البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

بعد سلسلة الاعترافات: المعارضة الإسرائيلية تتحرك لما هو أبعد من حكومة نتنياهو.

بعد سلسلة الاعترافات المعارضة الإسرائيلية تتحرك لما هو أبعد من حكومة نتنياهو
الأنباط -

حاتم النعيمات

اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال قبل أيام بالدولة الفلسطينية، وعلى وقع ذلك، انتفضت المعارضة الإسرائيلية ضد نتنياهو لأجل ما وصفته بالخسائر الديبلوماسية الفادحة، التي قد لا تتوقف عند هذا الحد.

الجديد أن المعارضة أعلنت عن خطوة تُظهر رغبتها في تغيير الواقع بشكل جذري لا مجرد منافسة نتنياهو فقد عقد قادة المعارضة من كتل وسطية ويسارية أبرزهم يائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، وغادي إيزنكوت، بالإضافة إلى يائير جولان، كما يُنتظر أن ينضمّ في الاجتماعات المقبلة كل من نفتالي بينيت وبيني غانتس. المجتمعون قرروا إنشاء منتدى دائم يدعى "منتدى قادة الأحزاب" وظيفته تنفيذ مراجعة شاملة لوضع لجنة متخصصة تُعهد إليها مهمة رسم المبادئ الأساسية للحكومات القادمة. وتشمل هذه المبادئ صياغة دستور جديد للدولة، لإعادة التأكيد على الهوية المؤسسية لها، وتدعيم حصانة القضاء التي حاول نتنياهو اختراقها، وتطبيق مبدأ الخدمة الوطنية الشاملة، بحيث لا تُعفى فئات من الخدمة لتحجيم الاستثناءات التي يرى المعارضون أنها تضعف الشعور بالمسؤولية المشتركة من وجهة نظرهم.


لطالما أشار كاتب هذه السطور إلى مراجعات عميقة ستبدأ داخل إسرائيل بعد ما فعله اليمين المتطرف، إذ أصبح واضحًا اليوم وجود عوامل معتبرة دفعت المعارضة للتأسيس لهذه الخطوة، أولًا، الضغوط الداخلية سواء السياسية، والقانونية، والشعبية، فالمواجهات حول الإصلاح القضائي، والنقد الشديد لإدارة الحرب والدبلوماسية، والتفاوت في الحقوق المدنية جميعها بنود خلقت شعورًا بأن هناك حاجة لبديل مؤسسي عابر للحكومات. ثانيًا، شعور المعارضة بأن بقائها في حالة تفرقة يعطي الأكسجين لحكومة نتنياهو التي تتقن استغلال الانقسامات لتحقيق أغلبية ثابتة دون الحاجة لمساومات كبيرة أو تحالفات معقدة.
نجاح هذه التحركات من عدمه ليس هو العنوان، لكنها بالتأكيد تشير إلى أزمة حقيقية داخل إسرائيل أدت إلى استنفار وجودي وليس مجرد تنافس على الحكومة، ومن هنا لا بد أن ندرك أن سلسلة الاعترافات التي كان الأردن رأس الحربة فيها هي التي هزت المشهد السياسي في إسرائيل.

لا أقول إن المعارضة الإسرائيلية ستكون بردًا وسلامًا على الحقوق الفلسطينية، لكني أؤكد أن ذلك مؤشر على أن هناك تيارًا صاعدًا قد يضع السلام وقيام الدولة الفلسطينية على الطاولة (نمط غالب في إسرائيل بعد الحروب والاضطرابات)، ولا أقول إن ما يحدث هو مقدمة لضعف الدولة بل على العكس، هو مؤشر قدرة على التصحيح الذاتي، ويجب ألا ننسى أننا نتعامل مع ذروة التطرف والإجرام المتمثلة في حكومة نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، نعم، لا يوجد أسوأ مما فعلته على مدار العامين الأخيرين.

هذه التغيرات المتوقعة في إسرائيل لا بد من مزامنتها مع تحركات عربية على مستوى دعم الأردن ومصر كدول مهددة بالتهجير، والاستمرار بالتحركات والجولات والمؤتمرات لزيادة عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية، والوصول الفعلي إلى حل الدولتين.


لم تقف ردات الفعل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية عند هذا الحد، إذ دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادة الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر وتركيا على هامش الجمعية العامة الأمم المتحدة في نيويورك، وقد تبدو حركة الاعترافات منفصلة عن دعوة ترامب، لكن التسريبات تقول أن هناك محاولة جدية لاستدراك المشهد من خلال مقاربة أمريكية مع هذه الدول، وهنا علينا أن ندرك أن مصالح هذه الدول مجتمعة وضعت بالجملة على طاولة ترامب، وهذا تغيُّر مهم وله نتائجه على علاقة واشنطن بتل أبيب.

جيد أن نرى مؤشرات على انحسار اليمين في المنطقة سواء اليهودي المتمثل بحكومة نتنياهو، أو السُني المتمثل بحماس، والشيعي المكوَّن من أذرع إيران في المنطقة؛ باختصار، لدى دول وشعوب المنطقة فرصة تاريخية وظروف نادرة لن تعوض رغم المآسي التي حلّت ورغم كل هذا التشاؤم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير