د.تامر المعايطة يكتب:ملف العودة الطوعية لللاجئين السوريين خلال مناقشة "المالية النيابية" لموازنتها انتقادات وتساؤلات نيابية حول سياسة الاستثمار الجامعة الأردنيّةُ" تحتفي بفوزِها بجائزةِ الجامعةِ الرّسميّةِ المتميّزة البطيخي تفوز برئاسة نادي المرأة الرياضي قرارات مجلس الوزراء الأمن العام يوضّح تفاصيل فيديو اعتداء سائق على آخر في العاصمة الدفاع المدني يخمد حريقاً ضخماً بعد 45 ساعة عمل متواصلة. رئيس الوزراء: سنكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 الفنانة ريم السواس تودع العام 2024 باغنية " يا نونا " الزعيم الخالد: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستحضر القادة التاريخيين النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 افتتاح محطة وقود جديدة تابعة لشركة المناصير للزيوت والمحروقات باسم محطة اربد الجنوبي توقيع إتفاقية تعاون تدريبي وأكاديمي بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة البلقاء التطبيقية... حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك الاجتماع الثالث للجنة الوطنية التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتصدير للأعوام (2023 – 2025) المهندس فايز النَّهار رئيساً لهيئة الخدمة والإدارة العامَّة الاحتلال يرتكب 3 مجازر في قطاع غزة جامعة آل البيت تنظم ندوة حول "أهم الدورات التدريبية الهندسية واحتياجات سوق العمل" هيئة الأوراق المالية تشارك في اجتماعات لجنة IOSCO للأسواق الناشئة والنامية GEMC لمناقشة سبل تبني الممارسات الفضلى بالتوعية المالية والمرونة والشمول المالي وتنظيم أسواق الأصول الرقمية وتقرير الاستدامة

خدعة المجتمع المحافظ

خدعة المجتمع المحافظ
الأنباط -

         بلال حسن التل 

 "هذا غريب عن عاداتنا وتقاليدنا",هذه اكثر عبارة يتم تداولها في احاديثنا وكتاباتنا، عندما تقع جريمة بشعة في بلدنا،رددنا هذه العبارة عندما قتلت الطالبة الجامعية نهاية الاسبوع الماضي،ورددناها عندما وقعت جريمة الزرقاء التي تم خلالها التمثيل بشاب وتشويهه،ونرددها عندما يقتل الإبن امه ويقتل اخر اباه،وردنناه عندما قتل زوج زوجته ، و عندما قتل الأب ابنائه ،ورددنها عندما حدث العكس.
   مانفعله عند وقوع كل جريمة في بلدنا هو خداع للذات ،واغماص للعيون عن مستوى التدهور الاخلاقي والقيمي الذي وصل إليه مجتمعنا، وكانت نتيجته كل هذه الجرائم التي نقرأ عنها بصورة شبه يومية،والتي ترسم لها صورة مرعبة التقارير الدورية التي تصدرها مديرية الأمن العام عن عدد الجرائم التي تقع في بلدنا ونوعيتها ،وكل هذا الذي نقرأه ونسمع عنه حول  انتشار الجريمة في بلدنا ،يؤكد ان مقولة "غريب عن تقاليدنا وعاداتنا "،هي مقولة خادعة نخدع بها أنفسنا ،لايوازيها في خداع النفس الا مقولة اننا مجتمع محافظ، وهما عبارتان نستخدمهما للهروب من مواجهة الحقيقة ،فاي مجتمع محافظ هذا الذي تغص سجونه بالمجرمين من قتله وبلطجية وفارضي اتوات،ولصوص ومزورين،وحشاشين ومهربي مخدرات .واي مجتمع محافظ هذا الذي يقع فيه زنا المحارم، وتتحول فيه الاف النساء الى غارمات مطاردات مهددات بالسجن، لأن أزواجهن او اباؤهن دفعوا بهن للاستدانة نيابة عنهم؟؟
    مقتل الطالبة الجامعية داخل حرم الجامعة،فوق انه يؤكد انه لم يعد للكثيرين من ابناء هذا المجتمع محارم يراعون حرمتها،فانه يشكل اكثر من جرس إنذار يقرع مسامعنا ،لننهض من غفوتنا،ولنتوقف عن خداع الذات بمقولة اننا مجتمع محافظ، ولنعترف بحجم التغيرات السلبية التي دخلت على مجتعنا ،وغيرته تغيرا يكاد يكون كاملا، تغير اول ضحياه التكافل والتضامن الاجتماعي الذي كان يربط بين الناس ،قبل ان نعيش هذا الزمن الذي لم يعد فيه الجار يعرف  جاره،ولم يعد فيه القريب يرى قريبه، فتقطعت الأرحام ،وهانت على اهلها،زمن صارت فيه مأتمنا حفلات استقبال  ،وجلسات صفقات ،او مجالس نميمة ، زمن صارت فيه اعراسنا تغص بالرياء الاجتماعي .
  وحتى لا تتحول جريمة قتل الطالبة الجامعية داخل حرم جامعتها الى مجرد رقم في احصائيات الأمن العام ،فان علينا مواجهة ظاهرة الجريمة وارتفاع منسوبها وتنوعها في مجتمعنا،من خلال عمل علمي جاد،وجهد مجتمعي مركز ومنظم ،يقف في وجه الجريمة المنظمة التي تلوح في أفق مجتمعنا ليس فقط من خلال فارضي الأتاوات،بل من خلال ماهو أخطر.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير