شرب القهوة صباحا هو الأكثر فائدة 3 أحداث عربية "مزلزلة" هي الأبرز عالميًا عام 2024 الجلوس لفترات طويلة .. ما الذي يفعله بجهازك الهضمي؟ الذكاء الاصطناعي يزيح البشر في 41% من الوظائف! صحيفة عبرية: مقترح إسرائيلي لعقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا مجددا..بابا الفاتيكان بانتقاد لاذع لإسرائيل.. الوضع في غزة "خطير ومخز" النواب الأمريكي يفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الإمارات تتسلم من لبنان نجل الداعية القرضاوي حالة عدم استقرار جوي وأجواء باردة تؤثر على المملكة بايدن: جوزاف عون الزعيم المناسب للبنان رئيسة المفوضية الأوروبية ترى في انتخاب عون لحظة أمل للبنان المنتدى الاقتصادي العالمي: 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030 1600 طالب وطالبة من الجامعات شاركوا في مبادرات مع بلدية إربد النفط يصعد 1 بالمئة مع ارتفاع الطلب على الوقود بسبب الطقس البارد انخفاض الأسهم الأوروبية متأثرة بارتفاع العائد على السندات رئيس بلدية بني عبيد: إيلاء الخصوصية أولوية عند إنشاء المدينة المائية الاوتشا: استعادة إمدادات المياه والكهرباء تشكل تحديا في سوريا الأمم المتحدة: أزمة المجاعة في غزة تتفاقم وإسرائيل ترفض إدخال المساعدات تقرير أممي: النمو الاقتصادي العالمي سيبقى عند نسبة منخفضة العام 2025 أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة أعتبارا من مساء يوم الجمعة

يقول كيسنجر على أعداء امريكا أن يخشوها، وعلى أصدقاء أمريكا أن يخشوها اكثر ...

يقول كيسنجر على أعداء امريكا أن يخشوها، وعلى أصدقاء أمريكا أن يخشوها اكثر
الأنباط - إبراهيم أبو حويله ...

عبر التاريخ الأمريكي لم يكن لهذا البلد صديق سوى مصالحه، وهنا نقف مع كل من وقف مع هذا البلد، بدءا من فرنسا والتي كانت داعم رئيسي له في ثورته على المستعمر بريطانيا، وحتى في ظل الحرب العالمية بعد إنتهاء الحرب، سعت أمريكا لفرض شروطها على الحلفاء وخاصة بريطانيا، وسعت لفرض التعامل بالدولار، وعلى نزع مكاسب وإنتزاع ثروات ومكاسب كبيرة، وخلال التوزيع لمغانم الحرب التي غنموها من الألمان كانت الحصة الكبرى من العلماء والكنوز والذهب والثروات لهم.

هل تستطيع السياسة الأردنية التعامل مع حكومة ترامب، هناك خبرات سابقة، وضغوط تعرضت لها المملكة لتمرير صفقات وعقد تحالفات، على حساب المملكة والقضية الفلسطينية في الفترة الرئاسية السابقة لترامب، والمملكة وقفت لها بالرفض، وتحملت نتيجة ذلك الكثير من الضغوط، وهنا أعود إلى طبيعة العلاقات السياسية الأردنية مع الأطياف المختلفة في الولايات المتحدة، وهذه تشكل حليف قوي للمملكة وسيكون لها أثر على تخفيف الأثار السلبية كما فعلت في المرة الأولى.

وحيث أن امريكا هي دولة مؤسسات كما يعلم ترامب تماما، وحيث أنه لم ينجح في المحاولة الأولى للسيطرة والتوجيه لهذه المؤسسات إلى حيث يريد، فهو حرص في الفترة الثانية من حكمه على تعديل الوضع، وحيث أنه يحظى بأغلبية مريحة من الجمهوريين، لوضع مؤثرين يتفقون مع سياسته في أماكن صناعة القرار لتمرير القرارات التي يريدها.

وهنا نعود لحجم الضغوط المتوقع ممارستها، ولا يخفى على أحد أن ترامب يريد إنهاء الملف الفلسطيني بشكل كامل، على حساب دول المنطقة والفلسطينين أنفسهم، ولا يخفى على احد المطامع التوسعية لليمين المتطرف سواء في الكيان أو في أمريكا، هذا بالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها الجماعات الأنجلومسيحية لدفع المنطقة إلى حافة المواجهة، ولو على حساب إستقرار المنطقة وسلامة كيانهم نفسه، لأن المواجهة بالنسبة لهم هي الهدف للوصول إلى تلك الأهداف الإيدلوجية التي يؤمنون بها، وهذا هو الذي يجمع اليمين المسيحي واليمين اليهودي في هذه الفترة.

برأيي الوضع أصبح أصعب مع سقوط نظام الأسد ونجاح الثورة السورية في الوصول إلى الحكم، الإستقرار الذي كان يفرضه نظام الأسد على مناطق واسعة من خطوط المواجهة تبخر، وكان يعتبر ساحة آمنة بالنسبة للكيان وحلفائه، ولكن هذه المساحة أصبحت مفتوحة على كثير من الامور الأن، برغم إحتلال الكيان لمساحات واسعة من الأراضي السوري، فإن هذه الأرض الواسعة التي إحتلها الكيان تستوجب معها كما يعلم الخبراء العسكريون تحديات إستراتيجية كبيرة، وتفتح أماكن تستوجب طاقات بشرية ولوجستية وإقتصادية كبيرة للمحافظة عليها.

أضف إلى ذلك أن الضغط الكبير الذي مارسته المقاومة، على مكونات هذا الكيان وحلفائه كانت ضخمة جدا، سواء من حيث الخسائر البشرية، أو الإقتصادية، أو النفسية، أو الإجتماعية في الكيان وحلفائه، والبيئة الحاضنة لهذا لكيان تلقت ضربات كبيرة، وخسرت مجموعات دعم كبيرة، وهذه سيكون لها أثر كبير، نعم لن يكون مباشرا، ولكن الجماعات المؤيدة للقضية الفلسطينية بدأت تشكل جماعات ضغط على صانعي القرار، حتى في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم.

وهذه الاماكن كانت حتى فترة قريبة حاضنة مطلقة للكيان وداعمة قوية له، نعم لم ولن يتغير الوضع الأن من حيث الدعم المادي والعسكري، إضافة إلى أن هذا الكيان له جماعات دعم مدنية كبيرة في هذه المناطق وغيرها، وهذه تعمل بكل قوة لتأمين الدعم السياسي والعسكري والمادي لهذا الكيان، ولكن هذه الجماعات المعارضة له، بدأت تتحد وتتشكل بصور جديدة وتصنع وضعا جديدا، وسيكون لها أثر كبير على صناع القرار في هذه البلدان مستقبلا، ولا ننسى أن ترامب نفسه أضطر إلى تعديل خطابه في مرحلة الإنتخابات في محاولة منه لإستمالة هذه الفئات.

كل هذا إضافة إلى التحديات الكبيرة التي تضعها روسيا على الطاولة في اوكرانيا، والضغوط الكبيرة لفرض تصورها لحل هذا النزاع، ولقد تم فعليا إستنزاف أوروبا وامريكا وروسيا إضافة إلى القضاء على كثير من مقومات اوكرانيا الإقتصادية والبشرية والجغرافية، هذه حرب إستنزاف تقودها روسيا لأمريكا وحلفائها، فهل سينجح ترامب في وضع حل لها، أشك بذلك وهذا ليس رأيي ولكن رأي مجموعة من الخبراء السياسين.

أضف إلى ذلك مشكلة الصين وتايوان، ومشاكله مع كندا وبنما، إضافة إلى محاولته فرض تصوره التجاري حتى على حلفائه، كل هذا وغيره سيواجه بمجموعة من المؤسسات الداخلية المتصارعة داخلية لفرض تصوراتها على الساحة الأمريكية، وهنا إستذكر لقاء أوباما عندما كان يحاول أن يمرر حزمة المساعدات المالية بعد أزمة الرهن العقاري، وكيف كانت المواجهة بين جماعات الضغط الداخلية، وكيف كان كل طرف يحاول أن يحمل الطرف الأخر مسؤولية ما حصل، ويتنصل من محاولة إصلاح الأمر، لأنه سيتم حساب الإنجاز والأرباح لغريمه، وهنا قال مساعد أوباما اللقاء كان ناجحا فلم نصل إلى العراك بالأيدي، هذا فقط لتبيين أن الجبهة الداخلية في الولايات المتحدة، سيكون لها أثر كبير على متخذ القرار هناك.

الخلاصة مع كل هذه التحديات أرى نورا في نهاية النفق، نعم ليس هناك موقف إسلامي موحد ولا موقف عربي موحد، ولكن صمود المقاومة وتحملها لكل هذه الخسائر الفادحة، خلق تصدعا كبيرا في الجبهات المعادية، وهذا التصدع سيكون له أثر كبير على مجريات الأحداث، وأرى أن هناك أمل لأن تتشكل جبهات مقاومة للكيان وحلفائه في الأفق القريب، خاصة أن اطماعه بدأت تتسع بشكل كبير، وتؤثر على الجميع في المنطقة.


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير