الأنباط -
تلاحقت على صفحات صحيفة "الأنباط" النشطة وعلى موقعها الشبكي الجاذب، الأنباء والصور والخطابات والتصريحات التي شهدها مؤتمر باكو الدولي للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، الذي تألقت فيه المشاركات البرلمانية لعددٍ كبير من الدول، ولمسنا كذلك خلال هذا المؤتمر لُحمةً في العلاقات الأردنية الأذربيجانية، لفت أنظار الحضور والمهتمين والمتخصصين والقراء، كونها تمتاز بعروةٍ وثقى، وتبرز بأساساتها العميقة، والتي تساندها وتؤكدها مختلف الوشائج الأخوية ونمط التفكير المتطابق للدبلوماسيتين الرسمية والشعبية في البلدين الشقيقين.
جاءت مشاركة الأردن في المؤتمر بوصفه عضواً فاعلاً في الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، ولقد سررنا جداً بمطالعة أراء الشخصيات الأردنية والأذربيجانية التي عكست ثبات الترابط بين الدولتين الأذربيجانية والأردنية، وتفوّقها، ذلك أنها تقوم على أسانيد الاحترام المتبادل الكامل، والمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، وتستند على قواعد مبدئية وعقيدية وتاريخية ودينية وإنسانية، يَحرص على تعزيزها والبناء عليها، جلالة الملك عبدالله الثاني، وأخوه الرئيس إلهام علييف. واللافت أيضاً، هو تأكيد مسؤولي البلدين بأن هناك اتصالات ولقاءات متواصلة بينهم، هدفها تعزيز التعاون، وإدامة التنسيق والتشاور، بما يصب في مصلحة القطرين الشقيقين. وانعكاساً لهذا الواقع، فقد جاء في بيان صادر عن المجلس بأن اللقاءات تناولت مجمل العلاقات الثنائية الأردنية الأذربيجانية وأهمية البناء عليها بمختلف المجالات، وبخاصةٍ السياسية والاقتصادية والاستثمارية. وأشار المسؤولين الأردنيين بحضور السفير الأردني في باكو سامي غوشه، إلى أن الطموحات تصل "لمستوى طموحات قيادتي البلدين السياسية". ولهذا يتطلع الطرفان إلى مزيدٍ من تفعيل الاتفاقيات الثنائية، وتوسيع مساحة تبادل المنتجات والسلع، والخدمات، وإقامة الاستثمارات المشتركة والشراكات الاقتصادية" بين الإخوة الذين يرتبطون بتفاهمات لا تحدها أي حدود.
ولهذا، ولرغبة الجانب الأردني بإحراز نجاحات جديدة ومتواصلة، فقد طالب بتوفير الأرضية اللازمة من أجل إنفاذ عديد من المخرجات القابلة للبناء على أرض الواقع، وبيّن بأن الأردن يَحمي المستثمرين، وينتهج سياسة الانفتاح الاقتصادي، ومن خلال تعظيم أجواء السلام الشامل، وهو ما ينسجم مع العنوان الرئيس للمؤتمر الذي جاء تحت عنوان "دعم دور البرلمانات الوطنية في تعزيز السلام العالمي والتنمية المُستدامة"، واعتماد إعلان باكو والنظام الأساسي المتعلق بأساليب عمل الشبكة، مؤكداً أن البرلمان الأردني يبارك أعمال المؤتمر ويدعم كافة العناوين المشتركة وذات الأهتمام المتبادل، والتأكيد على عناوين حرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، ذلك أن الغاية المطلقة التي تأسست من أجلها حركة عدم الانحياز إبّان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من أصقاع العالم، هي تحقيق الاستقلالية الإنسانية وإنسانية الإنسان.
*رئيس اللوبي "العربأذري" الدولي.