البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

ما الذي أغضب "حماس" من الأردن ومصر؟

ما الذي أغضب حماس من الأردن ومصر
الأنباط -

حاتم النعيمات

تقوم كل من مصر والأردن والسعودية والإمارات بتحركات ديبلوماسية قوية تحت عنوان الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، ومثَّل مؤتمر نيويورك الذي عُقد قبل أيام واحدة من أهم الخطوات في هذا الاتجاه.

بعد المؤتمر، وفي ذروة التعاطف العالمي مع الوضع في غزة، بثت حركة الجهاد الإسلامي - شريك حماس- مقطعًا يُظهر أحد الأسرى الإسرائيليين وتبدو عليه آثار الجوع، في مشهد أثار حفيظة الكثير من الفلسطينيين لشعور بعضهم بأن الحركة تطالب بالغذاء للأسير وتتجاهل مجاعة الملايين.

نشر مثل هذا الڤيديو قد يكون مفيدًا في ميدان التفاوض بين
"إسرائيل" وحكام غزة، لكنه كارثي على أهل القطاع لأنه قد يقلل منسوب التعاطف العالمي ويمنح نتنياهو المزيد من الأعذار للإستمرار بجرائمه.
المؤشر الخطير في الموضوع أن الحركة -على ما يبدو- لم تدرك بعد أن نتنياهو أسقط ورقة حياة الأسرى من حساباته بعد أن أبطل الضغط الداخلي المتولد بسببهم.. تزامن الڤيديو مع انتقادات واسعة من قبل حماس وأذرعها ونشطائها لعمليات الإنزال الجوي التي يقودها الأردن بمشاركة عدد من الدول، ومع دخول عدد أكبر من الشاحنات عند طريق المعابر.
محصلة هذه السلوكات فسر من قبل كثيرين بأن حُكام غزة لا تهمهم حياة السكان، وإلا فلماذا تطول هذه المفاوضات على وقع الجوع والقتل والدمار تحت وطأة حرب من طرف واحد يقودها واحد من أكثر جيوش العالم إجرامًا؟
من قال أن أرواح الأطفال والنساء مجرّد خسائر التكتيكية هو أهم رجل في حماس وهو خالد مشعل، ومن قال أن سكان غزة الذين دفعوا الضرائب لحماس هم مسؤولية الأمم المتحدة هو قيادي بارز يسمى موسى أبو مرزوق.

كامتداد لحالة الأنانية وعدم تقدير الكارثة والنكاية، نفّذ التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وقفات احتجاجية أمام السفارات المصرية والأردنية في العديد من العواصم أهمها تل أبيب وواشنطن ولندن، بالإضافة لحملات إعلامية وتشويه لمواقف الدولتين تضمنت في البداية التشكيك في دخول المساعدات، ثم بعد أن ثبت دخولها بدأ الحديث عن عدم كفايتها، وعندما ازدادت عدد الدول المشاركة في الإنزالات خرج القيادي الحمساوي باسم نعيم وتحدث صراحة عن "مخاطر" الإنزالات!!. نعم، حماس تقول أن الإنزالات تشكل خطرًا على حياة الغزيين(!!). وهذه مفارقة عجيبة، فكيف لمن يُعطل المفاوضات لأجل أمتار وتفاصيل بسيطة أن يتحدث عن خطورة طرود الطعام والدواء على حياة الجوعى والمكلومين.

ما أغضب حماس وحلفائها في القطاع هو أن الحصار والجوع قد طالهم أيضًا، فما تبقى من تنظيمات وقيادات لم تعد تستطيع توفير الغذاء لنفسها كما كان في السابق، وما نتج عن مؤتمر نيويورك يعني أن هناك مساعٍ لمنع وصول المساعدات لهذه التنظيمات، وإجماع دولي بأن حماس لم تعد جزءًا من المعادلة التفاوضية، بالتالي، فإن السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير هي الجهات المستفيدة من الاعترافات القادمة بالدولة الفلسطينية، وهذا بدوره يغضب حماس وحلفائها.

الأردن ومصر دول تساهم اليوم في تغيير الأمور بشكل جذري، وتسعيان بقوة دبلوماسية ضاربة لتحطيم مظلمية نتنياهو الكاذبة وإيقاف عبث حماس في ذات الوقت.
وللتاريخ، فهناك تساؤل يطرح بين تعنُّت حماس في المفاوضات وبين مصالح اليمين الإسرائيلي الحاكم بقيادة نتنياهو، وأقول هذا لأن لا فائدة هنا من البحث في القصدية والنوايا أمام النتائج.

وللتاريخ أيضًا، فلو كان حكام غزة يهتمون لمصير القضية الفلسطينية لابتعدوا كل البعد عن مهاجمة الأردن ومصر خصوصًا بعد رفضهما مشروع التهجير (هدف اليمين الإسرائيلي الأسمى)، بل كان يفترض بهم مواقف هاتين الدولتين أكثر إذا كانوا يهتمون لحياة الناس ومصير القضية الفلسطينية، لكن ما يحدث هو العكس، إذا يُطالب الأردن بكسر الحصار رغم أنه يقود عملية إيصال المساعدات، وتطالب مصر بفتح المعبر رغم أنه مفتوح من جانبها.

الطامة الكبرى أن التنظيم الدولي للإخوان حرّك فرعه في "إسرائيل" للاعتصام أمام السفارة المصرية في تل أبيب بالقرب من المؤسسات الحكومية الإسرائيلية التي تقوم فعلًا بالجريمة، وحدث ذلك أيضًا أمام سفارتي الدولتين في واشنطن التي تحوي أيضًا المؤسسات الحكومية الأمريكية الداعمة لإسرائيل!

هناك محاولة مفضوحة من حماس والتنظيم الدولي لاستغلال الكارثة الإنسانية لإضعاف مواقف الأردن ومصر، ولخلق فوضى في هاتين الدولتين، مع العلم المسبق أن الفوضى في الأردن ومصر تعني البدء الحقيقي بمشروع التهجير من الضفة الغربية إلى الأردن ومن غزة إلى مصر، مع أن هناك دولًا مثل إيران وتركيا كان لها دورٌ كبيرٌ في الكارثة. لذلك كله، فنحن مطالبون اليوم باجتثاث الفكر المليشياوي المتخادم مع المشاريع الخارجية مهما كلف الأمر.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير