكافآت الابتكار وفرص النمو (IGO) لموظفيها تجارة الأردن: الحوار بين القطاعين ضروري لحماية حقوق المواطنين الدولة المدنية أم العلمانية: أيهما يناسب مستقبل سوريا؟ جامعة البلقاء التطبيقية تعقد شراكة استراتيجية مع بورصة عمان لتدريب الطلبة على نظام التداول الإلكتروني وزير الطاقة: قوانين الطاقة الجديدة تتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي وقابلة للتحسين رئيس الوزراء يلتقي نقيب الصَّحفيين الادارة الامريكية والارادة الاردنية حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله لحماية الموارد المائية الجمارك : شمول السيارات الكهربائية المخزنة في سلطة العقبة بقرار تخفيض الضريبة الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية ارتفاع أسعار النفط عالميا 17 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة بيان صادر عن جمعية حمضيات وادي الأردن الزراعية التعاونية رواية "جبل التاج" لمصطفى القرنة بين التاريخ والجغرافيا

نبيل أبوالياسين يكتب : مجلس الآمن بين التحديات الراهنة وتحقيق العدالة لجميع الضحايا

نبيل أبوالياسين يكتب  مجلس الآمن بين التحديات الراهنة وتحقيق العدالة لجميع الضحايا
الأنباط -

لا يخفى علينا جميعاً أهمية وقف الحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في أزمة إقتصادية عالمية غير مسبوقة لاحقت بأزمة كوفيد-19، 
لذلك فإيماناً منى بهذا الموضوع، وأهميته الكبيرة أكتب هذا المقال وأقول؛ قد تكون الديمقراطيات فوضوية، ولكنها تسمح بالنقاش العام، وتكون قادرة على تصحيح أخطاء السياسة الغير رشيدة بشكل أكثر فعالية من الإستبداد، وإنتهاكات حقوق الإنسان المتكررة، وإذا وضع نظام دولة نفسه في مكان المستبد، فهذا يولد بيئة معادية له، هذا ما عنونة به الصحف الغربية عقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «إحترس ، شي وبوتين - العالم بيئة معادية للحكام المستبدين».

والإستمرار المخزي لحكومات بعض الدول التي يطلق عليها بدولة عظمىّ، التي تمتلك نفوذاً سياسياً وجغرافياً على غيرها، أو إرثاً إستعمارياً وثقافياً، إضافةً للقوة الإقتصادية وترسانتها النووية، فضلاعن؛ إنها تعُد مؤسسة للقانون الدولية، والأمم المتحدة، في محاولة تبرير حيادها بشأن جرائم الحرب التي إرتكبتها الحكومة الروسية في أوكرانيا وبعض الدول من خلال الإستشهاد بدورها المفترض كوسطاء، رغم أنه لا توجد وساطة تبرر اللامبالاة للإستهداف الجماعي للمدنيين، والمستشفيات، والبنية التحتية ما هي إلا إنها «أعذار مشبوهة»لتبرر إمتناعها عن دعم قرار الأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب.

فالحسابات السياسية والمصلحة الذاتية تكمن وراء العديد من أعذار الممتنعين عن التصويت لعدم إتخاذ موقف حازم ضد قتل المدنيين، وتشريد الأخرين، ففي أوقات الشدة، يكتشف الشعوب من هم المجرمون الحقيقيون، يمكن أن تكون هذه الأفكار مخيبة للآمال الشعوب التي تُراقب عن كثب، ما أنتجتة الحرب الغير مبررة حتى الآن في أوكرانيا، وغيرها من الدول عدداً من هذه اللحظات المقلقة لهم، ولكن أيضاً للديمقراطيات الغربية التي تعُد أكثر مؤيديها حماسة،"إلى جانب من أنت؟" هو سؤال فج، ولكنه ضروري عندما يتم الإستهزاء بالقانون الدولي، ويبدأ الأبرياء في الموت بأعداد كبيرة.

بأغلابية كاسحة أيدت 141 دولة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي الذي يدين الغزو الروسي، ويطالب بإنسحابها الفوري وغير المشروط، ويدعو إلى"سلام عادل ودائم"، لكن 32 دولة إمتنعوا عن التصويت أبرزهم "الصين" التي تُعد ضمن «الأربعة الكبار» وهم الولايات المتحدة الأمريكية، والممكلة المتحدة، والإتحاد السوفييتي، وجمهورية الصين الشعبية الذين صيغوا مصطلح 
للإشارة إلى الدول الأربعة الكبرىّ المتحالفة، وشكلت هذه الدول نواة لتأسيس الفرع التنفيذي للأمم المتحدة، الذي بات يعرف بمجلس الأمن الدولي الآن، الذي يعدّ المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.



وصوت 7 دول ضد القرار، وهم كوريا الشمالية، وسوريا، وإريتريا، ومالي، ونيكاراغوا، وبيلاروسيا، ومن غير المفاجئ أن تقف هذه الدول بجانب روسيا لمزيد من القتل والتدمير فيقول الكثير عن حالة الظلام لجميع هذه الأنظمة المنبوذة سيئة القيادة، وإجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم "الخميس" الماضي، وتبنت المنظمة الدولية في دورتها الإستثنائية الطارئة الحادية عشرة المستأنفة قراراً جديداً يدعو إلى إنهاء الحرب قبل ساعات فقط من دخول الصراع عامه الثاني يوم الجمعة الماضي ولكن لا يرىّ العالم بأسرة أي إستجابات من الجانب الروسي.

وألفت: في مقالي إلى إن رفض الصين إدانة أو معاقبة أو حتى إنتقاد روسيا علانية هو تصرف غير مسؤول وبلا مبرر، والأمر المثير للقلق والمخيف، هو إدراك أن قوى إقليمية مهمة مثل الهند، وجنوب إفريقيا وإثيوبيا، ما زالت تقف على الحياد، وفي مقدمتهم الصين، التي أصبحت قوة عظمىّ إقتصادية، وعسكرية عالمية،   ولكن مع السلطة يجب أن تأتي المسؤولية، ونكرر رفضها إدانة روسيا أو معاقبتها، أو إنتقادها علنًا هو تصرف غير مسؤول بلا مبرر وقد يعتبرها البعض مشاركة غير مباشرة في جرائم الحرب التي إرتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا وغيرها من الدول.


 وإن إدعاء بكين بأنها تتصرف كوسيط نزيه هو ذريعة، تبناها في السابق دول أخرىّ، لعدم إتخاذ موقف أكثر حزماً بشأن تحطيم روسيا لميثاق الأمم المتحدة التأسيسي، إذا لم يتم عكسه، فإن سلوك موسكو يهدد الوجود السيادي لكل دولة، إمتنع الممتنعون عن تقديم أعذار أخرىّ مشبوهة للتقاعس عن الحد من المزيد من القتل والتدمير الذي لحق بأوكرانيا ودول أخرىّ، فهم محايدون، ولن يتم "تخويفهم" من قبل الغرب، إنها ليست حربهم، والانحياز إلى جانب من شأنه أن يزيد الأمور سوءاً، في هذه الأثناء، يتحايل الكثيرون بشكل ساخر ومربح على العقوبات.

فالحسابات السياسية الفاشلة، والمصلحة الذاتية الوطنية الواهية، والإرتباك الأخلاقي، وليس الإهتمامات المبدئية، تكمن وراء الكثير من هذه "السفسطة" والجبانة «إفحام الخصم أو إسكاته»، يريد رئيس وزراء الهند الإستبدادي بشكل متزايد، ناريندرا مودي، الذي إعتاد إضهاد الأقلية المسلمة هناك، أن يُنظر إليه على أنه يقف في وجه الأمريكيين والدول المؤيدة للقرار، لتشتري دلهي كميات متزايدة بشكل كبير من النفط الروسي الرخيص، والأسلحة الروسية، بالنظر إلى التقاليد الديمقراطية التي إكتسبتها الهند بشق الأنفس في فترة ما بعد الإستعمار، فإن موقف الهند مخيب للآمال بشدة.

• معالجة التأثير العالمي للحرب

 أحث الدول الأعضاء من خلال  قرار الجمعية العامة على التعاون بروح التضامن لمعالجة الآثار العالمية للحرب على الأمن الغذائي، والطاقة، والتمويل، والبيئة، والأمن والسلامة النوويين، وأشدد على أن الترتيبات الخاصة بإحلال سلام دائم ينبغي أن تأخذ في الإعتبار هذه العوامل، وأدعو أيضاً جميع الدول إلى دعم الأمين العام في جهوده لمعالجة هذه الآثار،
فلمدة عام كامل، كانت الجمعية المكونة من 193 عضواً والأمين العام، والمجتمع الدولي متسقين وصريحين  في دعواتهم لإنهاء هذه الحرب والإلتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي .

• تحقيق العدالة لجميع الضحايا

 أكد: قرار الجمعية العامة من جديد إلتزامها بسيادة أوكرانيا وإستقلالها وحدتها وسلامة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دولياً، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية، وشددت القرار أيضاً على ضرورة ضمان المساءلة عن أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي المرتكبة في أوكرانيا من خلال تحقيقات، ومحاكمات وطنية أو دولية مستقلة لضمان العدالة لجميع الضحايا ومنع الجرائم في المستقبل.


• فصل جديد من التاريخ

 بعد قرار الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة يعُد فصل جديد من التاريخ، حيثُ يواجه العالم خيارات قاسية بشأن هوية المجتمع الدولي، وإن هذه الخيارات إما أن تضع المجتمع الدولي على طريق التضامن، والعزم الجماعي لدعم مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، أو طريق العدوان والحرب والإنتهاكات الطبيعية للقانون الدولي والعمل العالمي المنهار، فشهدنا بعد أيام من غزو 24 فبراير 2022 على أوكرانيا، صوت أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للسماح للجمعية العامة بعقد الجلسة الإستثنائية الطارئة الحادية عشرة بعد أن إستخدمت روسيا حق النقض ضد قرار كان سيدين غزو أوكرانيا.

وختاماً:  يتساءل الكثير من شعوب العالم إذ لم يكن جميع شعوب العالم لماذا أصبحت الأمم المتحدة عاجزه لهذا الحد؟ من المفترض أن تكون قرارات الأمم المتحدة، والجمعية العامة ومجلس الأمن التابعين لها ملزمة، ولكن يرون، أنهما أصبحوا عنواناً للضعف والفشل،  وعاجزين عن حماية الدول والشعوب المستضعفة في الأرض، ولا يرون أي بوادر إستجابة لقرارات الأمم المتحدة على أرض الواقع حتى الآن، فالحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة والإنتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يومياً، وفي تزايد مستمر، والناس ماتت تحت الأنقاض دون أن يجدوا من ينقذهم.

مهم جداً الآن  النظر في الأيديولوجيات السياسية الحالية لمجلس الآمن الدولي، التي أصبحت لا تتواكب مع الشعوب ولا مع الوضع الراهن، ولا تؤمن بها الفئات الإجتماعية المختلفة في المجتمع ومراجعة ما أسماه بـ «فيتو الدم» الذي بات يُستخدم لمزيد من القتل والدمار، فشعوب دول العالم أصبحت تستنكر أداء  الأمم المتحدة بعدما خذلت الكثير من الشعوب وخيبت أمالهم، لدرجة أن الغالبية منهم باتو يفقدون الثقه ولايكترثون لقراراتها، بسبب  عجزها المستمر، وعدم إرساء معايير إنسانية مقبولة تساعد على ضمان وجود روابط حاسمة في بداية الآزمة، وحماية بعض الدول التي يتم إستمرار الممارسات الإجرامية  ضدها وضد شعوبها بأي شكل من الأشكال، وفقاً لحقوق الإنسان. 

فالشعوب أصبحت تشاهد المذابح والإنتهاكات المتكررة التي ترقىّ إلى جرائم الحرب تتم هنا وهناك، والمجتمع الدولي عاجز كلياً عن فعل أي شيئ تجاة هذا، بما فيها الأمم المتحدة، ويرون الدول التي تتدعي أنها «عظمىّ»، وعضو دائم في مجلس الآمن الدولي هي أول من تنتهك القانون الدولي، وتستخدم حق الفيتو لمزيد من القتل كما نشاهد يومياً في فلسطين، وغيرها من الدول.

‏الحقوقي والباحث في الشأني العربي والدولي"نبيل أبوالياسين"


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير