البث المباشر
"مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة مديرية الأمن العام تطلق خدمة “التدقيق الأمني للمركبات” عبر الرقم الموحد "117111"

الأردنيون أمام فرصة تاريخية

الأردنيون أمام فرصة تاريخية
الأنباط -

حاتم النعيمات

أؤمن أن الأردن يعيش اليوم واحدة من أهم وأدق مراحله؛ فالخصوم الذين شاغلوا الدولة طوال عقود لم يعد معظمهم موجودًا، وهم : أولًا، القومية البعثية وبالأخص الجناح السوري منها والعراقي الذي سبق حقبة صدام حسين، وهذا الخصم واجه الأردن لعقود بدعم مليشيات وبروباغندا ضده، وقد انتهت بسقوط النظامين العراقي والسوري. ثانيًا، القومية الناصرية التي وجّهت كل إمكانياتها المادية والإعلامية لإسقاط الأردن من خلال الإعلام ودعم التيارات والفصائل المعادية له، والتي أطلقت عليها رصاصة الرحمة بعد نشر تسريبات تعود لعام 1970 يُعبِّر فيها عبد الناصر عن انفتاحه على الاعتراف بإسرائيل كجزء من مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار، ولا ننسى تأكيده الذي جاء في الجزء غير المنشور بكثرة من خطاب التنحي على بسالة الجيش الأردني في معركة حرب 1967 رغم ما قاده من تشكيك علني ضد القيادة الأردنية. وأخيرًا سقوط مشروع جماعة الإخوان المسلمين وتوابعه ومن كان يعتاش عليه من الفصائل في الأردن. كل هؤلاء خارج حسبة المنطقة اليوم.

أما "إسرائيل"، العدو الصريح والذريعة التي استخدمها الخصوم، فهي تقف اليوم أمام استحقاقات مراجعة داخلية وتواجه تحديات ما بعد الحرب، وهزات واضحة في علاقاتها مع واشنطن، وهذا بتصوري على المدى المتوسط والبعيد قد يعيدها إلى الجلوس على طاولة المفاوضات رغمًا عنها، خصوصًا أن اللوبي العربي في دوائر صنع القرار الأمريكية أصبح أكثر حضورًا من خلال نجاحات الدبلوماسية الأردنية والمصرية وتنامي القوة الاقتصادية الاستثمارية الخليجية هناك.

مهمة إزالة التكلُّسات السياسية والفكرية والثقافية التي تركها هؤلاء الخصوم شاقة جدًا وتحتاج لاستنفار من الدولة بسياساتها ومن قادة الرأي الأردنيين والمثقفين ومن الجميع، فنحن في سباق مع الزمن قبل أن تعود ظروف هذه المنطقة المتقلبة لفرض ما يصعّب إتمام وتعزيز بناء الحالة الوطنية الأردنية.

ولنتذكر أننا أضعنا فرصة مشابهة بعيد تأسيس الدولة الأردنية الحديثة، حيث كنا من أوائل الشعوب التي أسست دولتها في المنطقة، وكان لدينا تيار وطني مُعتبر نَظّم العديد من المؤتمرات الوطنية المهمة؛ مثل مؤتمر أم قيس والسلط وسلسلة المؤتمرات الوطنية في مقهى حمدان وغيرها، ناهيك عن تجليات الثورة العربية الكبرى وثورة الكرك وما سبقهما من الثورات الصغرى ضد الاحتلال العثماني. إذن كان لدينا حركة وطنية نقية قبل صعود النماذج الإسلامية والقومية كبديل بعد سقوط الدولة العثمانية، ومع ذلك لم يكتمل المشروع وسرعان ما سلمنا راياتنا الوطنية خصوصًا بعد احتلال فلسطين عام 1948 وبقيت الوطنية الأردنية تمارس الإيثار على نفسها لصالح الآخرين إلى يومنا هذا.

لا أبالغ عندما أقول أننا أمام فرصة تاريخية لاستعادة ما خسرناه على صعيد هويتنا الوطنية الأردنية في جميع جوانبها السياسية والاجتماعية، ووجود هذه الفرصة يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة في مجالات التنشئة والإعلام وخلق نقاشات عامة مع أتباع روايات العداء والتخوين الذي ما زال بعضهم يمارس ذات الخطاب الخشبي القديم، لذلك فنحن جميعًا مطالبون اليوم بالاستئناس بالتاريخ كعبرة، وبفهم الحاضر وشكل المنطقة الجديد، وبالعمل للمستقبل والبناء كي لا نخسر ذاتنا الوطنية مرة أخرى.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير