البث المباشر
الملك يستقبل وزير الخارجية الصيني ويبحث سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء أورنج الأردن تمنح زبائن خط الخلوي "معاك" وخطوط "الزوار" أشهر مجانية من كريم بلس إطلاق حفل "أرابيلا" الثقافي برعاية مديرية شباب إربد مجلس مفوضي هيئة الاتصالات يزور شركة " كريم " أمنية إحدى شركاتBeyonترعى حفل سفارة مملكة البحرين في عمّان بمناسبة اليوم الوطنيوتعزّز العلاقات الأردنية البحرينية مدافئ الموت … حين تتحول الرقابة إلى شريك صامت في الجريمة "العمل" تبث رسائل توعوية لحث أصحاب العمل على الإلتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية في منشآتهم كنيسة العقبة الأثرية: رسالة التسامح والتعايش بعد سبعة عشر قرنًا رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء جمهورية الهند الذي بدأ زيارة عمل رسمية إلى المملكة إعلان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي/ دائرة التعبئة والجيش الشعبي حين يصير الهامش ملحمة: السخرية كذاكرة للطفولة والفقر ‏وزير الخارجية الصيني : الصين مستعدة للعمل مع السعودية للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم وفد كلية دفاع سلطنة عمان يزور مجلس النواب تجارة عمان تنظم لقاء تجاريا مع وفد من مقاطعة شاندونغ الصينية البنك الإسلامي الأردني يشارك بتكريم خريجي صندوق الأمان لمستقبل الأيتام منتدى التواصل الحكومي يستضيف وزير العمل الثلاثاء وزير العمل يلتقي وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول المصرية 87.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية

هل انتهى الصراع الإسرائيلي الأمريكي – الإيراني؟ أم أنه دخل مرحلة الصمت الخادع؟

هل انتهى الصراع الإسرائيلي الأمريكي – الإيراني أم أنه دخل مرحلة الصمت الخادع
الأنباط -

محمد علي الزعبي

قد يُخدع البعض بالهدوء النسبي في الجبهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد توقف الضربات المتبادلة التي بلغت ذروتها خلال الشهور الأولى من عام 2024 وفي عام ٢٠٢٥ ،لكن هذا الهدوء لا يعني نهاية الصراع، بل يدل على تحوّل خفي في أدواته ومساراته، وإعادة تموضع في موازين التأثير الإقليمي والدولي. فالصراع بين الجانبين لم يكن يومًا تقليديًا، ولم يكن محصورًا بجبهة أو مساحة جغرافية بعينها، بل كان دائمًا صراعًا مركّبًا في مستوياته: أيديولوجي، استخباراتي، أمني، ونفَس طويل في معركة النفوذ. وما نشهده اليوم هو انتقال محسوب من الجبهة العسكرية الصاخبة إلى معركة من نوع آخر، أخطر وأعمق، تستهدف الداخل الإيراني ذاته.

اللافت في هذه المرحلة أن دولًا عظمى بدأت تتبنى خططًا جديدة تستهدف الداخل الإيراني، لا من خلال القصف أو الحرب، بل من خلال زعزعة الأمن الداخلي، وإعادة هيكلة الجبهة الداخلية، عبر إثارة الاحتجاجات، وتحريك الملفات الاجتماعية والعرقية المؤجلة، والتسلل إلى الشقوق القائمة داخل المجتمع الإيراني. فالصراع الذي كان عسكريًا بات الآن يُدار بصمت من خلال أدوات ناعمة: إعلامية، استخباراتية، تقنية، وشبكات تأثير خفيّة. يتم العمل على بناء منظومات إعلامية ومجتمعية معارضة، وإعادة إنتاج تيارات مناهضة للنظام، وتقديم رموز منفية كمشاريع بديلة، أبرزها رضا بهلوي، نجل الشاه السابق، الذي يتم تسويقه مجددًا كخيار مدني معتدل قادر على قيادة مرحلة انتقالية نحو نموذج "إيران ما بعد الثورة".

لم تعد الحرب تُدار من الحدود، بل تُخاض في ساحات العقل الجمعي، في الأحياء والمدارس والأسواق، عبر سرديات متقنة ومنصات عابرة للرقابة، تستهدف فئة الشباب بشكل خاص، وتزرع فيهم مشاعر الرفض والانفصال والتشكيك بالثوابت. الخطاب الجديد الذي تدفع به بعض العواصم الكبرى يتجه نحو تفكيك البنية الفكرية والسياسية الإيرانية من الداخل، دون الحاجة إلى ضربة واحدة، بل عبر موجات ضغط هادئة ومستمرة.

في هذا السياق، فإن إعادة طرح فكرة "الملكية الدستورية" ليست تفصيلًا عابرًا، بل جزء من محاولة غربية لرسم نموذج حكم يتماشى مع مصالحها في منطقة تزداد اضطرابًا. لكن هذه الرهانات، رغم كثافة الدفع خلفها، تبقى محفوفة بالمخاطر، فإيران بتاريخها وتراكم وعيها السياسي ليست بيئة يسهل اختراقها بمشاريع مستوردة، والشارع الإيراني، رغم سخطه المتصاعد، لا يزال منقسمًا تجاه من هم في الخارج، وحذرًا من التجارب التي صنعتها قوى خارجية في المنطقة وانتهت إلى الفوضى أو التفكك.

ما يجري الآن ليس نهاية الصراع، بل هو انزلاق محسوب إلى حرب من نوع آخر، لا تُخاض بالسلاح، بل بالوعي والمعلومة والاضطراب المجتمعي. إنها معركة إعادة تشكيل إيران من الداخل، بأدوات هادئة لكنها شديدة الفاعلية. القصف استُبدل بالمحتوى، والطائرات استُبدلت بمنصات التواصل، والغزو المباشر تحوّل إلى غزو فكري وقيمي منظم.

من يظن أن الصراع الإيراني الإسرائيلي قد طُوي، لم يقرأ المشهد جيدًا. الصراع لا يزال قائمًا، لكنه الآن يكتب فصله الأخطر، حيث تُرسم ملامح المنطقة لا على الورق، بل من تحت الطاولة، وفي عمق المجتمعات المستهدفة نفسها.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير