أيمن الصفدي يجري مباحثات موسعة مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع شي يؤكد على الالتزام بسياسة "دولة واحدة ونظامان" بالتزامن مع احتفال ماكاو باليوبيل الفضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تستقبل وفداَ طلابياً من الحسين التقنية السرحان: الأردن يملك من القدرات ما يؤهله لتولي مناصب قيادية عالمية "صندوق الأمان" و "كريف الأردن" يجددان شراكتهما لدعم الشباب الأيتام إطلاق تقرير أداء الاستراتيجية السكانية أورنج الأردن تطلق برنامج مكافآت الابتكار وفرص النمو (IGO) لموظفيها تجارة الأردن: الحوار بين القطاعين ضروري لحماية حقوق المواطنين الدولة المدنية أم العلمانية: أيهما يناسب مستقبل سوريا؟ جامعة البلقاء التطبيقية تعقد شراكة استراتيجية مع بورصة عمان لتدريب الطلبة على نظام التداول الإلكتروني وزير الطاقة: قوانين الطاقة الجديدة تتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي وقابلة للتحسين رئيس الوزراء يلتقي نقيب الصَّحفيين الادارة الامريكية والارادة الاردنية حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله لحماية الموارد المائية الجمارك : شمول السيارات الكهربائية المخزنة في سلطة العقبة بقرار تخفيض الضريبة الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية ارتفاع أسعار النفط عالميا 17 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة بيان صادر عن جمعية حمضيات وادي الأردن الزراعية التعاونية رواية "جبل التاج" لمصطفى القرنة بين التاريخ والجغرافيا

إبراهيم أبو حويله يكتب:طريق الثروة والغنى ...

 إبراهيم أبو حويله يكتبطريق الثروة والغنى
الأنباط -
طريق الثروة والغنى ...

طريق النجاح ليست طريقا سهلة وليست غاية في الصعوبة ، ولكن قبل الخوض في هذا الموضوع ولطبيعة الأحداث الأخيرة التي حدثت مع طالبين من الخيرة أجدني مضطرا للكتابة في هذا الموضوع بهدف توضيح بعض المفاصل المهمة ( إشارة إلى الكتاب الذي أثار البلبلة في عقل الطالبين ، الأب الغني والأب الفقير )،.

لا أريد أن أنشر إحباطا وإستحالة ولا أن أجعل الطريق مفروشا بالورود ، ولن أقول بأن الأب الغني هو فقط من يصنع أبناء أغنياء وإن كان يسعى لذلك ، فكم من أب غني ترك أبناءه عالة يتكففون الناس ، ولا هي تلك الخبرة والمعرفة التي تساهم وحدها في صناعة الغنى والثروة .

ولا إن ظروف الأوطان هي وحدها التي تقف عائقا ، فكم من قصة نجاح في ظروف تعتبر مستحيلة ، ومع ذلك كان هناك قصص نجاح ، حتى الحروب والكوارث كما هي مصائب عند قوم هي فرص لآخرين ، ولا إن الأب الفقير هو الذي يصنع الطبقة العاملة والموظفين من أصحاب الباقات الزرقاء ( كناية عن الطبقة التي تقوم بالإعمال اليدوية والصعبة لأصحاب الباقات البيضاء ) .

وحتى في تلك الدول التي تتسم بالرفاهية والغني كم هم نسبة الذين يستطيعون تحقيق النجاح والوصول إلى الثروة ، وهذا يعطينا مؤشرا واضحا عن مدى صعوبة النجاح بشكل عام ، وأن هناك تحديات وظروف وشروط عامة وخاصة في الشخص الذي يسعى للنجاح .

ولكن مع ذلك فإن من يصل هو في الأغلب من تلك الفئة التي سعت و أرادت النجاح ، أما تلك الفئة التي لم تسعى فإنها لن تصل للنجاح المنشود والغنى والثروة المطلوبة ، مع تأكيدي هنا بأن الثروة وحدها لا يجب أن تكون هدفا بحد ذاتها ، لأن السعي للثروة وحدها لا يصنع السعادة ولا الراحة والطمأنينة ولا يخلق عائلة سعيدة ولا علاقات إجتماعية ناجحة ، لأن من يسعى للثروة وحدها سيخسر الكثير في سبيل الوصول إليها ، ثم سيكتشف لاحقا بأنه أضاع الكثير الكثير للأسف .

نعود للموضوع الأصلي هل يمكن لأي إنسان أن ينجح ، طبعا يمكن لأي أنسان أن ينجح ، وأقول هنا بأن النجاح يرتبط بعناصر إذا إستطاع الإنسان فهمها وفهم آلية تطبيقها فإنه ينجح ، ومن هذه العناصر كما ذكر صاحب الكتاب أعلاه ، هي العقلية التي تحدد طريقة التعامل مع الحياة من حيث زرع جملة من الأفكار والرؤى التي تجعل الإنسان ينظر إلى المال من حيث إمكانية أن تكون غنيا يسعى لإدارته بصورة فعالة ويساهم المال لديه في أن يكون مولدا لمال أضافي وهكذا دواليك حتى يصبح غنيا ، أو موظفا يفكر في راتب وآلية ترتيب نفقاته ويبقى بقية حياته محصورا في هذه الحياة .

طبعا هذه جزء من الحقيقة ، وهناك أجزاء أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر ، طبيعة المشروع ، وفهم المشروع وفهم التحديات القائمة في المشروع وفهم التحديات المحيطة ، طبيعة البلد والإستقرار الأمني والتشريعات والضرائب والتمويل والسوق المستهدف والمنافسة والخبرة والشخصية والأشخاص الذين تحيط نفسك بهم ووو، وستكون التفصيلات في هذه هي مساهمة في كتاب جديد قريب من كتاب صاحبنا ، وهذا ما لا أسعى إليه هنا .

ولكن ما أريد قوله لأبنائي والأخوة والأخوات هو أن هناك نجاح نعم ، وهناك فرص نعم وهناك تحديات نعم ، ولكن يجب أن نلتفت إلى نسبة من ينجح وهي في الأغلب لا تتجاوز الواحد في المائة من أصل كل مجتمع ، هل هذا يعطيك مؤشرا واضحا عن صعوبة الموضوع ، وما يرتبط به من تحديات داخلية وخارجية للوصول إلى النجاح المطلوب ، وإلا لكان عدد من في القمة كبير وكبير جدأ ، نعم المكان واسع في القمة ويسع مجموعة كبيرة و لا أريد أن أحبط أحدا هنا .

ولكن أقول للجميع بأنك يجب أن تتسلح بالسلاح المناسب إحتياطا لعدم النجاح فقط ، ولا يجب أن يمنعك ما أقول من المحاولة ، ولكن لا تحاول قبل أن تكون مستعدا ، أما أن تترك التعليم والشهادة ، لأنك تسعى إلى الثروة ، وهذه الثروة قد تتحقق بنسبة لا تتجاوز الواحد بالمائة ، وفي حال عدم تحققها ماذا سيحدث ، تجلس بعد ذلك في حسرة وضيعة لم تحقق هذه ولا تلك ، فذلك والله خسران لك ولمن تعولهم بعدك وللهدف الذي أردت أن تسعى إليه .

من السهل أن أعطيك وصفة النجاح ولكن الأمر عند التطبيق ليس بهذه السهولة ، ولا خلق طبائع النجاح في النفس بتلك السهولة ، ولا توطين النفس عليها بتلك السهولة ، ولا خلق الظروف المواتية للنجاح بتلك السهولة ، ولا السيطرة على التحديات والصعوبات بتلك السهولة ، ولكنه أيضا ليس مستحيلا تلك الإستحالة .

هذا ما يجب أن يتعلمه الجيل الجديد بأنك يجب أن تتسلح بكل الأسلحة اللازمة لمواجهة الحياة ، ثم تنطلق فيها نعم قد لا يفيدك التكامل ولا التفاضل كما أشار صاحب الكتاب ، فكم هم أولئك الذين يستفيدون من كل تلك العلوم التي يتم تعليمها في المدارس والجامعات ، ونعم هناك الكثير من الإضافات التي يجب إعادة النظر فيها هذا شيء مؤكد ، ولكن سيبقى هناك حاجة ملحة للكثير من العلوم والمعارف اللازمة حتى يستطيع الطالب مواجهة الحياة والتحديات ، حتى في عالم المادة والثروة ، هناك كم كبير من العلوم والمعرفة وإن كان ما يحتاج الإنسان اليه منها هو جزء ضئيل وكثير من المعلومات لن يحتاج إليها ولن تواجهه ظروف مشابهة في حياته ، ولكن في حال واجهته إحدها ولم يكن مستعدا ستكون هناك خسارة وربما تكون الخسارة النهائية .

لذلك لا يكفيك كتاب كيف يمكن أن تكون من أصحاب الملايين ولا عدة كتب ، بل لا بد من الإعداد والإستعداد وإلا فلن تكون الضحية الأولى ولا الإخيرة لمثل هذا النوع من الكتب .

إبراهيم أبو حويله .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير