البث المباشر
رئيس الوزراء: أبدع النشامى .. دائماً رافعين الرأس الأميرة هيا: نبارك للنشامى بلوغهم نهائي كأس العرب ولي العهد: مبارك للنشامى .. وتبقى السعودية شقيقة عزيزة النشامى يزأرون في ستاد البيت.. الأردن إلى نهائي كأس العرب نمروقة، تتفقد اليوم خدمات القنصلية المقدّمة للجالية الأردنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة. الملك يستقبل وزير الخارجية الصيني ويبحث سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء أورنج الأردن تمنح زبائن خط الخلوي "معاك" وخطوط "الزوار" أشهر مجانية من كريم بلس إطلاق حفل "أرابيلا" الثقافي برعاية مديرية شباب إربد مجلس مفوضي هيئة الاتصالات يزور شركة " كريم " أمنية إحدى شركاتBeyonترعى حفل سفارة مملكة البحرين في عمّان بمناسبة اليوم الوطنيوتعزّز العلاقات الأردنية البحرينية مدافئ الموت … حين تتحول الرقابة إلى شريك صامت في الجريمة "العمل" تبث رسائل توعوية لحث أصحاب العمل على الإلتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية في منشآتهم كنيسة العقبة الأثرية: رسالة التسامح والتعايش بعد سبعة عشر قرنًا رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء جمهورية الهند الذي بدأ زيارة عمل رسمية إلى المملكة إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي/ دائرة التعبئة والجيش الشعبي حين يصير الهامش ملحمة: السخرية كذاكرة للطفولة والفقر ‏وزير الخارجية الصيني : الصين مستعدة للعمل مع السعودية للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب

الأردن واستقرار غزة: قراءة في الجهد الملكي والدور الدبلوماسي الأردني

الأردن واستقرار غزة قراءة في الجهد الملكي والدور الدبلوماسي الأردني
الأنباط -
د. خالد العاص

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، برز الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كصوتٍ عربيٍّ واضحٍ وثابتٍ في الدفاع عن القضية الفلسطينية، رافضًا تحويل الحرب إلى مسار لتصفية سياسية أو فرض وقائع جديدة على الأرض. لقد اتخذ الموقف الأردني طابعًا مبدئيًا متجذرًا في التاريخ الهاشمي، إذ لم يكن الانحياز للفلسطينيين موقفًا عاطفيًا، بل خيارًا استراتيجيًا وطنيًا نابعًا من إدراكٍ عميقٍ بأن استقرار المنطقة بأسرها يبدأ من فلسطين.
منذ الساعات الأولى للحرب، أطلق جلالة الملك تحركًا دبلوماسيًا واسع النطاق شمل الأمم المتحدة والعواصم الغربية والعربية المؤثرة. لم يكن هذا التحرك ردّ فعل آنياً، بل جزءًا من رؤية متكاملة تُصر على أن جوهر الصراع لم يبدأ في السابع من تشرين الأول، بل هو نتيجة عقود من الاحتلال وغياب العدالة الدولية. في جميع خطاباته، شدّد الملك على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم، وأن "لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون عدالة للفلسطينيين".
في السياق ذاته، تحركت الدبلوماسية الأردنية بتناغمٍ كامل مع الرؤية الملكية. فقد لعبت وزارة الخارجية الأردنية دورًا محوريًا في نقل الرواية الفلسطينية إلى المنصات الدولية، وفي صياغة خطابٍ عقلاني يجمع بين الشرعية الدولية والموقف الإنساني. وقد ساهمت هذه الجهود في خلق رأي عام عالمي متعاطف مع المدنيين في غزة، ومُطالب بوقف العدوان ورفع الحصار.
لكن الدور الأردني لم يقتصر على السياسة، بل امتد إلى الميدان الإنساني. فبينما كانت أصوات المدافع تعلو في غزة، كانت طائرات سلاح الجو الأردني تنفذ عمليات إنزال جوي للمساعدات في عمق القطاع، في وقتٍ لم يجرؤ فيه كثيرون على فعل ذلك. كما واصلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إرسال القوافل الإغاثية، ونقل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية عبر الجسر البري، إضافة إلى استمرار عمل المستشفيات الميدانية الأردنية داخل القطاع رغم المخاطر.
هذا التحرك المتكامل -السياسي والإنساني معًا- جعل من الأردن مركز توازن في لحظة فوضى إقليمية. فبينما انقسمت المواقف العربية بين الحذر والتردد، اختار الأردن أن يكون صريحًا في خطابه، وأن يستخدم ثقله الدبلوماسي في واشنطن وأوروبا والعواصم العربية لتثبيت المبدأ: "لا حل عسكريًا للصراع، ولا أمن بدون دولة فلسطينية مستقلة".
لقد أثبتت الأزمة أن جلالة الملك عبدالله الثاني لا يتحرك ضمن حسابات آنية أو شعبوية، بل وفق رؤية استراتيجية تعتبر أن استقرار غزة هو جزء من الأمن الوطني الأردني. فالأردن لا يرى في فلسطين قضية "جيران"، بل قضية تلامس عمقه الجغرافي والسياسي والاجتماعي. ومن هنا فإن جهوده لم تكن مجاملة لأحد، بل دفاعًا عن استقرار الإقليم وعن مستقبل الأردن ذاته.
في المحصلة، يمكن القول إن الموقف الأردني بقيادته الهاشمية جسّد مدرسة في السياسة الخارجية تقوم على ثلاث ركائز: الثبات على المبدأ، التحرك الدبلوماسي الذكي، والبعد الإنساني الفاعل .وبفضل هذا النهج، أصبح صوت الأردن اليوم أحد أكثر الأصوات العربية تأثيرًا في الدفاع عن الفلسطينيين، ليس فقط في ساحات الحرب، بل في معركة الوعي العالمي حول العدالة والحرية.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير