الأنباط -
د. حازم قشوع
بين امكانيه السماح باستخدام الاسنان لغايات ادامة الحياة، يتم التوافق والاتفاق حول الضوابط الجديدة للردع واحتمالية حصول بعض الدول لورقه تحمل لا مانع من استخدام الضروس لغايات استقرار معيشي فى الردع الذاتي، هي ورقة يمكن الحصول عليها فى حال إثبات حسن النية حيث تجرى عملية التثقيف بالتقليم المتبعة، وهي المعادلة التي باتت واضحة للعيان مع جملة المعطيات الراهنة مع توافق الجميع حول مسألة خلع أنياب جيوش المنطقة وتدمير تحصيناتها الردعية، سيما وهو العامل الذى يعتبر أمرا ملزما والواجب تنفيذه حتى لا تبقى قوى تحمل أسلحة ردعية قادرة على حماية أجواء المنطقة سوى اسرائيل، تلك هى المعادلة التى يتم بلورتها لبيان محصلة النتيجة التى يراد من ورائها تعميد اسرائبل بجغرافيتها الجديدة ومحتواها من النفوذ لتكون القوى الأوحد في المنطقة من حيث الردع الاستراتيجي مشكلا بذلك مرجعية للقرار العسكري والأمني للمنطقة ومجتمعاتها.
وهذا ما يجعل من مسالة الامن القومي الامريكي على حد تعبير سياسيين رافعة اساس فى حفظ الامن القومي الامريكي في هذه المرحلة التأسيسية التي يجرى بلورتها حيز الواقع، وهو ذات المعطى الذى مازال يسخر كل الطاقات الأمريكية فى خدمة هذه الأهداف التي كانت كامنة وأصبحت بعد جملة المعطيات ظاهرة للعيان، كما هى ذات المسألة التى تجبر الولايات المتحدة أن تضع كل إمكاناتها الأمنية والعسكرية في خدمتها اضافه لاعطائها لغطاءات سياسية دبلوماسية تقوم على تقوية دور اسرائيل فى المنطقة بالشق الذاتي المتعلق بدعم قوتها وتمكين قواها، كما الشق الموضوعي القاضي بتدمير كل القوى الجيوسياسية المحيطة فيها فى المنطقة، وتمكينها من السيطرة على الموارد الطبيعية من مياه وأنهار كما على موارد طبيعية ونقاط استراتيجية بحرية وبرية، وهذا يتضمن أيضا المنافذ البحرية الرئيسية المغذية لحركة التجارة الدولية في باب المندب كما فى مضيق هرمز وموانئ شرق المتوسط، إضافة لإيجاد بدائل لقناة السويس عبر قناة بن غوريون الموصلة من غزة الى البحر الأحمر، على أن تقوم الولايات المتحدة بالسيطرة على قناة جبل طارق كما قناة بنما الاستراتيجية ومضيق تايوان في خليج الصين تايبيه.
إذن مسألة الاستهداف المركزية تاتى من اجل السيطرة على منابع الوقود والمنافذ البحرية من وجهة نظر امريكيه، اما إسرائيليا فان الموضوع يندرج في إطار سيطرة إسرائيل على المنطقة واجواءها نيابة عن الأمريكان، وهذا ما يجعل من إسرائيل تقوم بدور وظيفي صرف بالمنطقه نيابة عن الولايات المتحدة التي مازالت تريد بسط نفوذها على العالم من باب السيطرة على حركة التجارة الدولية فى المقام الأول، وهو ما جعل من القضايا الخلافية بين إسرائيل وجيرانها العرب تعتبر بالمقياس الأمريكي أمور ثانوية وحتى من منظار منظومة الناتو التى استطاعت هي الأخرى من فرض نفوذها الدولي وردع ما يعرف بالتعددية القطبية التى مازالت قواها تتقهقر مقابل حالة المد الحاصلة الذي يقودها موج دول المركز عبر صراع نفوذ استخباري مازال قائم والذي نشاهده في المسألة السورية من خلال المعادلات الإقليمية والدولية التي يتم اسقاطها فى حواضنها التي تبينه جملة البيان في مسألة إخراج القوات الروسية من قواعدها البحرية من السواحل الشرقية للبحر المتوسط.
وفى انتظار دخول دونالد ترامب للبيت الأبيض فى الثلث الثانى من الشهر الجارى بالصفة الرسمية، يتم الترتيب بين موسكو وطهران لأبرام اتفاقية للدفاع الاستراتيجي بين إيران وروسيا قبل ثلاث ايام من موعد تنصيب الرئيس الأمريكي العائد، وهذا ما يعني أن حالة المقاومة مازالت قائمه بشكل نسبي وان تيار التعددية مازال موجود على الرغم من خسارته الفادحة في موقعه شرق المتوسط التي بدأت بغزة وانتهت بحوصلة حزب الله وانحسار جيوب المقاومة فى العراق واليمن بإعلان نهاية حقبة النظام السورى السابق، وهو المعطى الذي جعل كثير من التكهنات تصبح قيد الصرف وتقف عند جملة بيان مفادها بقول "جيوش بلا أنياب".