البث المباشر
محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر تشرين ثاني

نعم، سؤال الهوية مهم جدًا

نعم، سؤال الهوية مهم جدًا
الأنباط -

حاتم النعيمات

 

يشهد الأردن جدلًا حول تعريف الهوية الوطنية الأردنية وفوائد تعزيزها على وقع التغيرات الدائرة في المنطقة، إذ فرضت ارتدادات الأحداث الخارجية والداخلية نفسها على طاولة النقاش الخارطة، لذلك ما زال السؤال يُطرح من قبل فريقين: الفريق الأول: وهو فريق الأردنيين الذين شعروا بالغبن جرّاء الهجوم التاريخي والمعاصر على هويتهم، والثاني، وهو فريق من يزعجهم بناء هذا البلد وصموده لأكثر من مئة وأربعة أعوام؛ بمعنى آخر، هناك سؤال استفساري طبيعي عن الهوية الوطنية الأردني وهناك سؤال استنكاري شائن.

 

دوافع الجدل وجيهة جدًا، فهناك مخاطر حقيقية تهدد الهوية الوطنية الأردنية، رغم أنها ثابتة وراسخة وتضرب جذورها في التاريخ والجغرافيا والاجتماع ، إلا أن تأثير ارتفاع صوت اليمين الإسرائيلي والأمريكي في موضوع التهجير وممارسة بعض القوى الداخلية لأدوار تهدف إلى تمييع هذه الهوية يجبرنا على أن نتناولها بشكل مستمر، هذا من جانب، من جانب آخر، فإن هناك شعورًا لدى الكثير من الأردنيين بأن الوقت قد حان لتنفيذ مشروع الدولة الوطنية بشكل عملي وفي جميع المجالات. بعد أن ثبت فشل اتّباع الفكر السياسي القادم من الخارج وانكشاف خباياهم، بحيث لم يعد بالإمكان ترك الساحة لمن انهارت دولهم ومشاريعهم العابرة للحدود.

 

الهوية الوطنية الأردنية مهددة، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ومن يدّعي خلاف ذلك إما أنه بعيد عن المشهد السياسي أو ضالع في مشروع تذويبها، ذاك المشروع الذي يخدم التوسعية الإسرائيلية. لذا، فإن مناقشة المخاطر التي تواجه الهوية الوطنية الأردنية أمر بالغ الأهمية حتى في سياق الإصلاح السياسي والاقتصادي، إذ أن الحسابات الروتينية المعقدة لهذا الإصلاح، وربما البطء في إنجازه من قبل الدولة الأردنية، تعود في أساسها إلى المخاوف من انعكاسات المشاريع الخارجية على الهوية الوطنية والوضع الداخلي.

 

في المقابل، ظهرت تيارات تهاجم كل من يطالب برفض التهجير والتوطين، إذ خرجت بعض الأصوات التي ترى أن الحديث عن تعزيز الهوية الوطنية ضرب من ضروب العنصرية والإقليمية، رغم أن الدولة الأردنية ذاتها، وعلى أعلى المستويات، تؤكد أن هذه الهوية هي الأساس لديمومة البناء والاستقرار.

 

الدولة الوطنية ذات الهوية الوطنية الواضحة باتت مفهومًا عميقًا، تراكمت فوقه العلاقات الدولية والقانون الدولي والتحالفات والمصالح. وعليه، لم تعد النظرة للشعوب كمجاميع بشرية تجمعها الأيديولوجيا وتفرّقها الحدود قابلة للتطبيق، بالتالي، فإن عداء أي تيار لمفهوم الهوية الوطنية ينبع من كونه يتعارض مع أمميته التي يؤمن بها. وبنظرة واحدة للمحيط سنجد أن المشاريع الوطنية أصبحت هي السائدة، بالتالي لا يمكن أن نستمر في التعامل بنجاح مع الملفات قبل أن نكون دولة وطنية قوية بهوية واضحة، حتى المشايع الأممية تحتاج لدولة وطنية قوية.

 

مع كل هذا، فإنني متفائل بأمرين: أولهما أن الحركة الوطنية الأردنية انطلقت كقطار ولن تتوقف، وظهر اليوم خصوصًا بعد السابع من أكتوبر شخصيات وطنية أردنية تدافع عن رواية الأردن بشكل علمي حقيقي نزيه، وهذا يفسر الهجوم على هذه الشخصيات من قبل تيارات كثيرة. أما الأمر الثاني، فهو أن الرافضين لخطاب الهوية قد خسروا الكثير من حضورهم على مسرح تسويق الأفكار والإقناع، وما نراه من إساءات وتخوين، ليس سوى مظهر من مظاهر الأفول السياسي وفقدان التوازن.

 

 

إسرائيل هي الخطر الأكبر والرئيسي، وأزمة إسرائيل ذاتها هي أزمة هوية تحاول بشكل مستمر تصديرها إلى الأردن، وللأسف فهناك من يدرك أن البيئة المثلى لحركة إسرائيل التهجيرية تكمن في تحويل المجتمع الأردني إلى مجتمع منزوع الهوية تتقاذفه الانتماءات المستوردة والمشاريع الخارجية، ينجرف مع كل القضايا، لكنه يهرب من قضيته الأساسية.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير