الأنباط -
ناقش مختصون في الشأن الصحي، أهمية التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص في المجال الطبي وعلى أعلى المستويات للحد من ارتفاع الإصابات المحلية بفيروس كورونا المستجد وتسطيح المنحنى الوبائي، خصوصا في ظل مرحلة الانتشار المجتمعي للوباء.
وأشار هؤلاء خلال حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الإثنين، بعنوان "تحديات القطاع الصحي الخاص خلال الجائحة"، بمشاركة رئيس جمعية المستشفيات الخاصة والمدير العام للمستشفى التخصصي الدكتور فوزي الحموري، ورئيس هيئة مديري مستشفى الإسراء والمدير العام الدكتور نائل زيدان، وادارتها المديرة التنفيذية لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية سلمى الجاعوني، وتم بثها عبر منصة (زووم) وصفحة المؤسسة على (الفيسبوك)، الى ان التعاون والتنسيق بين القطاعين العام والخاص اسهم بالتعامل بشكل جيد نسبيا مع الوباء، مبينين ان الأداء الذي قامت وتقوم به المستشفيات والمختبرات في القطاع الخاص يعد إيجابيا وينسجم مع توجهات الدولة ووزارة الصحة ولجنة الاوبئة.
واستعرض الدكتور الحموري جهود القطاع الخاص الطبي في التعامل مع جائحة كورونا، مشيرا الى أن جمعية المستشفيات الخاصة شاركت ومنذ بداية الجائحة، بفاعلية في جميع اللجان ذات العلاقة في الوباء.
وبين انه تم وضع جميع إمكانيات القطاع الخاص الطبي تحت تصرف وزارة الصحة، لافتا النظر الى جهود القطاع الطبي الخاص في نشر الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع فيروس كورونا من خلال تنظيم العديد من الأنشطة التوعوية والتثقيفية لحماية المجتمع من الفيروس، مثلما نظمت الجمعية برنامجا تدريبيا لكوادر المستشفيات الخاصة لتعزيز قدراتها على الاستجابة للفيروس تحت إشراف نخبة من المتخصصين في هذا المجال. وأوضح أن هناك 425 مصابا بكورونا يعالجون في المستشفيات الخاصة منهم 105 في العناية المركزة، مشيرا الى أن المستشفيات الخاصة تتحمل جزءا لا بأس به من حمل الحكومة. وحول الكلف العالية لمعالجة مرضى كورونا في المستشفيات الخاصة، بين الحموري أن المواطن يجد كلف العلاج عالية في المستشفيات الخاصة مقارنة مع تقديم العلاج مجانا في المستشفيات الحكومية، خاصة في ظل محدودية دخل المواطن الأردني، مشيرا الى أن المواطن هو الذي يختار العلاج في المستشفيات الخاصة وعند دخوله المستشفى يتم إعلامه بالكلف التقريبية للعلاج. وأكد توفر 16500 سرير في جميع القطاعات الطبية في المملكة إضافة الى 2000 جهاز تنفس اصطناعي و1500 غرفة عناية مركزة، وبالتالي ليس لدينا تخوف من عدم توفر ما يلزم لعلاج مرضى كورونا، مشيرا الى أن عدد مرضى كورونا في جميع مستشفيات المملكة في القطاعين العام والخاص يبلغ 2100 مريض فقط. وتطرق الحموري الى تأثر السياحة العلاجية بشكل سلبي بسبب جائحة كورونا، لافتا الى أن السياحة العلاجية تعد ثروة وطنية كبيرة وإيراداتها تشكل نحو 5ر3 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي، ويستفيد منها القطاع الطبي وقطاعات أخرى يصل عددها الى نحو 27 قطاعا.
من جهته تطرق مدير عام مستشفى الإٍسراء الدكتور نائل زيدان الى حجم التحديات التي تواجه قطاع المستشفيات الخاصة، لافتا إلى أن القطاع دخل على جائحة كورونا وهو منهك. وبين ان المستشفيات تجاوبت مع الوضع سريعا ولا بد من أن يكون هناك حالة من الاستنفار، مشيرا الى انخفاض حجم العمل الى مستويات عالية في المستشفيات الخاصة كونها تعتمد بشكل كبير وبنسبة 60 بالمئة على السياحة العلاجية، ما شكل تحديا آخر لاستمرارية عمل المستشفيات.
واشار الى وجود تحديات أخرى كعدم توفر الأجهزة اللازمة للعلاج مثل أجهزة التنفس الاصطناعي وتأخر وصولها من قبل المستوردين وارتفاع أسعارها، إضافة الى عدم توفر مستلزمات الوقاية، كما أشار الى ضعف توفر الاختصاصات الطبية اللازمة.
وقال "رغم ذلك حاولنا الاعتماد على كفاءاتنا المتوفرة وتعويض النقص الموجود، وهذا الوضع غير مثالي مثلما هو في جميع دول العالم التي مرت في هذه الظروف"، لافتا الى انسحاب الكثير من الكوادر والكفاءات التمريضية المدربة للعمل لدى القطاع العام. واكد الدكتور زيدان أن الأردن تعامل منذ البداية مع الجائحة بشفافية، اذ كانت المعلومة صريحة، مبينا انه إذا استمررنا على هذه المصداقية ستجعلنا ننظر الى الامام بوضوح. وقال إن أحد ميزات إدارة الملف في الأردن انه يعتمد على الخبرة العالمية في هذا المجال ومواكبة كل تطورات الوباء في العالم وتطوير برتوكولات العلاج بحسب تطورها عالميا، مؤكدا أن الأردن قادر على مواجهة الوباء.
وكانت الجاعوني أشارت في مداخلاتها الى أهمية الشراكة الفعالة بين القطاعين العام والخاص للمساهمة في تقدم القطاع الطبي اثناء الجائحة وبعدها بهدف تقديم أفضل الخدمات لطالبي الخدمة الطبية من الأردنيين والاشقاء العرب، مؤكدة أهمية التركيز على السياحة العلاجية حيث يتمتع القطاع الطبي الأردني بسمعة إقليمية ودولية ممتازة بسبب قدرة القطاع الطبي على تقديم خدمات متميزة والمستوى المتقدم للأطباء والممرضين والمستشفيات في الأردن.
وأشارت الجاعوني الى إمكانيات الأردن الطبية والذي يعتبر من الدول السباقة بالمنطقة العربية ودول الشرق الأوسط في اعتمادية الجودة وسلامة المرضى، إضافة الى جاهزية المستشفيات والمؤسسات والكوادر الطبية.