الأنباط -
بقلم الصحفي عمر الصمادي
لا أرى ان القصة تكمن بالأشخاص إخوتي الأعزاء أبداً، فنحن جميعا أبناء هذا الوطن ... ولا ولن نزاود على بعضا البعض .
من عايش مشروع منطقة العقبة الاقتصادية ذات الأحكام الخاصة يتذكر انه من حقبة الرئيس الثالث إلى اليوم، كم عدد الشخصيات القيادية التي تقلبت على العقبة من أعلى الهرم القيادي فيها..
ويتذكر ان منهم من ترك موقعه مرغما في الغالب ( إقالة صريحة أو إقالة مغلفة بغطاء الاستقالة لحفظ ماء وجهه ، والحقيقة انه طرد شر طردةِ) ومنهم من ذهب إلى عمان واختار بنفسه ألا يعود إلى العقبة وذلك بفضل الضغط الشعبي غالبا ومرة واحدة لأنه رجل حر مسؤول ( واجه رئيس الوزراء إما ان يحقق مطالب الناس والموظفين ويكون رئيسا بصلاحياته أو يقبل استقالته فكان خيار دولته قبول الاستقالة لان زمن المسؤول الجريء القوي ولى إلى غير رجعة) وهناك مسؤولين لفظهم المجتمع العقباوي، وهناك من قدراته عجزت عن تحقيق بند واحد من رؤية سيدنا أطال الله عمره ولأنه موظف عادي فقد فشل وافشل الجميع بعرواه، ومنهم من إقالته جاءت لسوء أعماله وعجرفته وفوقتيه واعتقاده انه مرسل من رب العباد وما حد بفهم بالعالم غيره ... ومع كل ذلك الإحلال والاستبدال زادت البوصلة انحراف وتعمقت الأخطاء وتراكم الفشل فوق الفشل
.... وفي مقولة شخصية لاحد الرؤساء (الأفذاذ بحق) قال لي بالحرف من خلف طاولة مكتبة مشيرا بيده إلى السجادة الموضوعة في الجلسة المقابلة ( لو رفعت طرف السجادة يا عمر لاكتشفت حجم البلاوي والأوساخ التي أمامي ... اقسم بالله ما أنا عارف من وين ابدأ ولا باي ملف ابلش ) ووضع يده على خده وصفن وما زلت أنا صافنا إلى اليوم كمواطن وكصحفي اعتقد انني كافحت وقاتلت طوال خدمتي من اجل مشروع وطن وليس من اجل التشدق والتسحيج لمسؤول اجرب ...
لذلك أنا شخصيا لست مقتنع بالمطالبة بتغيير الشخوص، وبشكل محدد هذا المجلس الذي احترم شخوصه، ولأن من يطالب بالتغيير سيضع رقاب الكثيرين على مقصلة المحاسبة على ذنوب وجرائم وأخطاء ليس لهم ذنب بها، وسيحمل هذا المجلس أوزار وخطايا فادحة وصارخة ارتكبتها مجالس سابقة بعينها وشخوص بعينهم ، في حقب مأساوية عصيبة سابقة، كانت العقبة الخاصة فيها بكرا ولكنهم حولوها إلى مزرعة خاصة بهم، ساعدهم على ذلك زمرة سحيجة هبيشة كذابين منافقين، حققوا مصالحهم على حساب المواطن والوطن مقابل دريهمات أو وظيفة أو راتب أو منصب لا يستحقونه .
المؤمن قد يخطئ وقد يرتكب الموبقات حتى القتل والزنا وشرب الخمر والسرقة ولكن أي جريمة أهون عند الله من ( النفاق والكذب) وتزييف الحقائق وتلبيس التهم لأي كان لمجرد الفعل .
إرجعوا إلى بدايات دراسات الجدوى لمنظومة الموانئ وهيكلتها وخصخصتها ودراسات المخططات الشمولية لها وآليات التعيين في المواقع المتقدمة وتفصيل المناصب واختراع شركات ومواقع لعيون فلان وعلان خلافا عن أنظمة تسكين الموظفين ... تذكرونها جيدا وتذكرون تلك الاعتصامات.
ستجدون المجرم الحقيقي الذي جعل العقبة بكل أركانها تدفع اليوم نتائج ما اقترفت وتلاعبت به تلك الأيادي القذرة.
أما ان ننقاد للمناداة بمحاسبة مجلس مفوضين أو رئيس شركة التطوير( ما لهم بالقصر إلا من امس العصر ) فهذا ظلم وحرام ..
واقسم اني أعطي رايا مقتنعا به اشد القناعة واقسم ان أحدا ما تأذى بمقدار ما تأذيت أنا من مجالس المفوضين فلست مدافعا عن احد ولن أدافع إلا عن الحق.
ولكن من يوجه البوصلة المجتمعية نحو أشخاص بعينهم، مستغلا هذا الظرف وعواطف الناس فإنني واثق من وجود مئارب شخصية والكثير منها مكشوف ...
لا اغتر أبدا ولا أسير خلف من يزعم انه يدافع عن مصالح الناس وأعماله تثبت العكس ولا بمن تاجر وقايض وباع قضايا موظفين وتلاعب بمصائرهم ليحقق مكاسبه، فهي فرصه ما لاحت الان لينقض هذا البعض للانتقام ممن وقف ويقف في وجه المنافع والتنفيع.
بكفينا ما جرى من بشاعة لوعت قلوب الجميع، ويكفي ان نراهن على العقبة كمدينة احتوتنا منذ عام ١٩٧٣ إلى اليوم فأصبحت مدينة بحجم وطن نتشارك بها ونحن الأولى بالدفاع عنها من كل ثعلب ماكر قناص فرص ماهر متمرس في ركوب الموج .
عندما تلتقي مع الموت إما ان تصمت وتتأمل أخرتك ... وإما ان تلوذ بنفسك في جوف أمراضك وشرر انتقامك