البث المباشر
اطروحة دكتوراة حول أثر التحول الرقمي على الميزة التنافسية للشركات الاردنية "مكافحة المخدرات" تلقي القبض على عصابة إقليمية لتهريب المخدرات وتضبط بحوزتهم 270 كف حشيش وسلاحاً نارياً أوتوماتيكياً منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله

الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة: صرخة حق تعانق ضمير العالم

الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة صرخة حق تعانق ضمير العالم
الأنباط -
الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة: صرخة حق تعانق ضمير العالم
د. خالد العاص
منذ اللحظة الأولى التي اعتلى فيها جلالة الملك عبدالله الثاني منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدا واضحًا أن خطابه كان بيانًا استراتيجيًا مكثفًا يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته التاريخية؛ فالقضية الفلسطينية، التي وصفها جلالته بأنها "أقدم صراع مستمر في العالم"، لم تُطرح هنا كملف سياسي فقط، بل كجرح مفتوح يختبر مصداقية النظام الدولي بأسره.
استهل الملك خطابه بعبارة صادمة: "عام آخر... ومرة أخرى أقف لأتحدث عن القضية ذاتها: الصراع في الشرق الأوسط"، ليضع العالم أمام مرآة عجزه المتكرر. فالرسالة لم تكن مجرد وصف للواقع، بل محاكمة سياسية وأخلاقية لفشل الأمم المتحدة في تحويل قراراتها إلى أفعال.
ركز الملك على أن جوهر الأزمة ليس مجرد نزاع حدودي أو ديني، بل احتلال غير قانوني لشعب محروم من إرادته، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وهنا يوجه جلالته نقدًا مباشرًا إلى ازدواجية المعايير الدولية، متسائلًا بحدة: "هل كان العالم سيتعامل باللامبالاة نفسها لو أن زعيمًا عربيًا دعا لاحتلال أراضٍ أجنبية كما تفعل الحكومة الإسرائيلية الحالية"؟
الخطاب حفل بصور إنسانية دامية: آلاف الشهداء، أطفال مبتورون، مجاعة، ومستشفيات مدمرة. لكن هذه الصور لم تُستخدم للبكاء على الأطلال، بل لتأكيد أن استمرار العدوان لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يزرع بذور التطرف وعدم الاستقرار عالميًا. وهنا يظهر بوضوح كيف يوظف الملك البعد الإنساني كرافعة سياسية لإحراج المجتمع الدولي ودفعه للتحرك.
أعاد جلالته التأكيد على أن حل الدولتين ليس خيارًا تفاوضيًا بل ضرورة وجودية: دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب إسرائيل آمنة تعيش بسلام مع جيرانها. واستحضر مبادرة السلام العربية ليؤكد أن العرب "مدوا أيديهم منذ ربع قرن"، لكن الطرف الإسرائيلي ومن خلفه المجتمع الدولي أهدروا هذه الفرصة.
لقد جاءت دلالات الخطاب واضحة: أن الأردن لن يقبل أن تتحول القدس إلى ساحة لتفجير صراع ديني عالمي، وأن استمرار تجاهل الحقوق الفلسطينية لن يجلب سوى المزيد من الفوضى والتطرف، وأن العالم بات أمام لحظة الحقيقة؛ إما الاعتراف بالدولة الفلسطينية كحق غير قابل للتفاوض، أو مواجهة انفجار إقليمي لا يمكن احتواؤه.
ولم يكتفِ الخطاب بالنقد، بل عرض دور الأردن العملي: من الوصاية الهاشمية على المقدسات إلى قيادة الجهد الإنساني في غزة عبر القوات المسلحة والأطقم الطبية. هذا التوازن بين الموقف المبدئي والعمل الميداني يعزز صورة الأردن كدولة مسؤولة وموثوقة إقليميًا ودوليًا.
إن كلمة الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة لم تكن مجرد دفاع عن فلسطين، بل إعادة تعريف للصراع أمام المجتمع الدولي: صراع بين الشرعية والاحتلال، بين العدالة والتغاضي، بين النظام الدولي وشبح انهياره الأخلاقي. لقد كانت صرخة مدروسة تقول للعالم بوضوح: الوقت قد حان، ولا مجال للمماطلة.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير