مقالات مختارة

الدعوة الى إستعادة منظمة التحرير وإعادة بناءها

{clean_title}
الأنباط -
لا يمكن إستعادة منظمة التحرير الفلسطينية , هذا ما يواجهك به العديد من النخب الفلسطينية ....
لا بد من إستعادة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة تشكيلها وتخليصها من الاختطاف , وهذا ما يلح عليه عديد من النخب الفلسطينية أيضاً.....
أما انه لايمكن إستعادة المنظمه فيقدم أصحاب هذا الرأي سببين أساسيين :
الاول .... هذه منظمة أنشأها العرب والنظام الرسمي العربي على وجهه الخصوص مع تباين في نوايا 
الحكام العرب . ورغم ان الفلسطينيين على مدى ثلاثين عاماً ( 1964 – 1994 ) الذين قدّموا 
            الجهد والدماء فيسياق كفاحهم الوطني , تمسكوا بها وطوّروامؤسساتها ودفعوا بها لتكون
 وطنهم المعنوي , لكن تبين ان كل ذلك لم يسعفهم في لحظة إنحراف شديد عن الثوابت الوطنيه
         لتعود المنظمه الى طبيعتها كجزء من نظام عربي يحميها ويستخدمها يقدمها ويأخرها لتكون تمثيلاً 
سياسياً للفلسطينيين يحمّلوه مسؤولية إخفاقهم ويسترعوراتهم وتراجعهم وحتى خيانتهم . ولا يمكن 
إخراجها من إطار مؤسسيها ومتبنينها وداعميها على المستوى العربي وحتى الدولي .
ثانياً ..... منذ البداية سعت قيادة حركة ( فتح ) الى السيطره على المنظمه بدعاوي إبعادها عن الهيمنه 
العربيه وتثويرها بدفعها الى تبنيالكفاح المسلح, وحظيت ( فتح ) باسناد الشعب الفلسطيني رغم 
شكوك بعض مثقفيه ونخبه بصلتها ببعض الحكومات العربيه , لكن العمل المسلح والشهداء عمل 
على كبت هذا الاحساس لصالح ثورة فلسطينية واسعه تؤطر جموع الفلسطينيين وتذهب بهم الى 
الكفاح من أجل قضيتهم . وما ان أمسكت حركة ( فتح ) بمنظمة التحرير لم تفلتها ابداً وبمساعدة 
بعض المنظريينمن اليمين ومن اليسار, وضعت قيادة ( فنح ) للمنظمهبرنامجاً سياسياً يهبط
سقفه مع مرورالزمن وابعدت حتىبرنامج ( فتح ) السياسي الذي إنطلقت على أساسه , إلى ان 
وصل الامرالى ان وقّعت باسم منظمة التحرير إتفاقاً كارثياً بحق القضية الفلسطينية لا يقل
 مأساويةً عن هزيمة حزيران,أدخلالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بمأزق وأزمه يصارع 
للخروج منها . كل ذلك باسم منظمة التحريرالتي جاء دور تحجيمهادون التنازل عنها وتركها
 حبيسة الاستخدام كلما دعت الحاجة, لصالح مشروع سياسي لا يقيم للثوابت الفلسطينية وزناً 
ويخدم فئة مستفيده فاسده على  حساب الشعب الفلسطيني وقضيته . وبمساعدة الحكام العرب أولاً 
والغرب ثانياً لا يمكن التفريط بهذه ( الورقه ) أو تسليمها للشعب الفلسطيني ليصار الى إعادة
 تأهيلها وطنياً طالما أخذت صفة الممثل الشرعي والوحيد له .
وبناءً على ذلك فأن الدعوه الى إستعادة منظمة التحرير وإصلاحها سياسياً وإدارياً مضيعةُ للوقت والجهد, وينبغي وضع كلاهما في المشاركة في الكفاح وإسناد الكفاح الممتد على كامل ارض فلسطين لتحريرها والدفاع عن الحقوق والمقدسات والشعب والوطن وهذا العمليه ستعيد بناء الحركة الوطنية الفلسطينية وستفرز قيادتها .
إلا ان الرأي الآخر ( وكلاهما يتفق على كارثية إتفاق أوسلو وفساد النهج السياسي والاداري للسلطه) لا يسلّم بفقدان منظمة التحرير فهي :
اولاً ... تمثل الشعب الفلسطيني باجماع العالم , وهو بذل الغالي والنفيس للحفاظ عليها وطنناً سياسياً جامعاً
 ينبغي الاعتصام بها في ظل مشروع صهيوني يسعى الى تذويب كينونته باعتباره شعباً .
ثانياً .... لا زالت منظمة التحرير تمتلك رسمياً ميثاقاً وطنياً لم يرسّم العبث به بعد, وتمتلك وسائل إداريه 
وتمثيليه يمكن من خلالها إعادة تصويب أوضاعها مثل إنتخاب المجلس الوطني كما ينص عليه
الميثاق ,الذي اذا أفلحنافي تشكيله على اسس شرعية ديمقراطية يمكنه إفراز لجنة تنفيذية للمنظمة 
تأخذ بزمام الامور نحو تجاوز أوسلو والغاءه والانطلاق بتوحيد الشعب الفلسطيني وجهوده على 
ارضية كفاحية .
ثالثاً .... بشكل او بآخر فان المنظمة تشكل نقيضاً لسلطة أوسلو التي يمكن ان تنهار في اي وقت وعليه فلا
 بد من وجود كيانيه سياسيه جاهزه تقود الشعب الفلسطيني الذي لا ينبغي  له ان يدخل في فراغ 
قيادي وتمثيلي.

رابعاً .... منظمة التحرير مسؤولة عن قطاعات قائمه مثل الصندوق القومي ووحدات جيش التحرير
 ومراكز ابحاث وأسر الشهداء والجرحى ومعيشة قدامى المحاربين والمنظمات الشعبيه وعضويتها 
في المؤسسات الدوليه تساعد على دعم خدمات الانروا وهي تتموضع في وجدان الشعب الفلسطيني 
ولا زالت إطاراً تلتقي الفصائل الفلسطينيه ويمكن ان تلتقي فيه .
خامساً ..... وجود منظمة التحرير حجةٌ على الانظمة العربية ويمكن في حال إصلاحها وبحكم تموضعها
 في الاطار الرسمي العربي ان تلعب دوراً في وقف الانهيار الحاصل تجاه التطبيع مع العدو
 وباعادة ربط حلقات كثير من الانظمه ( ولو باحراجها ) على ارضية الحقوق القوميه والدينيه 
ليس للفلسطينيين وحدهم وانما للعرب ككل .

لقد دفع أتفاق أوسلو الفلسطينيين أيضاً الى مراجعة تجربة الثورة الفلسطينية المعاصره وخطابات الفصائل ومسيرة منظمة التحرير, فلم يكن أحد ليتصور ان ينتهي الامر بقيادة ( فتح ) ومنظمة التحرير الى وضع لا تمارس فيه التنسيق الامني فحسب بل تعتبره مقدساً .
وحتى منذ تواجد منظمة التحرير في لبنان لم ينقطع الجدل حول اصلاح منظمة التحرير وبرنامجها السياسي ولكن دخول منظمة التحرير في هذا الطور المتهالك كما دُفعت اليه , والحال البائس جداً الذي آل اليه وضع السلطه ووصل حتى الاقدام على قتل ناقداً فلسطينياً وطنياً بارزاً  كـ ( نزار بنات ) دون أدنى اعتبار لقيم شعبنا الوطنية والدينية ولا لحقوقه المدنيه داخل السلطه واعتقال المقاومين والتعامل مع الرواية الفلسطينية بشكل مجزوء مراضاة لامريكا وطمعاً في رضى المجتمع اليهودي وادانة مقاومة الشعب الفلسطيني من باب نبذ الارهاب والمساهمة في حصار غزه لاسباب سياسيه  والاستئثار بفتات السلطه كاعلى مستويات الفساد وقبل كل شيء إهدار الثوابت والحقوق للشعب ... كل ذلك لم يترك مجالاً لاي تعاطف مع قيادة السلطة ومنظمة التحرير بل حرك الشعب الفلسطيني المنهمك باجزاء كبيره منه بمقاومة العدو , الى المطالبة برحيل قيادة السلطه ومنظمة التحرير وتغيير النهج السائد فوراً .
هناك مخاوف بالتاكيد من حرب أهلية فلسطينية طالما بقي النهج وبقيت هذه القياده. وهذا يدفع أغلبية الشعب الفلسطيني الى البحث عن وسائل ديمفراطية لاصلاح الخراب , إذ يعتقد قسمٌ كبيرمن الفلسطينين انه لا يجوز ولا يليق بشعب مناضل مثل الشعب الفلسطيني وهو إما تحت الاحتلال او مشرد ان يدخل في طور الحرب الاهلية . لقد ظهرت مبادرات عدة وخاصة في الشتات الفلسطيني تدعو الى استعادة منظمة التحرير الفلسطينيه وانتخاب المجلس الوطني الذي يتلاعبون بعضويته, عبرمؤتمرات وتجمعات ترفع الصوت لتغيير الاوضاع . وثمة من يأس من الاسلوب الديمقراطي بالتغيير. وظهرت في الاونه الاخيره مبادره  يقوم عليها عدد من النخب الفلسطينيه وهذه المره في الضفة والقطاع, لتشكيل كتلة شعبية ضاغطة لتغيرالاوضاع استجاب لها مجموعة من فلسطيني الشتات, تدعو الى اعادة بناء منظمة التحرير وانتخابات المجلس الوطني بطرق ديمقراطيه تفادياً لصدام في الداخل الفلسطيني, عن طريق عقد ( مؤتمر شعبي فلسطيني ) واسع . ونظراً الى جسامة الازمه السياسيه الوطنية الفلسطينيه فربما تكون هذه الدعوه هي آخر الدعوات لاصلاح سياسي وطني فلسطيني قبل ان ينصرف الكل الفلسطيني الرافض لما آلت اليه الاوضاع نتيجة نهج أصحاب أوسلو وسلوكهم الى البدء فعلاً بتجاهل منظمة التحرير والدفع بتشكيل حركة وطنية فلسطينية جديده وقيادة فلسطينية بديلة . يبدو ان النداء موجهه لاصحاب النفوذ في الجسم الفلسطيني وبالاخص الى شباب ( فتح ) .

توفيق ابو ارشيد
رئيس لجنة فلسطين والقضايا القومية السابق باتحاد المهندسين العرب

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )