مقالات مختارة

د.انور الخفش يكتب : مستقبل الشرق الاوسط وتداعياته على الامن القومي العربي

{clean_title}
الأنباط -
د.انور الخفش يكتب : مستقبل الشرق الاوسط وتداعياته على الامن القومي العربي
                   
د.انور الخفش                            

نفتح  معا افاق لتحليل ورصد واستشراف مستقبل القضايا السياسية المستجدة , تحذير ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن, اعادة عسكرة سيناء في مصر قد تُفجّر الوضع في المستقبل. مطالبا, من الضروري أن تسمع القاهرة من إسرائيل والولايات المتحدة و"القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين أن انتهاكاتها الأمنية تقوّض السلام بين مصر وإسرائيل, مستدركا لما حدث في أوائل أيار ، قتل تنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية سيناء" , 11 جندياً مصرياً وألحق أضراراً بأحد خطوط أنابيب الغاز الطبيعي. وبعيداً عن إظهار قوة تنظيم «الدولة الإسلامية» في شبه الجزيرة الاستراتيجية، كان هذا الهجوم أول حادث كبير منذ ما يقرب من عام  ، بل إن تحويل القاهرة لأموال التنمية الاقتصادية إلى شبه الجزيرة أدى أيضاً إلى توليد شعور بالرضا لدى السكان المستائين من الوضع منذ فترة طويلة , وتشكيل تحالفٌ من رجال قبائل البدو والمدنيين المسلحين والقوات العسكرية المصرية لمواجهه تنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة. في حين، كانت واشنطن ترسل إشارات سيئة تشير إلى أنها لم تعد مهتمة أو تتمتع بالقدرة للحفاظ على الجوانب الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية التي توسطت فيها في كامب ديفيد. ومن الضروري انخراط الولايات المتحدة بقوة لضمان الالتزام بالأحكام الأمنية، والحفاظ على سير عمل "القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين" ، وحماية معاهدة السلام التي تشكل حجر الأساس للاستقرار في المنطقة.
 ان المشهد السياسي العالمي المتغير و المتحول من اداره الصراع السياسي الى استراتيجيه المصالح . والمشهد السياسي العربي يواجه اشكاليه حقيقيه بل وجوديه لتصل مالات هذا السياق الى نتيجه اساسيه يعتبرها المحللون ب (التشاؤم والقلق حول مستقبل الوطن العربي ) . وضع برناردلويس مشروع لوزاره الدفاع الامريكيه الخاص بتفكيك الوحده الدستوريه لمجموعه من الدول العربيه والاسلاميه كاحجار الدينمو و تفتيتها على اساس طائفي وديني من وحي فكر بريجنسكي الذي دعا الى تصحيح حدود ساسبيكو بما يتناسب مع المصالح الامريكيه .
كما رسم تقرير "ميونيخ للأمن”2018، والذي رسم مرحله جديده  تحكم الجغرافيا السياسيه ومعادلات ومعاييرترسم حدود العلاقات الدوليه ، ما تم تظهيره صورة قاتمة عن الأمن العالمي، حيث أشار إلى تصاعد في وتيرة و تنامي التهديدات والصراعات الدولية و” العالم على شفا الهاوية؟ ومصير أوروبا نحوالاعتماد على الذات دفاعياً . وكما حذر كتاب التقرير ، من أن هناك اتجاه في الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الحكومة الجديدة آنذاك للرئيس دونالد ترامب، للتخلي عن دورها في ضمان الأمن الدولي والتزام سياسة أحادية الجانب تركز على الشؤون الأمريكية فقط .
وتوصل تقرير الأمن لهذا العام إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تنسحب من دورها القيادي للعالم. إذ تبدي الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً ضئيلاً ببناء مؤسسات إقليمية أو حتى عالمية لتضع قواعد لتشكيل العلاقات الدولية ، وأصبحت الآن المصالح المشتركة نقاط الاهتمام الوحيدة. ويصحب هذا أيضاً اهتمام أقل بالدبلوماسية بشكل واضح، حيث انخفضت ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية بشكل كبير، مع وجود ارتفاع في النفقات العسكرية. ونقل تقرير الأمن عن خبير السياسة الخارجية الأمريكىة ج. جون اكينبيري قوله إن” أقوى دولة في العالم بدأت بتخريب النظام، الذي وضعته بنفسها”. اما مركز دراسات الأمن القومي إلاسرائيلي  دولتهم حتى الان حققت مزايا استراتيجية وهوامش أمنية ضيقة , الاستنتاج العام الذي أظهرته النقاشات التي دارت في المؤتمر السنوي لثلاث سنواتالاخيره لمعهد دراسات الأمن القومي؛ كان مشابهًا لاستنتاج نفستقدير الموقف ، وهو أن "التوازن الاستراتيجي العام لإسرائيل إيجابي، ويُنظر إلى إسرائيل على أنها قوة إقليمية ذات تفوق عسكري بارز على خصومها وأعدائها".
في الاقتصاد والعلاقات الدوليه , المؤشّر االحاكم و ذا أالاهميّة البالغة بالنسبة للمستقبل الاقتصادي لمختلف البلدان وهو تنشيط الاستثمار في القطاع الاقتصادي. والتركيز أيضًا على أهميّة "التمتع بمستوى تضخّم" قليل ومتناسق" من أجل دعم النمو الاقتصادي. وأهمية أيضًا التمتع بـعملة ثابتة مستقره  على اعتبار أنها عامل إيجابي بالنسبة للنمو الاقتصادي للبلدان المعنيّة بها.
من النادر أن يكون خبراء الأمن متفائلين، كما أنه من النادر أيضاً أن تأتي تقارير الأمن بصورة متفائلة. والأمر ذاته ينطبق على تقرير ميونيخ الجديد للأمن. والذي يحمل إشارة إلى ظهور وتيرة متصاعدة من انعدام الأمن. أنه بات واضحاً بأن العالم قد أصبح بعد الحرب الروسيه الاوكرانيا  أكثر قرباً من حافة الصراعات المسلحة الثقيلة ، "أكثر قرباً"، في إشارة إلى التهديد الخطير والمتنامي لحرب شامله عسكريه اقتصاديه تجاريه سترسم نظام عالمي جديد مختلف بالشكل والمضمون, وادواته ،مع استمرار المواجهه الذي يثيره الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية و والصين وكوريا الشمالية، وكذلك إلى التنافس المتزايد بين السعودية وإيران، فضلاً عن التوترات المتصاعدة باستمرار بين الناتو وروسيا في أوروبا الجغرافيا القلقه . على نحوٍ مماثل, يبقي مشروع التوازن الاقتصادي العربي قيد التشكيل الذي جمع قاده مصر والاردن والعراق,و الذي انتج تفاهمات للتعاون الامني والاقتصادي , مبادره لانطلاق مشروع اقليمي ,والذي يؤمل عليه امريكيا , يشكل احد اهم ركائز السلام والاستقرار في منطقه الشرق الاوسط .
anwar.aak@gmail.com
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )