الدعم الأردني لغزة: بين الالتزام الإخوي والثبات السياسي
تاريخ النشر :
الخميس - pm 03:27 | 2025-05-15
الأنباط -
محسن الشوبكي
لطالما شكلت القضية الفلسطينية محور اهتمام الأردن، ليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي، ولكن أيضًا في الجانب الإنساني والإغاثي. في ظل التحديات الراهنة، يبرز الدور الأردني في غزة بوصفه جزءًا من استراتيجية متكاملة تجمع بين دعم الشعب الفلسطيني والموقف السياسي الثابت تجاه القضية.
يأتي الدعم الأردني لغزة استجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تلعب القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ، دورًا محوريًا في إيصال المساعدات وتنفيذ المبادرات الإنسانية، وذلك عبر:
- الجسور الجوية والبرية لنقل الإمدادات الطبية والغذائية، رغم التحديات الصهيونية .
- المستشفى الميداني الأردني في غزة، الذي يقدم خدمات صحية ضرورية لسكان القطاع وسط الظروف الكارثية .
- التفاعل الشعبي والمؤسساتي، حيث يساهم المجتمع الأردني في حملات دعم مستمرة تعكس عمق العلاقات بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
- اخلاء القوات المسلحة لاطفال من قطاع غزة إلى الاردن ، ومعالجتهم وإعادتهم الى غزة في اطار استقبال عدد كبير من قطاع غزة .
على الصعيد السياسي، يستمر الأردن في أداء دور فاعل في دعم القضية الفلسطينية، ويتجلى ذلك من خلال:
- التأكيد على حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
- التحركات الدبلوماسية في الأمم المتحدة والمحافل الإقليمية لحشد الدعم الدولي لوقف حرب الإبادة على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية .
- حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كجزء من الدور الأردني التاريخي .
رغم الجهود الأردنية المتواصلة في دعم غزة، تتعرض هذه الجهود أحيانًا لحملات تشكيك تهدف إلى التقليل من تأثيرها أو إعادة تفسيرها وفق أجندات خارجية. ومن أبرز دوافع هذه الحملات:
1. تلجأ بعض الأطراف الإقليمية إلى توظيف قضية الدعم الإنساني لغزة في خطابها السياسي، سواء لخلق نفوذ أكبر في القضية الفلسطينية أو للإساءة للدور الأردني في المنطقة.
2. تلعب بعض الدول والتنظيمات دورًا في توجيه الحملات الإعلامية التي تسعى إلى التشكيك في الدور الأردني، وذلك ضمن سياق التنافس الإقليمي على التأثير في المشهد الفلسطيني. هذه الحملات تهدف أحيانًا إلى تشويه الدور الأردني كطرف رئيسي في دعم الفلسطينيين، لصالح قوى أخرى ترغب في تعزيز وجودها وتأثيرها في غزة والضفة الغربية.
3. محاولات الاساءة لقواتنا المسلحة الأردنية، رغم أنها مؤسسة مشهود لها بالكفاءة والاحترافية وتحظى برصيد شعبي قوي لا يمكن الرهان على إضعافه.
يواصل الأردن أداء دوره المحوري في دعم القضية الفلسطينية، مستندًا إلى رؤية سياسية واضحة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، وبما ينسجم مع التزامه الإنساني والقومي تجاه الفلسطينيين. ورغم المحاولات المستمرة للتشكيك في هذا الدور من قبل بعض الجهات الإقليمية والدولية، يبقى الأردن ثابتًا في استراتيجيته، معتمدًا على أدواته الدبلوماسية، قوته المؤسساتية، وعلاقاته الإقليمية لضمان استمرار دعمه السياسي والإغاثي لسكان غزة. إن الحملات المغرضة التي تستهدف الدور الأردني لن تؤثر على نهجه، بل تعزز من إصراره على مواصلة جهوده في سبيل تحقيق الاستقرار وحماية حقوق الفلسطينيين، استنادًا إلى موقفه التاريخي ودوره الإنساني الراسخ.