البث المباشر
الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني اللواء المعايطة يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، ويؤكد على تكامل الأدوار بين المؤسسات الوطنية شكر على التعازي عشائر العجارمة عامة… وعشيرة العقيل خاصة بحث تعزيز التعاون الأكاديمي بين جامعتي عمّان الأهلية وفلسطين الأهلية رئيس عمّان الأهلية يُكرّم الطلبة الفائزين في مسابقات وطنية جاهة ابو عوض والقاسم .. دودين طلب وأبوالبصل أعطى البيت العربي في مدرسة الروم الكاثوليك احتفاء بيوم اللغة العربية

هل راجع الإسلاميون في الأردن التجارب العربية أم كرّروها؟

هل راجع الإسلاميون في الأردن التجارب العربية أم كرّروها
الأنباط -

أحمد الضرابعة

في أكثر من بلد عربي، تمكنت حركات الإسلام السياسي من الوصول إلى مراكز صنع القرار عن طريق العمليات الديمقراطية وقدم كل منها تجربته الخاصة، ولكنها تعثّرت في نهاية المطاف.

عديدةٌ هي أسباب تعثّرها، إلا أنه يمكن تلخيصها في الفجوة الكبيرة بين الخطاب المثالي الذي قدمته وتعقيدات الواقع السياسي، إلى جانب صدمتها في الانتقال من شوارع المعارضة السطحية التي تُدرُّ لها الشعبوية إلى مقاعد الحكم الذي يتطلب الالتزام بنهج الواقعية السياسية في إدارة الدولة وما يشمله من تحالفات وتنازلات، وتوازنات دقيقة بين المصالح المحلية والدولية، والموائمة بين متطلبات الحكم ومطالب القواعد الشعبيه. إضافة إلى عجزها عن التوقف عن الثرثرة السياسية والتركيز على إعداد برامج وطنية تعالج مشكلات الدولة والمجتمع وتقدم حلولاً قابلة للتنفيذ، فقد نقل مسؤول قطري كبير عن نظيره الأميركي انتقاداً لاذعاً للإسلاميين في مصر أثناء فترة حكمهم بعد الاستماع إلى رؤيتهم الاقتصادية، حيث نقل عنه قوله: "إنهم لا يصلحون لإدارة دكان، وليس دولة"، وهذا مثال عملي على فشلهم في تحويل شعاراتهم إلى برامج مفصلة قابلة للتطبيق.

كما إن بعضها سعى عند وصوله للسلطة إلى تديين الدساتير والسياسة بكل فجاجة دون الحرص على شرعنة ذلك أو صياغة عقد اجتماعي جديد يتيح القيام به.
وفي خارج مظلة الحكم، فإن حركات الإسلام السياسي واصلت تقديم خطاب وحراك احتجاجي غير منتج ولا يقدم بدائل واقعية أو برامج إصلاحية. وكذلك فإنها سعت لتأسيس مجتمعات مغلقة مفصولة عن المجتمع الوطني العام، وهذا أنتج حالة من الشعور بالفوقية والاستعلاء الفكري والأخلاقي لدى الإسلاميين تجاه غيرهم من المواطنين، حيث فرضت أوهام احتكار الحقائق السياسية والدينية ذاتها على مخيلة كل من ينتمي إلى هذه الحركات

كانت تجارب حركات الإسلام السياسي على اختلافها واضحة وجلية أمام جماعة الإخوان المسلمين في الأردن قبل حلّها، وكان من المفترض أن تستفيد منها لا أن تتجاهل دروسها. فقد أثبتت تلك التجارب أن التمسك الصارم بالالتزامات الأيديولوجية والتنظيمية دون مراجعة أو تجديد يؤدي للعجز عن تقديم نموذج سياسي يوازن بين المرجعية الفكرية ومتطلبات الدولة الحديثة. أما بالنسبة لحزب جبهة العمل الإسلامي، فإنه يواجه مأزقاً وجودياً متصاعداً له أبعاده السياسية والقانونية، وهو يقترب من الانضمام بشكل نهائي لقائمة التجارب الفاشلة لحركات الإسلام السياسي بسبب إصراره على الهروب من التحديات التي يواجهها إلى الأمام، وبالتالي فإنه ما لم يقطع علاقته بوضوح مع التنظيم المحظور، ويعيد صياغة أفكاره وخطابه وأدواته بما يتناسب مع أولويات الدولة والمجتمع، فإنه لن يتحرر من أعباء الماضي ولن يظل حضوره السياسي قابلاً للاستمرار، ووحده الوقت ما سيبرهن على ذلك
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير