البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

انتهت الحرب.. وبقيت العقلية التبريرية

انتهت الحرب وبقيت العقلية التبريرية
الأنباط -

حاتم النعيمات

وافقت "حماس" على خطة الرئيس ترامب التي يرجّح أنها ستنهي عامين من العدوان على قطاع غزة، وقد ظهر للمرة الأولى إجماع دولي شبه كامل على ضرورة وقف هذه المقتلة التي كشفت عن تناقض العالم، وعن حقيقة مرة مفادها أن مجتمعات حقوق الإنسان نفسها أثبتت أنها تؤمن بمنظومة أخلاق نسبية وليست مطلقة، وهذا أول استخلاص أتمنى أن نعامله كالحقيقة من الآن فصاعدًا.

بكل الأحوال، فلا مفر من وضع ما حدث على طاولة النقاش "دون مجاملة"، بل مراجعته بدقة دون عواطف وانحيازات دفعتنا ثمنًا غاليًا وأوصلتنا والقضية الفلسطينية إلى موقف صعب جدًا.

الاستخلاص الثاني، ويتمثل في أن لدى الجماهير العربية انفعالية مؤذية، فقد تابعنا التفاعل مع مشهد غزة سياسيًا (الجانب الإنساني لا أحد يشكك به)، فمنذ اليوم الأول كان التحليل بالرغبات يسيطر على الفضاء العام، وأسوأ ما كان في هذه التحليلات هو الحديث بالنيابة عن شعب يتعرض لجرائم بشعة من موقع المشاهد الآمن أو المتكسّب البعيد، ناهيك عن الدفع باستمرار حرب غير المتكافئة لمجرد أن هناك "شطط فكري" يجوب غالبية العقول العربية أساسه أن فردًا أو جماعة أو حتى دولة يمكنها مواجهة المنظومة العالمية بالشحن العاطفي والشعبويات!!.

الاستخلاص الثالث ويرتبط بقيمة الإنسان في الذهنية العربية العامة، فالحديث الدائر عن انتصار "حماس" وذكائها في الموافقة على خطة ترامب يثبت أن معظم أصحاب هذا الرأي لا يهتم لسبعين ألف شهيد، ومئات الآلاف من الجرحى ودمار معظم البنية التحتية في القطاع الذي كان يعيش حالة جيدة قبل الحرب بشهادة أهله. هذه الذهنية الأنانية التي أرادت أن ترضي رغبتها بالانتقام (عن بعد بدون تكلفة بطبيعة الحال) هي التي تعتقد أن الحل دائمًا يكون عبر أفراد "مغامرين" منذ بن لادن ولغاية السنوار بغض النظر عن النتائج والعواقب، وبالعداء مع القرار المؤسسي العلمي المدروس.

القصد أن العقلية العربية تحتاج لمراجعة شاملة، لأن منطقتنا لن تحتمل كارثة أخرى من هذا النوع في المستقبل، ولأن دول المنطقة استُنزفت من قبل حركات مغامرين مُأدلجين منذ الثورة الإيرانية، فلا يمكن أن يستوعب أي عقل أن قادة عملية السابع من أكتوبر بدأوا الحرب ليطالبوا بالعودة إلى ما قبلها بعد أيام، ويفاوضون على مبادلة رهائن بأسرى اعتقلت "إسرائيل" ضعفهم بعد بداية الحرب، والمصيبة أن هؤلاء يريدون الاعتداء على المنطق بوصف سلوك حماس بالذكي وأن الحركة انتصرت، رغم أن القطاع ما زال محتلًا لغاية اللحظة، والتهجير شبح لم يزل موجودًا في المشهد الفلسطيني.

باعتقادي أننا أمام مسؤولية كبيرة تتمثل في مواجهة العقلية التبريرية بدلًا من مجاملتها، فلدينا اليوم أجيال تحتاج أن تتعلم الواقعية، لأنها ستقود المرحلة القادمة بطبيعة الحال، منعًا لإعادة إنتاج هذه العقلية والتجهيز لمغامرات جديدة.

في النهاية، أدعوك عزيزي القارئ لمتابعة ما سيحدث بعد انتهاء الحرب لحكومة نتنياهو في "إسرائيل:، وأدعوك أن تتأمل كيف سيتم سحلها سياسيًا رغم أنها -من وجهة نظر من تحكمهم- قد تخلصت من "أعداء" كحزب الله و"حماس" ونظام الأسد، ومع ذلك فإن المراجعة الشاملة ستجرف الجميع وستكون سيدة الموقف هناك، لأن العقل العام الذي يدير المشهد هناك لا يبرر بالعاطفة بل بدراسة ما حدث بموضوعية ليتجنب حدوثه في المستقبل. الفرق واضح للأسف، والقادم مهم إذا استطعنا تفنيد الأخطاء دون مجاملة.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير