البث المباشر
سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد لماذا لا يكون الأردن منصة انطلاق الشركات الهندية للإقليم؟ الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام أجواء باردة في أغلب المناطق الأرصاد: أجواء باردة وتحذيرات من الصقيع والضباب صباح الجمعة قرار ضد ملكة جمال مصر سلامي: ولي العهد أبلغني أن الملك سيمنحني الجنسية الأردنية رغم التحذيرات .. الدفاع المدني يتعامل مع إصابات بالاختناق بسبب (الشموسة) رئيس الوزراء: النشامى صنعوا أجمل نهائي عربي الأرصاد : أجواء باردة تسود المملكة وتحذيرات صباح الجمعة نهائي لوسيل الأردن لم يسقط والمغرب لم يسرق المجد البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملك يشيد بأداء المنتخب الوطني وجمهوره الوفي وصافة لا تُختصر بالنتيجة.. النشامى يكتبون نهائيًا تاريخيًا و المغرب يتوج بلقب كأس العرب 2025 ولي العهد والاميرة رجوة يتابعان مباراة النشامى في ستاد لوسيل العيسوي ينقل تعازي الملك وولي العهد إلى عشائر الشبول والرشدان والخلايلة والسعايدة والبقور العيسوي: الأردن يمضي بثقة بقيادته الهاشمية ومسارات التحديث ركيزة قوة الدولة أسبوع للاستدامة في العاصمة ابو ظبي الإمارتيه في يناير المقبل . "سيتي العالمية" تختار لجنة الإنقاذ الدولية في الأردن ضمن تحدي الابتكار العالمي وزير التربية: المحافظة على اللغة العربية مسؤولية مشتركة

بين الدولة والهوية: قراءة في التجربة العربية

بين الدولة والهوية قراءة في التجربة العربية
الأنباط -

أحمد الضرابعة

في كتابه "فلاحو سورية والشرق الأدنى"، يقول المستشرق جاك ولرس: "إذا سألت فلاحًا من الجزيرة أو المناطق الشرقية من لبنان، أو من عجلون، من يكون؟ يجيبك بأنه من هذه القبيلة أو تلك، أو من هذه القضية أو تلك، ويجيبك بأنه مسلم أو أرثوذكسي أو درزي . . . لكن لا يجيبك أبدًا وبعفوية بأنه عراقي أو سوري أو أردني"

لم تظهر أزمة الهويات في العالم العربي بشكل مفاجئ، بل كان لها جذورها التاريخية التي استمرت بالنمو رغم كل التحولات السياسية التي طرأت على المنطقة، ولكن مع سقوط الحكم العثماني وبدء عصر الدولة الوطنية الحديثة الذي كان العرب آخر الأمم اندماجًا فيه، تحولت الكيانات الاجتماعية إلى فواعل موضوعية مستغلة المراحل الانتقالية الفاصلة، حيث بدأت الهويات الفرعية - القبلية - الطائفية - العرقية - المناطقية تلقي بظلالها على الخطاب السياسي أو الاجتماعي، لا بوصفها مكونات طبيعية تعتبر أجزاءً من الكل الوطني، وإنما كأدوات تفاوض وممانعة أمام مشروع الدولة الذي كان هشًا في بدايته، وما إن قوي واشتد عوده حتى انهار أو تراجع لاحقًا في أكثر من بلد عربي لكل منه تجربته الخاصة في هذا السياق، الأمر الذي أعاد تكرار ما حدث في بدايات القرن الماضي عندما بدأت النخب السياسية والثقافية العربية العمل على تأسيس كيانات سياسية وطنية للالتحاق بالشعوب والأمم التي فرضت حضورها في النظام الدولي. لكن المفارقة الكبرى أن هذه النخب ذاتها لم تجمع على تعريف محدد لمفهوم الدولة الوطنية وما ينضوي تحته، فظلت الهوية أداة تعبئة وتحشيد لكل تيار يحاول فرض تعريفه الخاص لهذا المفهوم. وفي ظل هذا التنازع على مفهوم الدولة الوطنية، فإن هذه الأخيرة ولدت وهي تحمل في طياتها بذور النزاع التي كانت تنمو ثم تذبل ثم تنمو بقوة بعناية خاصة من القوى الإقليمية والدولية التي تبيع الأقليات وهم الحماية داخل مجتمعاتها المحلية مقابل الولاء السياسي أو الأيديولوجي لها، وهو ما أنتج حالة من الشذود الوطني كنتاج تراكمي لفشل السلطات الرسمية في بناء أرضية مشتركة يمكن لجميع المكونات الوقوف عليها دون الإحساس بالخطر، وهو ما أدى لقبول بعض هذه المكونات بالتبعية لكيانات سياسية خلف الحدود للشعور بالأمن.

بعد مرور أول قرن على انتظام العرب في كيانات سياسية حديثة (دول)، ما زال الانتماء إلى القبيلة أو المذهب يتفوّق على الانتماء للدولة. هذه الإشكالية يحيل المستشرق ولرس أسبابها إلى أن صيرورة تشكّل الدولة المعاصرة في أصلها غربية، وأن العرب في اقتباس هذه الصيرورة فشلوا في خلق اندماج بين الأرض والأمة والهيئة السياسية كما حدث في الغرب.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير