الارصاد الجوية : انخفاض تدريجي في درجات الحرارة وأجواء مغبرة نهاية الأسبوع بنك الإسكان يرعى فعالية "أمنيات الشتاء" للأطفال في مركز هيا الثقافي مالك غازي ابو عديلة المشاقبة يدخل "القفص الذهبي" الذكاء الاصطناعي يكشف سر الحفاظ على شباب الدماغ هل يعفيك الطقس البارد من استخدام واقي الشمس؟ شركة طيران تجبر راكب على التخلي عن مقعده من أجل كلب سؤال الأردن: متى تنتهي مرحلة الانطباعات في سوريا؟ وزير الخارجية: المحادثات مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا كانت إبجابية هل يمكن أن تتحول انفلونزا الطيور إلى جائحة؟ 93% معدل الإنجاز بمشاريع مجلس محافظة العقبة في 2024 العطلة الشتوية.. فرصة ثمينة بحاجة للاستثمار لصالح الطلبة أحمد الضرابعة يكتب : الأردن وسورية ما بعد حكم الأسد “توزيع الكهرباء” تسعى لإدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدماتها الرقمية الوحدات يفوز على السرحان و يتأهل للدور نصف النهائي ببطولة الكأس القوات المسلحة تحبط محاولة تسلل طائرة مسيرة على الواجهة الغربية رئيس بلدية الجيزة يستعرض إنجازات عام 2024 خلال الجلسة الختامية لهذا العام بلدية السلط و إعمار السلط توقعان اتفاقية مع USAID لإطلاق سوق أسبوعي لدعم الشباب الخصاونة يضيء شجرة عيد الميلاد المجيد في عجلون الحسين يتأهل لنصف نهائي كأس الأردن بفوزه على السلط بركلات الترجيح أبو صعيليك يبحث تعزيز خدمة "المكان الواحد" في غرفة صناعة عمان.

سعيد الصالحي يكتب:عودة الكورونا الناشفة

سعيد الصالحي يكتبعودة الكورونا الناشفة
الأنباط -
سعيد الصالحي

كانت الكورونا عند ظهورها الأول عدو زنيم ومقيت، كان مجرد ذكر اسمها كفيلا ببث نوبات الذعر والهلع، وكان وجود أي مصاب بيننا يستحضر فرق الاستقصاء الوبائي حتى في منتصف الليل، وكان يستنفر مختبرات الفحص الخاصة، كنا نجلس متسمرين أمام شاشات التلفاز للاستماع للايجاز والإنجاز الحكومي في محاصرة هذا العدو الذي تواجهه الحكومات بالحكمة والقرارات الفطنة الرشيقة التي تعتمد على خطط دفاعية محكمة من إقفال للمطارات والمنافذ الحدودية والتعطيل الجزئي أو الكلي لبعض القطاعات للحد من ظاهرة انتشار وتفشي هذا الوباء اللعين.

عشنا هذه الاجراءات ما خف منها وما ثقل لأشهر طويلة، وكانت النجاة والسلامة رأس المال والباقي سيتم تعويضه، فلا بأس في خسارة بعض من تعب السنين، فسيتم تعويضه عندما تفتح القطاعات والاسواق، وعندما فتحت الأسواق أدركنا أن تعب السنين قد إلتهمته الكورونا الناشفة التي لا تفنى ولا نعرف كيف تستحدث ولكنها تتحول من شكل لآخر ومن اسم لآخر.
 
ويوم عيد استقلالنا في هذا العام رفعنا رايتنا بكل فخر واعتزاز بمناسبة الخلاص من المستعمر القديم، ونكسنا كمامات العدو الغادر فقد باتت كافة مرافقنا محررة منه وأعلنا انتصرنا على الفوج الاول من هذا الفايروس التتري الهمجي الذي أتى على مكتسباتنا الحضارية التقليدية وفرض علينا عالما جديدا وثقافة مجتمعية رقمية انتشرت بقوة الخوف والحرص على الحياة.

ومنذ عدة أيام ووسائل الاعلام المحلية والعربية تبشر بموسم جديد لفايروس الكورونا، وتمهد لعودة الكمامات والمعقمات، ثم ستبدأ التلحين على عودة المدارس وجاهيا أو عن بعد، وسنستمع إلى ذات الخبراء والناصحين، ثم ستطل علينا الاجراءات الوقائية الإجبارية من جديد، وستمنع الجاهات والاعراس وبيوت العزاء، وسنتوقف عن المصافحة فيما بيننا فالاحتياط واجب.

ما أود الإشارة إليه أننا قد قمنا بكل هذه الاجراءات من قبل وها هو الفايروس يعود من جديد غير مكترث بكل ترتيباتنا واستعدادتنا الحكومية والشعبية، وها قد عاد وقد نشف عوده وأصبح أكثر خبرة وأشد فتكا، ونحن كذلك نشفنا ولكن على الطريقة الصومالية ولم يعد فينا مادة إضافية للعصر، فقد تكالبت علينا الظروف وبات آخر همنا إن كانت النهاية ستأتي بفعل الكورونا أو بفعل إرتفاع اسعار المعكرونة، أو بسبب الالتزامات التي لا نعرف كيف نسددها إن حجرونا أو أطلقونا.

لم تعد الكورونا مثل اللوز الاخضر تأتي لأيام معدودات في موسم معين كالربيع أو الخريف بل أصبحت مثل التفاح الأمريكي المشمع الذي نستورده وقتما نشاء، نرفع سعره أو نخبطه بالأرض وقتما نشاء، نفتح به الدنيا ونقفلها وقتما نشاء، وأنا أود أن أحيط السادة المسؤولين أنني نزلت كمامتي الصيفية المعرقة وجهزت معقماتي زكية الرائحة واستعدت بكل لياقة ولباقة كل أدبيات كورونا وأصبحت جاهزا لخوض الفصل الثاني من العرض الذي تكتبه الكورونا -باسم مستعار جديد- وتخرجه ذات الحكومات العربية -بالاستعانة بذات اللجان والكادر- ويؤديه -بكل أمانة- جمع غفير من الكومبارس، اسمه الشعب العربي الطيب.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير