أورنج الأردن ترعى قمة GWTS 2025 دعماً للشمول المالي وتمكين المرأة في التكنولوجياً مطار الملكة علياء يرحب بشركة الطيران الاقتصادية "سن أكسبرس" مندوبا عن الملك وزير التربية يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية فرسان التغيير توقع اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة السهم التقني لتصميم وتسويق قمة الابتكار والتكنولوجيا للشباب العربي 2025 وزير العمل: الأردن تبنى سياسة الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج لتحقيق بيئة عمل آمنة العمل: تمديد الإعفاءات للعمالة السورية حتى 30 حزيران 2025 وزير المياه يبحث مع مدير عام منظمة الفاو مواجهة تحديات الامن المائي والغذائي في المنطقة الدفاع المدني يتعامل مع 1485 حادثاً متنوعاً خلال 24 ساعة "الضمان الاجتماعي" تُطلق سياسة حظر التدخين في مبانيها وفروعها بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 الرواشدة يفتتح قاعة "الاستقلال" في محطة الخالدية للدراسات الملحية العيسوي: القيادة الهاشمية درع الوطن وحكمة الملك تقود الأردن بثبات نحو مستقبل أفضل رئيس هيئة الأركان المشتركة يستقبل قائد العمليات الخاصة الفرنسية الملك يغادر إلى إسبانيا في مستهل جولة عمل أوروبية الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع سلطان عُمان بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى رئيس الوزراء يستقبل المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة " الفاو" رئيس هيئة الأركان المشتركة يكرم أوائل بطولة سباق اختراق الضاحية 2025 الملك يستقبل وفد منظمة "الفاو" ويتسلم ميدالية أجريكولا العقيد الركن بشار ياسين العوامله مبارك الترفيع بين النفقة و"حق الرؤية": أطفال الطلاق...فاتورة صامتة تدفعها البراءة والأطفال أداة صراعٍ مستمر المقدم القاضي علي محمد سليمان الشوابكه الف مبروك درجة الماجستير

نماذج أعمال جديدة في الاقتصاد الذكي

نماذج أعمال جديدة في الاقتصاد الذكي
الأنباط -
حسام الحوراني خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
في زحام العالم المتغير، حيث تتساقط النماذج التقليدية كما تتساقط أوراق الخريف، ينهض جيل جديد من الأفكار الاقتصادية، يلبس ثوب الذكاء، ويتنفس رقميًا، ويزدهر في بيئة لا يعترف فيها الزمن بالبطء ولا السوق بالثبات. هذا هو الاقتصاد الذكي، العصر الذي يُعيد تعريف مفاهيم العمل، والقيمة، والإنتاج، والثروة، ويقلب قواعد السوق رأسًا على عقب. إنه ليس مجرد تطور طبيعي للرأسمالية، بل قفزة جريئة نحو نماذج أعمال تتحدى المنطق القديم، وتفتح نوافذ لفرص لم يكن ليتخيلها أحد قبل عقدين فقط.
في الاقتصاد الذكي، لا تعود القيمة محصورة في المنتج بحد ذاته، بل في التجربة، في البيانات، في القدرة على التخصيص الفوري والتفاعل اللحظي. وهنا تبدأ نماذج الأعمال الجديدة في الظهور، كأنها كائنات متطورة نجت من تسونامي التحول الرقمي. من أبرز هذه النماذج، اقتصاد المنصات، حيث لا تملك الشركة شيئًا مما تبيعه، لكنها تملك القدرة على الربط بين الطلب والعرض بكفاءة لا تضاهيها شركات التصنيع العملاقة. أمازون لا تملك كل البضائع، لكنها تملك الخوارزمية التي تعرف متى وأين ومَن يريد ماذا. أوبر لا تملك السيارات، لكنها تملك نموذجًا رياضيًا يحوّل الزمن والمكان إلى نقود. في هذا النموذج، البيانات هي البضاعة، والخوارزميات هي اليد الخفية للسوق.
وفي قلب هذا التغيير، يظهر نموذج الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي، حيث يُعاد رسم العلاقة بين الإنسان والآلة. الشركات الناشئة اليوم تبني أعمالها من الصفر على قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلّم، والتنبؤ، والتفاعل مع العملاء. هناك مصممون يبيعون تصاميمهم عبر منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي في اختيار اتجاهات الموضة. وهناك مؤسسات صحية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم استشارات طبية مخصصة، تبني نماذج أعمالها على الاشتراكات الرقمية، وتُحسّن من خدمتها كلما زادت قاعدة بياناتها. إنها نماذج لا تكبر فقط بالحجم، بل بالذكاء.
ونجد أيضًا نموذج "الاقتصاد اللانهائي"، حيث لا يُباع المنتج مرة واحدة، بل يتحول إلى خدمة مستمرة، تدفع مقابلها اشتراكًا شهريًا لتحصل على تحديثات، تجارب، ومحتوى لا ينتهي. من الموسيقى إلى البرامج إلى التعليم، أصبح كل شيء يُباع كخدمة. لا تملك البرنامج، بل تستخدمه. لا تشتري الكتاب، بل تستمع له. هذا النموذج يخلق دخلًا متكررًا مستدامًا، ويبني علاقة طويلة الأمد بين الشركة والمستهلك، تُغذّيها البيانات، وتُعمّقها التجربة.
أما في المدن الذكية، فتنبثق نماذج أعمال جديدة تتكامل فيها الخدمات العامة والخاصة مع الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. الشركات التي تدير المواقف الذكية، أو الطاقة المُدارة بالخوارزميات، أو النقل التشاركي المتصل بشبكات المدن، لم تكن لتوجد في الاقتصاد التقليدي. هي شركات تنمو في فضاء ذكي، تُسهم في تحسين جودة الحياة، وتبني اقتصادات محلية مرنة ومستجيبة للواقع.
ومع صعود العملات الرقمية، يظهر نموذج الأعمال اللامركزي، حيث تختفي الوساطة، وتظهر القيمة مباشرة بين الأطراف. المشاريع الناشئة تُموَّل الآن عبر تقنيات التمويل الجماعي المعزز بالبلوك تشين، والعملات المشفرة تُستخدم لدفع أجور العاملين المستقلين عبر الحدود، والملكيات الرقمية تخلق اقتصادًا جديدًا للثقافة، والفن، والمحتوى.
لكنّ ما يُميز كل هذه النماذج ليس التقنية فحسب، بل الفلسفة التي تقف خلفها. إنها فلسفة تتحدى فكرة المركزية، وتؤمن بأن القيمة يمكن أن تُخلق في كل مكان، وتصل إلى أي مكان، وتُدار من أي مكان. إنها دعوة للمخيلة، للجرأة، للخروج من الصندوق إلى الفضاء المفتوح.
وفي العالم العربي، أمامنا فرصة تاريخية لا تُقدّر بثمن. لسنا مضطرين لأن نبدأ من الماضي. نستطيع أن ندخل هذا السباق من المنتصف، من خلال بناء نماذج أعمال قائمة على شبابنا المبدع، وعلى البنية الرقمية المتنامية، وعلى مشاكلنا المحلية التي يمكن أن تكون وقودًا لحلول عالمية. يمكننا أن نبتكر نماذج تُعالج بطالة الشباب عبر منصات حرة ذكية، أو تُعزز السياحة الرقمية بتجارب واقع افتراضي، أو تُدخل الذكاء الاصطناعي في الزراعة والصحة والتعليم بطريقة تُحدث نقلة حضارية شاملة.
الاقتصاد الذكي لا ينتظر أحدًا. من يتأخر يفوته القطار، ومن يجرؤ على التخيل والعمل والابتكار يصعد إلى قمرة القيادة. العالم يتغير، والنماذج تتغير، والسوق يُعاد بناؤه من جديد. أما السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه اليوم، فليس: ماذا سيحدث؟ بل: ما النموذج الذي سنبنيه نحن؟ لأن المستقبل لا يُوهب… بل يُصنع.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير