الجامعة الأردنيّةُ" تحتفي بفوزِها بجائزةِ الجامعةِ الرّسميّةِ المتميّزة البطيخي تفوز برئاسة نادي المرأة الرياضي قرارات مجلس الوزراء الأمن العام يوضّح تفاصيل فيديو اعتداء سائق على آخر في العاصمة الدفاع المدني يخمد حريقاً ضخماً بعد 45 ساعة عمل متواصلة. رئيس الوزراء: سنكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 الفنانة ريم السواس تودع العام 2024 باغنية " يا نونا " الزعيم الخالد: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستحضر القادة التاريخيين النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 افتتاح محطة وقود جديدة تابعة لشركة المناصير للزيوت والمحروقات باسم محطة اربد الجنوبي توقيع إتفاقية تعاون تدريبي وأكاديمي بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة البلقاء التطبيقية... حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك الاجتماع الثالث للجنة الوطنية التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتصدير للأعوام (2023 – 2025) المهندس فايز النَّهار رئيساً لهيئة الخدمة والإدارة العامَّة الاحتلال يرتكب 3 مجازر في قطاع غزة جامعة آل البيت تنظم ندوة حول "أهم الدورات التدريبية الهندسية واحتياجات سوق العمل" هيئة الأوراق المالية تشارك في اجتماعات لجنة IOSCO للأسواق الناشئة والنامية GEMC لمناقشة سبل تبني الممارسات الفضلى بالتوعية المالية والمرونة والشمول المالي وتنظيم أسواق الأصول الرقمية وتقرير الاستدامة الأسواق الحرة الأردنية تسعى لإعادة تأهيل مراكزها في حدود جابر "مالية النواب" تناقش موازنة وزارة الاستثمار

الصمت الذي أزعج سابع جار

الصمت الذي أزعج سابع جار
الأنباط -
سعيد الصالحي

لا استطيع الادعاء أن لي أذن موسيقية رغم نشأتي على أصوات أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم وتعلمت تمييز الأنغام من خلال ألحان أغانيهم التي ستبقى خالدة كأشعار المتنبي وأمرئ القيس وجرير، فالأذن مع تقدم العمر تمتلك حاسة سادسة أو ربما سابعة وقنوات هوائية إضافية لتمرير الكلمات نحو العقل أو القلب وربما لتمرير بعضها مباشرة نحو أعضاء أخرى في الجسم، فبعض التصريحات أو التعليقات تحملنا نحو الجنة وبعضها كالنشاز تصر على أن تخترق كل حصون الأمل فينا وتذهب بنا إلى قفار قاحلة رغم محاولاتنا لصم الآذان، فهذا النشاز لا تصنع منه طبلة الأذن ايقاعا بقدر ما يؤذيها ويجرح في سطحها فيختلف الايقاع الداخلي ولا تعود باقي أعضاء الجسم سعيدة قادرة عل الرقص على الواحدة ونص.

وأنا قررت منذ مدة أن أنتقد كل صوت لا يعجبني فأنا ما زلت إنسانا يمتلك هذه الحرية، وأنا من فرط شجاعتي سأنتقد أصوات أشباه المطربين ولن ألقي بالا لصوت أشباه المسؤولين، وسأنتقد كل صوت للشعب ولن أنتقد أي أصوات أخرى، وسأنتقد الأصوات الخارجية الباهتة ولن أهتم بأي صوت داخلي وحتى وإن كان صوتي، وسأتفلسف على صوت الناخب في جزر المالديف ولن أنتقد صوت ناخبنا المحلي، فليست كل الأصوات كالأصوات.

فصوتي عندما كنت أقول تعبت وانا طفل صغير كان بكاء يستجلب عطف سابع جار، وعندما كنت أتعب وأنا مراهق كان صوت تعبي صراخا ولعنات وكان سابع جار أيضا يقول "الله يهديه غدا سيكبر" وعندما أصبحت شابا كان صوتي غضبي فلسفة ومقارنات ونظريات من كتابي الوحيد الذي قرأته حتى ذلك الوقت، وكان سابع جار يقول "الله يهديه غدا سيواجه الحياة العملية ويتعلم" وعندما أصبحت رجلا صار غضبي صمتا وكان سابع جار يرمقني كل يوم من بعيد ليتأكد أن التشويش الذي يسمعه كل لحظة هو صمتي والذي أبثه كل يوم على موجة إذاعية يملؤها التردد، فهذه الكلمات لم تعد تقوى على مغادرتي وحتى حين أسمعها في داخلي تكون كالصدى لأن ترددها كبير وموجتها قصيرة وفراغ نفسي وصغر كياني لا يساعداها على الوصول إليه.
 
وأكثر ما يثير الغرابة أننا لا نملك مقياسا موحدا لقياس أثر الكلمات علينا فتارة ما نستلف صفات الاحجام والأطوال والاوزان لوصف الكلمات، وتارة أخرى ندخل إلى منجم موروثنا فنبدأ بتوزيع المعادن والجواهر على بعض الكلمات بدء من الذهب وانتهاء بالزفت والقطران، وعلى الرغم من عظمة لغتنا العربية إلا أنها لم تخترع مقياسا مجتمعيا لأثر الكلمات، لأن الكلمة مرآة الوعي للمتحدث والمستمع وأظن أن لغتنا العربية قد قامت بتصنيف الوعي الفردي والجماعي منذ زمن بعيد.

رحم الله الفنان سمير يزبك الذي لا أعرف كيف كان سيطلب مني هز محرمتي البيضاء على صوته الجميل وأنغام موسيقى الصمت الصاخبة التي ترقصني وتصم قلب وأذني سابع جار؟
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير