الأنباط -
أ.د.محمد طالب عبيدات
رمضان مبارك وكل عام وأنتم بألف خير؛ فرمضان شهر الخير والبركة، ونوافذ الخير في رمضان الخير تتزاحم لأن الناس تتطلع لتعظيم الأجر، لكننا بذات الوقت نحتاج لتأطير هذه النوافذ لنُعظّم إستفادة متلقي الخدمة منها قدر الإمكان على سبيل الإستدامة؛ وخصوصاً أننا في زمن كورونا حيث هنالك الكثير من المتعطلين من الناس عن العمل وممن خسروا أعمالهم؛ كما أن أصحاب الحاجة كُثُر؛ لكن المهم أن يتحوّط الناس لوسائل السلامة العامة والصحة:
1. نشعر بالإرتياح والغبطة في رمضان حيث الطمأنينة وروحية العطاء والشعور مع الآخر وتنوّع فعاليات العبادات والروحانيات؛ وحيث أبواب الخير تتنوّع بين طاعات وصدقات مالية وعينية ودعاء وصلة أرحام -التي باتت اليوم مؤقتاً عن بُعد- ودعوات خير وطرود ومبادرات وغيرها؛ والمهم في كل ذلك التأكد من الإلتزام كل الإلتزام بتعليمات الحظر والعزل والتباعد الإجتماعي ولباس الواقيات الصحية.
2. صدقة الفطر وزكاة المال والصدقات الأخرى ربما تتركّز في رمضان والأولى أن تُوزّع على الأكثر حاجة من أيتام وفقراء ومساكين وأرامل ومتعطلين عن العمل نعرفهم ونعرف أحوالهم، وما أكثرهم هذه الأيام كنتيجة لجائحة كورونا وآثارها الإقتصادية والمالية على الجميع؛ وربما لأناس يعرفون أحوال الآخرين من خلال جمعيات موثوق بها وبإدارتها؛ وليس لممتهني طلب المال "الشحّادين" على الإشارات الضوئية أو في الشوارع والذين بالطبع من المفروض أن لا نراهم هذه الأيام بسبب الجائحة.
3. صلة الأرحام -ولو بالهاتف كنتيجة للحظر- بركة توسيع الرزق وإطالة العمر، وليس المهم هنا "عزومة العنايا" التي ربما لن تتم هذا العام للحظر أيضاً أو السهرات الرمضانية ضمن العائلة الواحدة دون تجمّعات؛ ولهذا ستكون كل هذه الفعاليات عن بُعد وكذلك تحسّس الهموم والمشاكل وإسقاط السعادة عليهم.
4. حتى توزيع الطرود ووجبات الخير وتوزيع المياه والتمور على الإشارات الضوئية لن تكون هذا العام بسبب جائحة كورونا؛ وربما تبديل هذه الظاهرة من خلال أذرع أخرى للخير ربما من خلال توزيع المال على الفقراء في محيط المجتمع المحلي للمعارف منهم؛ وأياً كانت طريقة توزيع أطر الخير لكنها تدلّ على أن مجتمعنا ما زال بخير في تضامنه وتكافلة وحُبّه لبعضه، ونحتاج لجمعيات لا لإفراد لترتيب أوضاعها -وإن كان هنالك قصص نجاح لجمعيات ناجحة-.
5. دعوة من القلب لتوزيع الصدقات النقدية في أقرب فرصة ليستفيد منها متلقي الخدمة إبّان رمضان وقبل العيد؛ فأعداد الناس المحتاجة لذلك كُثُر؛ ولهذا كنتيجة لحاجاتهم أعتقد من الأفضل توزيع الصدقات لهم في مطلع شهر رمضان لغايات ترتيب أمورهم المالية.
6. الكلمة الحلوة لا الطعام والشراب والصدقات أساس محبة الناس لبعضهم؛ وحتماً ذلك سيتم من خلال التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية وعن بُعد؛ وحيث أن معظم الناس في بيوتها هذه الأيام كنتيجة لكورونا فليتواصلوا مع بعض لتعزيز الروابط الإجتماعية وصلة الأرحام.
7. نحتاج لمأسسة أعمال الخير في رمضان؛ وضرورة أن تكون روحية العطاء عالية لننال رضا الله تعالى؛ وربما الدفع لصناديق الخير وهمة وطن وصندوق وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية هي الأولى في هذه الأيام.
8. في زمن كورونا رمضان الخير حتماً يختلف عمّا سبق؛ فالعادات الإجتماعية ستتغير؛ وطرق التواصل ستتغير؛ وحتى بعض آليات الخير وأماكن العبادة ونوعية الخير وغيرها؛ كل ذلك بسبب فايروس هدد العالم بأسره.
9. من الواجب علينا أن ندعو ومن القلب لكل أهل الخير من أبناء هذا الوطن ممن يقومون على حماية الوطن وخصوصاً الأجهزة الرسمية من أبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية؛ وممن يجاهدوا على خط الدفاع الأول من الكوادر الطبية والخدمية والتعليمية؛ فتحية إكبار وإجلال للجميع.
بصراحة: أبواب الخير في رمضان متعددة ومعظم الناس تسعى لفعل الخير، ولكننا نحتاج "لمأسسة" أفعال الخير هذه في رمضان بالتحديد وخصوصاً في زمن جائحة كورونا.
صباح رمضان والروحانية والعطاء
وكل عام وأنتم بألف خير وإلى الله أقرب