وكالات
أثارت مزاعم إحدى الشركات الكورية الجنوبية بالعثور على سفينة حربية روسية غارقة الكثير من الجنون، وسط تكهنات بأن السفينة كانت تحمل كمية هائلة من الذهب حينما غرقت منذ 113 عاماً.
وذكرت مجموعة شينيل ومقرها سول، أن غواصيها قد اكتشفوا حطاماً لسفينة ديمتري دونسكوي التي تبلغ حمولتها 6200 طن، والتي كانت قد غرقت خلال الحرب الروسية اليابانية التي اندلعت فيما بين عامي 1904-1905 بالقرب من سواحل إحدى الجزر الواقعة شرقي كوريا، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 20 يوليو/ تموز 2018.
وتوقعت الشركة أن يكون هناك نحو 200 طن من القضبان والعملات الذهبية التي تبلغ قيمتها 132 مليار دولار على متن السفينة حتى الآن.
ونشرت شركة شينيل صوراً ومقاطع مصورة التقطتها غواصات البحث، والتي أوضحت وجود علامات على مؤخرة السفينة، التي قالت الشركة إن اسمها مكتوب باللغة الروسية، مضيفةً أنها تأمل أن ترفع السفينة من الأعماق البالغة نحو 400 متر خلال شهور.
وذكرت شركات أخرى مزاعم مماثلة، ولكنها لم تتخذ أي خطوات لرفع حطام السفينة. وتم اتهام إحدى تلك الشركات وتدعى دونج آه للتشييد بنشر شائعات زائفة لزيادة أسعار أسهمها وقد أفلست في وقت لاحق.
وبعد إعلان شركة شينيل بشأن السفينة الروسية، ارتفعت أسعار أسهم شركة جيل بنسبة 30% ببورصة كوسداك الكورية الجنوبية. وواصلت الأسهم ارتفاعها التدريجي صباح الأربعاء قبل أن توضح شركة جيل في إحدى إيداعاتها التنظيمية، أن رئيس شركة شينيل سيكون ثاني أكبر مساهم بها، وليس المساهم الأكبر، في حالة إبرام الاتفاق.
وذكرت شركة جيل أيضاً أنه «لا علاقة لها بقضية سفينة الكنز»، لتنخفض أسعار أسهم شركة جيل بنسبة تجاوزت 20% بعد معاملات يوم الخميس الفائت.
وذكرت هيئة الرقابة المالية بكوريا الجنوبية، أنها تراقب عن كثب أنشطة التداول التي تتضمن أسهم شركة جيل ستيل. وأشار أحد المسؤولين بالهيئة أن الأخيرة تتولى المتابعة للكشف عن أي ممارسات احتيالية محتملة تتعلق بتداول أسهم شركة جيل، ومن بينها تشجيع المستثمرين من خلال تقديم معلومات زائفة إليهم.
وأشار المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه إلى قواعد الهيئة: قائلاً «ينبغي أن يتوخى المستثمرون الحذر، لأنه من غير المؤكد أن يكون من الممكن إنقاذ السفينة، وما إذا كانت شركة شينيل ستحظى بملكية الأصول حتى في حالة حصولها على تصريح برفعها من الأعماق».
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن شركة دونج آه للتشييد ذكرت مزاعم مماثلة حول نفس السفينة، ولكنها أخفقت في الوفاء بوعودها وأشهرت إفلاسها، ما أدى إلى تكبد المستثمرين خسائر فادحة.
وقال علماء روس في الماضي، إنه من غير المحتمل أن تضع روسيا الكثير من الذهب على متن سفينة واحدة، وإن نقل تلك الحمولة بالقطار كان أكثر أماناً. مضيفين أنه ربما يكون هناك بعض العملات الذهبية على متن السفينة من أجل سداد رواتب ضباط البحرية الروسية.
ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كانت شركة شينيل ستحصل على موافقة حكومة كوريا الجنوبية على خطط إنقاذ السفينة.
وتتطلب القوانين المحلية التي تستهدف الحفاظ على الأقاليم والممتلكات الوطنية أن تقوم الشركة بإيداع 10% من القيمة التقديرية لحطام السفينة قبل بدء عمليات الإنقاذ.
لكن شركة شينيل رفضت المبلغ الذي ينبغي أن تودعه، وذكرت أنها حددت موقع حطام السفينة ولم تحدد قيمة الكنز الموجود على متنها. وأشارت إلى أن القيمة التقديرية لحطام السفينة تبلغ مليون دولار، واعتزمت إيداع مبلغ 105540 دولار. وذكر المتحدث باسم الشركة بارك سونغ جين أن شركته سوف تقدم التماساً بالحق في إنقاذ حطام السفينة.
وذكر بعض الخبراء أيضاً أنه من غير المحتمل أن تتسع سفينة دونسكوي المدرعة، والتي تحمل على متنها أكثر من 12 قطعة مدفعية و500 بحار ونحو 1600 طن من الفحم، لتستوعب 200 طن من الذهب، بما يعادل ضعف احتياطي الذهب الحالي بالبنك المركزي في كوريا الجنوبية.
وحتى في حالة رفع حطام السفينة والعثور على الكنز، يمكن أن تصبح ملكيته موضع جدل، حيث قال أحد مسؤولي وزارة المالية بكوريا الجنوبية، إن روسيا قد تدعي ملكيتها للسفينة وتطالب بحقوقها.
وتشكك شركة بارك جين في ذلك وقالت إن 80% من الكنوز المحتملة سوف تصبح ملكاً للشركة بينما تذهب النسبة الباقية إلى خزانة حكومة كوريا الجنوبية.