ألم الموقف ووجع المحنة، جعلا التفاصيل حاضرة، وعلى الرغم من قسوتها، فإن الإيمان بقضاء الله وقدره والهبة الإنسانية والتعاطف اللامحدود خففت عن الأسرة الأردنية التي تعرضت لحادث تدهور المركبة التي كانت تقل أسرة أردنية خلال توجهها إلى إمارة دبي، وأسفر عنه وفاة «دانة»، وتعرض بقية أفراد الأسرة وعددهم خمسة بينهم بنتان وولد، إضافة إلى الأم ورب الأسرة لإصابات تراوحت بين الخطيرة والمتوسطة.
«قدر الله وما شاء فعل» عبارة سبقت التفاصيل التي رواها الدكتور أمجد جرار أبو «دانة» التي تم تشييعها في مدينة العين وسط حضور كثيف جداً من قبل أهالي مدينة العين من مواطنين ومقيمين على أرض الدولة، الذين هبوا للصلاة على روحها ومواراتها الثرى، بسبب عدم تمكن ذويها من حضور الجنازة نتيجة للإصابات التي لحقت بهم من جراء الحادث.
وعن اللحظات التي سبقت وقوع الحادث: بينما كانت والدة أبنائي تقود المركبة على سرعة لا تتجاوز 120 كيلومتراً بالساعة، شعرت بألم في الصدر الأمر الذي أفقدها السيطرة على المركبة وانحرفت باتجاه اليمين، وعندما حاولت الإمساك بمقود المركبة، منعني حزام الأمان من الوصول، الأمر الذي أدى إلى خروج المركبة وهي رباعية الدفع عن الطريق إلى جهة اليمين وتعثرها بحفرة الأمر الذي أدى إلى تدهورها.
وأضاف بعد أول تدهور للمركبة كنت في كامل وعي حيث كانت بسيطة وحمدت الله على ذلك، وفوجئت بأن المركبة استمرت في تدهورها لأكثر من مرة وخلالها فُتح باب المركبة الخلفي لتقذف المركبة الطفل محمد وعمره 5 سنوات وشقيقته الصغرى 10 سنوات، وبعد توقفها هبّ أفراد المجتمع لطلب الإسعاف، وأيضاً تطوع الطبيب الذي كان ماراً بالمصادفة وغيرهم من الأفراد الملمين بعمل الإسعافات الأولية لعمل اللازم، إلى حين وصول سيارات الإسعاف والإسعاف الجوي.
وأشار إلى أن زوجته بالرغم من إصابتها بكسر في اليد إلى أنها حاولت مساعدة الطبيب في عمل إنعاش لقلب «دانة»، التي كانت مازالت الأنفاس تتحشرج بداخلها إلا أن قضاء الله وقدره كان قد نفذ.
وعن الوضع الصحي للأسرة التي تواصل علاجها في مستشفى راشد بدبي وذلك أثر الإصابات التي تعرضوا لها نتيجة للحادث، قال إن الطفل محمد والذي تم نقله بالطائرة بسبب وضعه الصحي الحرج، قد استفاق يوم أمس الأول من الغيبوبة، وبدأ يلتفت للأصوات والأشخاص المحيطين به حيث تم إجراء عملية جراحية له بمجرد وصوله للمستشفى وتم نقل 4 وحدات دم له، بينما خرجت يارا وعمرها 13 سنة من العناية المركزة وترقد حاليا في الأقسام العلاجية بالمستشفى لاستكمال علاجها من الإصابات التي تعرضت لها، أما الطفلة بيسان فقد قرر الأطباء لها الخروج من المستشفى إلا أنه مراعاة لظروف الأسرة الموجودة جميعها في المستشفى وعدم وجود شخص قادر على رعايتها، فقد تم تمديد مدة إقامتها بالمستشفى لترافق ذويها بعد تعافيهم.
وأشار إلى أن زوجته مازالت أوضاعها الصحية نوعاً ما غير مستقرة، حيث تعاني إلى جانب الكسر في اليد وضلوع الصدر وكسر بسيط بالوجه، عدم انتظام في ضربات القلب الأمر الذي جعل الأطباء يخضعونها يوم أمس لفحوصات خاصة بالقلب إضافة إلى تقديم العلاج اللازم لها من الكسور.
وأشاد الدكتور جرار بالخدمات الطبية العلاجية الراقية والمتقدمة التي تتلقاها الأسرة في مستشفى راشد بدبي، وسرعة تقديم الإسعافات الأولية والعلاجات اللازمة للأسرة، واهتمام إدارة المستشفى والأطباء والممرضين وجميع العاملين وحرصهم على تقديم الرعاية الطبية والدعم النفسي للعائلة.(الخليج)