الأنباط -
الشهيد عبد الرزاق ومَن سبقهُ ومَن سيلحق به هم أسودُ الوطن الذين تنطّحوا للموتِ في سبيلِ المجد والعز والرّفعة ،فكانوا أصحابَ السّبقِ والفضل تعلّموا مِن مسيرةِ الأجداد و الآباء وعلّموا الأبناء والأحفاد وكتبوا بدمائهم الطاهرة الزكية سطرًا في كتابِ الفخر يتحدثُ عن مسيرةِ الأردن الذي وثبَ في وجه الفتن بالرغم من تكاثرِ المِحن ليبقى لسانُ الحق ينطقُ بالصدق وتبقى جحافلُ الشهداء تؤكدُ البقاء في الأذهان لما صنعوهُ من أمانٍ فما توانى جنودُ الوطن الأنقياء بتقديمِ أرواحهم ،لنلقى في مُحياهم ابتسامةَ الشهداء وبارتقائهم شموخَ الكبرياء فنطقوا عندما صمتَ الجميع .......
أخي في السلاح عبد الرزاق بأي ذنبٍ قتلت ...... نعم، هو السؤال الذي انطلقَ من لسان كل مَن عرفوك باحثًا عن إجابةٍ مِن لسان مَن قتلوك وأنت الجندي الوفي المخلصُ والأكاديمي المثقفُ المبدع والقانوني الذي دافعَ عن الحق ودحضَ الباطل .... نعم ،قتلوك ..وقتلوا أبِ لأربعةِ أطفالٍ تحضّنوا اليُتمَ قبل أن يشتدّ عودهم قتلوك ..وقتلوا فرحة زوجةٍ تنتظرُ زوجها المُتعب بعد أيامٍ من عناءِ العمل الطويل قتلوك ..وقتلوا أمًا كانت تنتظرُ تقبيل يديها من ابنٍ بار قتلوك ..وقتلوا كفائتك وتضحيتك في كل مكان عملت به نعم، قتلوك وانت تدافعُ عن أمنِ وطنك ومجتمعك ،قتلوك بكل خسةٍ دون أن تُمنحَ فرصة الدفاع عن نفسك أو حتى أن تشاهدَ الموت في عينِ غريمك الجبان الذي توارى بعدَ أن غمسَ يدهُ بدمِ الشرفاء فتطبعَ بطباع الخارجين عن الإنسانية وانسلخ عن الفطرة السليمة، لكن لا تخف يا أخي فأنت غريمهُ أمام رب السماء وستكون حجتك الأقوى فأنت صاحبُ الأخلاق وهو دونها ،وأنت الحافظُ لكتاب الله والمُتدبرُ لآياته وهو الذي لم يقرأهُ في يوم ،نعم فلوا قرأهُ لعلم أن دمَ المسلم على المسلم حرام لقوله تعالى(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) صدق الله العظيم .
إننا نعي الظروف الإقتصادية الصعبة التي بات يعانيها المواطن خصوصاً بعدَ الإرتفاع الكبير في أسعار المُشتقات النفطية ونؤمن بحق المواطن بالتعبير عن رأيه بكل الحرية التي كفلها الدستور الأردني ،ولكن يجب هنا أن يعي الجميع بأن التخريبَ والترهيبَ الذي يقوم به المُندسين والذي يحاولون من خلالهِ اخراج هذه الاحتجاجات عن هدفها الواضح بإتجاه زعزعةِ الأمن الوطني وخَلق الفتنة بين أطياف المجتمع الأردني وإيقاع العشائر الأردنية في مَغبّة الإختلاف ليستطيعوا من خلالِ ذلك تنفيذ الأجندات السوداويةِ النابعةِ من المصالحِ الشخصية ، وهنا يأتي الكلامُ الفصل بأن الأردنيين الأحرار سيكونون لهم بالمرصاد وسيقفون كالسد المنيع أمام وجه الخارجين المارقين الذين تشابهت وجوههم مع نواياهم فكانوا أقبح مَن عرف على الوجود.
الوطنُ للجيمع ولن نسمحَ لأي مَن كان أن يَمسّه بسوءٍ وسنقطعُ أي يدٍ تمتدُ بشرٍّ على الوطن فالتخريبُ و الترهيب مرفوضٌ وقطعُ الطريق محرمًا بالشرعِ قبل العُرف فما ذنبُ من أراد أن يصلَ إلى عمله أو بيته أو إلى مدرسةٍ او مستشفى!؟ فإعطاء حقّ الطريق واجبٌ والاعتداء عليه محرمٌ ومِن هنا فإننا نقولُ بلسانٍ واحدٍ نحن خلفَ جلالة الملك ننتهجُ بنهجهِ الرامي إلى تدعيمِ أركان الدولة الأردنية وسنتحملُ كل الظروفِ والتحديات (فنحن لا نعيش في الاردن ولكن الاردن يعيش فينا ) وسنبقى نقدمُ له الأرواح ،فكلنا مشروع شهداء للوطن وكلنا ثقة بالأجهزة الأمنية التي ستجتثُ هذه الفئة الضالة المُضلة ،وهنا سأهمس في أذنك يا أخي عبد الرزاق وأقول لك بأن أبناءك بخيرٍ وأهلك بخيرٍ وأمك بخيرٍ فأنت مصدرُ الفخر لهم لأن الشهداء هم الأكثر بقاءً، فالجميعُ سيرحل وسيُنسون مع الأيام إلا الشهداء فسيبقون في بطونِ الكتب وفي ذاكرةِ المجد ،وهناك عند الله أحياءٌ يرزقون ولا تخف يا أخي فحقك ودمك لا يضيع فزملائك يواصلون الليل بالنهار للقبض على ذلك الخسيس الذي باغتك برصاصةِ الخسة في ليلٍ مظلمٍ من قلبٍ معتمٍ بالباطل .... ألا شُلّت أيدي الجبناء ..... وليبقى سؤالي لكم يامن تنقلتم بين المحافظات لتأليب المواطنين ضد دولتهم (بكلمة حق اريد بها باطل) خدمه لمصالحكم ..... فهل حققتم مرادكم ومراد من تتلقوا التعليمات منهم ...سؤال برسم الاجابه ؟؟؟
فاضل محمد الحمود