الأنباط -
ميس رضا.. صحفية مصرية
قدمت المملكة الأردنية الهاشمية نموذجا رائدا في احتواء حالات ضحايا الإرهاب من دعم إنساني ونفسي واجتماعي يُسترشد به في التعامل مع هذه القضية كونها أحد أهم القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان، ولعل اليوم نذكر بأهمية هذا الموضوع كونه يعد حقاً أصيلاً من حقوق الإنسان ويشغل الساحة العالمية حاليا بعدما كان التركيز كله منصباً على الأعمال الإرهابية ومنفذيها دون الالتفات إلى المعاناة القاسية التي يمر بها عوائل الضحايا ومن خاضوا غمار حدث جسيم، مثلاً جريمة إرهاب وقدرتهم على التعامل مع ما مروا به.
لن ينسى العالم ما قدمته المملكة الأردنية الهاشمية تحت راية وقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية من رعاية فائقة لحالات ضحايا الإرهاب وهنا تحديداً نستذكر بالتحديد حالة إنسانية استثنائية تلك الفاجعة المُرّة يوما بكت الإنسانية على واقعة حرق الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة حياً على يد تنظيم داعش الإرهابي، احتضان جلالة الملك أسرة الكساسبة والوفاء باحتياجاتهم المتوسطة والطويلة الأجل وصولا لتعافيهم من هذه المآساة ، إنما كان تضميد لجراح الإنسانية التي اكتوت بنيران الإرهاب الذي لا دين له، ما قدمه جلالته هو درساً ملكياً يرسخ في أذهان الجميع مواقف للعرفان والتقدير والامتنان لن ينساها تحديداً أبناء شهداء الوطن وسيبقى معهم للأبد، فجلالته بالنسبة لأبناء أبطال الأردن ليس ملكاً فقط، بل هو قائد ووالد وسند وظهر وداعم وقلب حنون.
هذا الاهتمام الكبير من جانب مملكة الأردن بقضية مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ودعم ضحايا الإرهاب جاء موقفا مبادرا في ظل دعوات حالية من المجتمع الدولي لإسماع أصوات ضحايا الإرهاب وإجلالهم وإيجاد من يلبي احتياجاتهم ويؤيد حقوقهم ويزيل شعورهم بالنسيان والإهمال بمجرد تلاشي التأثر الفوري للهجمات الإرهابية، الأمر الذي يترتب عليه عواقب وخيمة عليهم، وهى مبادرة أردنية سباقة من منطلق أنها تأتي في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي مستند إلى أبعاد تشريعية وفكرية وأمنية وعسكرية، ورسالة القيادة الهاشمية وشرعيّتِها ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني الذي يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبثّ العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب.
ولأن دعم ضحايا الإرهاب أصبح مسؤولية تشاركية من المجتمع ككل، أوجه دعوة لوسائل الإعلام قاطبة من الخليج إلى المحيط بأن تكون منبرا واسعا ويدا واحدة لخلق حالة تضامنية مع ضحايا الإرهاب، والمساهمة في الجهود الوطنية والدولية، وزيادة التوعية بمسائل الضحايا لمساندتهم ومؤازرتهم.
لا تدعوهم وحدهم .. ضحايا الإرهاب لازالوا يكافحون لإسماع أصواتهم، وليجدون من يلبي احتياجاتهم، ويؤيد حقوقهم .. نتفكّر في آلام ومعاناة أولئك الذين فقدوا أحباءهم؛ ونعقد العزم على الإصغاء إليهم والتعلّم منهم. ونلتزم بدعم الناجين الذين أثخنتهم الأعمال الإرهابية الشائنة بالجراح، بأن نعلي أصواتهم ونحمي حقوقهم ونسعى إلى تحقيق العدالة .. هذه هي كانت رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأيام الماضية استشعارا بالمأساة التي يعيشها مئات بل الآلاف حول العالم نتيجة إرهاب ولد من رحم أفكار متطرفة وعنف.