البث المباشر
الأمم المتحدة: الهجرة تساهم في تحقيق أكبر نمو سكاني في بريطانيا بأوروبا بحلول 2100 لجنة مجلس محافظة معان المؤقتة تؤدي اليمين القانونية وتعقد أولى جلساتها رئيس قطر للسياحة يزور موقع جبل القلعة الاثري رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أبناء بيت فجار الأردن يواصل دعم غزة بإرسال قافلة جديدة مكوّنة من 50 شاحنة مساعدات غذائية شهيد في غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية جنوبي لبنان مواطنون بلواء برما جرش يطالبون بتحسين الخدمات الأساسية افتتاح مركز الدراسات الدوائية والسريرية النوعي في الجامعة الأردنية يوم طبي للبر والإحسان في رحاب بالمفرق غدا الجمعة مبارك عطوفة الباشا الدكتور يوسف الزريقات الأردن يعزي بضحايا حريق مركز تجاري في العراق الحموري: توزيع الدفعة السابعة من أطفال غزة المرضى في المستشفيات الخاصة وفاة الطيار الأردني سامي الزبيدي إثر سقوط طائرته الخدمات البحرية تؤكد التزامها بالتميز والشراكة المستدامة في العقبة جرش تستعد لانطلاق مهرجانها الثقافي وسط جاهزية شاملة الصحة العالمية تدعو مزيدا من الدول لاستقبال مرضى من غزة انخفاض أسعار النفط وارتفاع الذهب عالميا مستشفى الزرقاء الحكومي ينجز تدخلا نوعيا لعلاج آلام مزمنة في الظهر شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال على قطاع غزة اعلن الاتحاد العربي لرياضات الكيك بوكسينغ تعيين الكابتن الاردني مراد الشلول بمنصب الامين العام للاتحاد العربي لرياضات الكيك بوكسينغ

لم يعد في قريتي حمير أتعلم منهم

لم يعد في قريتي حمير أتعلم منهم
الأنباط -
خليل النظامي 
تقول احصائية ٢٠٢٤ لمنظمة الأغذية والزراعة الأممية أنه لم يتبقى في ألاردن سوى ٦٢٠٠ حمار فقط،،، 

تناقص شديد وهجرة مريرة، تروي حكايات عميقة حول أسباب هجرة ورحيل الحمير من ألاردن، بعد أن كانوا ضيوفا أعزاء، حملوا الوطن وما فيه على أكتافهم دون كلل او تذمر أو ملل.

ربما أن الحمير أدركت أخيرا ؛ أن الدفاع عن الوطن ليس مهمة للغرباء والضيوف، بل مهمة أبناء جلدته الأصليين.

أعتقد ان الحمار الذي حمل أثقال الوطن بصمت، لاحظ كيف تخلى الكثير عن مسؤولياتهم، وانشغلوا بتبرير فشلهم عوضا عن الوقوف بثبات لحماية أرضهم،،،،

هذا الحمار قد أدرك أن الأوطان لا تحمل بأكتاف متخاذلة، ولا تحمى بقلوب باردة،، وأنسحب بحكمته البسيطة، بعد أن رأى أن لا جدوى له من البقاء في دار يحمل الضيف فيها الأعباء الثقيلة، في وقت يهرب صاحبها من معركة الحفاظ عليها،،،

ففي زمن مضى أذكر في قريتي جرش، أن الحمير كانت تقف في وجه العواصف والرياح القاسية في حرارة الشمس وبرد الشتاء تعمل بدون توقف، أما من نراهم الان من بشر طامحون متملقون متسلقون متلونون، يقفون متفرجين على الخطر وهو يقترب، يرسلون السخافات هنا وهناك موهمين أنفسهم أن فلاسفة العصر الحديث ولا تعنيهم التفاصيل، ومكتفين بالكلام واللوم، وكأن الوطن ليس بيتهم بعد أن شبعوا من أمواله، وبعد أن جعلهم معارف بعد أن كانوا مجرد نكرات.

هجرة الحمير ليست مجرد إحصائية نشرت في المواقع الإخبارية، بل صفعة في وجه كل من تخلى عن مسؤوليته، وبرحيلها تركت رسالة حزينة ومؤلمة اجزم أنا القروي البسيط رفيق تلك الحمير انها تقول لنا فيها : 

"حملت الأردن قرية قرية ومحافظة محافظة ومنطقة منطقة بسهولها ووديانها وجبالها وبحورها وانهارها وبقمحها وشعيرها وزيتونها وعنبها وتينها وماءها على ظهري سنوات طويلة وأنا مجرد ضيف عندكم،،،، فكيف تتركونه جريحا يأكل فيه اللئام وأنتم تشاهدون بدون حمل وعناق ودفاع وانتم أبناء رحمه؟".

عموما،،، ها هي الحمير قد رحلت، وتركت لنا هذه الاحصائية البائسة لتكون شاهدا على تخاذل الكثير وخيانتهم ممن لم يتعلموا أن الأوطان يدافع عنها بالأفعال، لا بالتخاذل والنكران والهروب.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير